كشف تحقيق أشرف عليه المفتش العام العسكري في قوات الدفاع الاسترالية اللواء Paul Bertron عن أدلة على قيام عناصر من فوج الخدمات الجوية الخاصة والتي خدمت في افغانستان ب 39 عملية قتل ضد مدنيين ومسجونين خلال تواجد القوات الأسترالية هناك وعن وجود ثقافة من السرية والتلفيق والخداع أدت إلى التستر على تصرفات، قال عنها كامبل إنها شوهت سمعة قوات الدفاع بأكملها.
النقاط الرئيسية
- قائد قوات الدفاع الأسترالية يكشف عن تحقيق استمر أربع سنوات ونصف في تصرفات جنود أستراليين في أفغانستان
- تصرفات قد ترقى إلى جرائم حرب وتحويل مرتكبيها إلى تحقيق جنائي
- اعتذار للشعب الاسترالي والافغاني وتعويضات محتملة لعائلات الضحايا المدنيين
استهل قائد قوات الدفاع الاسترالية انغس كامبل اليوم مؤتمرا صحافيا طويلا بكلمات اعتذار مؤثرة كشف فيه عن تقرير لتحقيق استمر لمدة اربع سنوات ونصف ونظر في انتهاكات قام بها بعض عناصر فوج الخدمات الجوية الخاصة SAS في أفغانستان.
وقد قدم قائد قوات الدفاع الأسترالية أنغس كامبل اعتذارا صادقا وبلا تحفظات على "أي مخالفات من قبل الجنود الأستراليين"، لا سيما تصرفات البعض داخل القوات الخاصة SAS النخبوية، متوجها بالاعتذار لعائلات الضحايا في أفغانستان والشعب الأسترالي.
وكشف التقرير الذي وضعه المفتش العام لقوات الدفاع الأسترالية تصرفات قد ترقى إلى جرائم حرب وأوصى التحقيق التاريخي بالتحقيق مع 19 جنديًا من قبل الشرطة الفدرالية بتهمة "قتل" 39 سجينًا ومدنيًا والمعاملة القاسية تجاه شخصين آخرين.
ومما أورده التقرير أن الجنود المبتدئين كانوا يُشَجَّعون على إطلاق النار على المساجين لكي يتعمدوا بالدم، أو بكلام آخر، لكي يسجلوا عملية القتل الأولى لهم.
كما وانتقد التقرير الثقافة السائدة بين القوات الخاصة، متهما عناصر تلك الوحدة بالتستر على الجرائم.
وفي حديث مع SBS Arabic24 يقول المقدم المتقاعد من الجيش اللبناني ريمي وهبة "بشكل عام كل جيش لديه مناقبية وحرفية وقوانين، وتتشابه هذه بين كل جيوش العالم، وهذه الحوادث، على قساوتها، لا تعكس مناقبية الجيش الأسترالي، لكن مواقف أفراد أساؤوا استخدام القانون، واستغلوا وجودهم لأساءة التصرف تجاه مواطنين في بلد ثان".
وأضاف أن "الجنود الأستراليين ذهبوا إلى أفغانستان بقرار من الحكومة الأسترالية ليحافظوا على أمن المواطنين من قمع بعض الميليشيات على الأرض، وإنهم كانوا بمهمة نبيلة" لكنه عبر عن أسفه لما قامت به بعض العناصر من تصرفات أساءت لسمعة الجيش الأسترالي، معتبرا أن إجراء التحقيق نقطة إيجابية تحتسب لأستراليا فهي تبرهن "أن لا أحد فوق القانون في بلد شفاف، ابتداء من رئيس الحكومة وانتهاء بأي فرد."
ومن الإجراءات التي تم الإعلان عنها أنه سيتم شطب السرب الثاني من القوات الخاصة SAS من ترتيب معركة الجيش في أعقاب النتائج.
ويقول المقدم ريمي وهبة "في العلم العسكري، أكبر عار أن تشطب هذه الوحدة، فهذه الخطوة تكون بمثابة تسريح غير مشرف من الجيش".
وقد توصل التحقيق الذي استغرق وقتا طويلا إلى "معلومات موثوقة" تفيد بأن 25 من أفراد قوات الدفاع الأسترالية الحاليين أو السابقين تورطوا في جرائم خطيرة، وكانوا إما منفذين أو "شركاء" في الحوادث.
وأوصى التقرير بتحويل ما مجموعه 36 حادثة إلى الشرطة الفدرالية لإجراء تحقيق جنائي فيها.
كما أوصى المفتش العام بضرورة دفع تعويضات لعائلات الضحايا بأفغانستان حتى قبل تحويل القضايا الى المحكمة.
وأوضح التقرير أن أي من الحوادث التي سيحولها إلى الشرطة الفيدرالية الأسترالية لإجراء تحقيق جنائي لا يمكن أن تعتبر "قرارات خلافية تم اتخاذها في حرارة المعركة".
وذكر التقرير أيضا أن "الحالات التي تبين فيها وجود معلومات موثوقة عن جريمة حرب هي تلك التي كانت، أو كان ينبغي أن تكون، واضحة أن الشخص المقتول لم يكن مقاتلاً".
وقال التحقيق إنه كثيرا ما كان يطلب قادة الدوريات من صغار الجنود إطلاق النار على السجناء ليقتلوا أول مرة وكانت هذه الممارسة تعرف بالتعميد بالدم.
كما وكشف التقرير عن حوادث قام بها بعض الجنود الاستراليين في أفغانستان حيث كانوا يضعون أغراضا _ مثل أسلحة أو أجهزة راديو أو قنابل يدوية - بالقرب من جثث المدنيين الأفغان لذر الرماد في العيون، واعتبار أنهم كانوا "هدفا مشروعا" في أي تحقيقات بعد الحادث.
وقد تم مقابلة 423 شاهدا ودرس المحققون أكثر من 20 ألف وثيقة وأكثر من 25000 صورة كجزء من التحقيق، في التحقيق في سلوك القوات الأسترالية في أفغانستان وك بين عامي 2005 و 2016.
ووجد تقرير الميجور جنرال Brereton مشاكل مع بعض أسراب القوات الجوية الخاصة حيث لم تكن بعض القوات "تحت إشراف جيد ، لكنها تركت لتسبح أو تغرق".
وقال: "تقع مسؤولية كبيرة غير مباشرة على عاتق أفراد فوج الخدمة الجوية الخاص الذين احتضنوا أو رعوا" ثقافة المحارب "وزمرة ضباط الصف الذين روجوا لها".
وأضاف أنه يجب على العاملين في القوات الخاصة أن يفخروا بكونهم جنودًا محترفين وليسوا "أبطالا محاربين" ".
قال إن المحققين كافحوا للحصول على معلومات من القوات أثناء التحقيق ، قائلا إن كبار الضباط "أصيبوا بالإحباط بسبب الخداع الصريح من قبل أولئك الذين يعرفون الحقيقة ، وليس من النادر ، المقاومة المضللة للتحقيقات والتحقيقات من قبل رؤسائهم".
قال الجنرال كامبل إنه كان هناك "تركيز في غير محله على البرستيج والمكانة والسلطة ، والابتعاد عن تراث التميز العسكري لفوج [SAS] الممزوج بالتواضع الهادئ للخدمة.
وأضاف "يشير التقرير إلى أن الثقافة المشوهة قد تبناها بعض ضباط الصف ذوي الخبرة والكاريزما والمؤثرين وأتباعهم الذين سعوا إلى الخلط بين التميز العسكري مع الأنا والنخبوية والاستحقاق".
وقال الميجور جنرال Brereton في التقرير "واجه التحقيق تحديات هائلة في الحصول على إفصاح صادق في مجتمع القوات الخاصة المغلق والمترابط بشكل وثيق والمقسّم للغاية ، حيث يُعتبر الولاء للزملاء والرؤساء المباشرين والوحدة أمرًا بالغ الأهمية ، حيث تكون السرية أعلى ويصبح من يسربون معلومات منبوذين".
وذكر التقرير أن تلك التصرفات والثقافة السائدة أدت إلى تقويض النظرة والثقة بعناصر قوات الدفاع الاسترالية بشكل عام. وشدد على أهمية السلطة الأخلاقية كعنصر من عناصر القوة في المعركة.
وأضاف كامبل "إذا لم نلزم أنفسنا ، في ساحة المعركة، على الأقل بالمعايير التي نتوقعها من خصومنا ، فإننا نحرم أنفسنا من تلك السلطة الأخلاقية ، وعنصر القوة القتالية.
"لقد أضعفنا جميعًا به."
وقال الجنرال كامبل إنه وبالتعاون مع قائد الجيش سيتعاملان مع القادة الذين أشرفوا على الوحدات التي زُعم أنها ارتكبت جرائم حرب.
استمعوا إلى التسجيل الصوتي مع المقدم ريمي وهبة في أعلى الصفحة.