"الدينغو أخذ طفلتي": ماذا تعرف عن أشهر قضية قتل في تاريخ أستراليا؟

Michael, left, and Lindy Chamberlain leave a courthouse in Alice Springs, Australia.

Michael, left, and Lindy Chamberlain leave a courthouse in Alice Springs, Australia. Source: AP

في ظل ما يجري في الولايات المتحدة وتصريح الرئيس الأمركي دونالد ترامب حول رفع قضايا الى المحكمة بشأن تزوير الأصوات رأينا أن نسلط الضوء على النظام القضائي في أستراليا وعلى ما تعنية عبارة "محكمة الاستئناف"


قال المحامي سايمون دياب في لقاء مع أس بي أس عربي24 أن معنى كلمة اسئناف في النظام القضائي الأسترالي هو "إتاحة الفرصة للأشخاص غير الراضين عن حكم المحكمة لعرض قضاياهم أمام محكمة أعلى لإعادة النظر في القضية."

وقال دياب إن الاستئناف قد يكون بسبب ظهور أدلة جديدة أو لأخطاء إدارية أو لعدم الرضا عن عدالة الحكم في أول درجة.

وأضاف المحامي سايمون دياب إن النظام القضائي في أستراليا ينقسم إلى مستويين، المحاكم الفيدرالية ومحاكم الولايات. وتشمل محاكم الولايات المحاكم المحلية ومحاكم الاستئناف والمحكمة العليا.
وقال دياب أن هناك قضايا شهيرة ألغت فيها المحكمة العليا الأحكام الابتدائية، ومن أشهرها قضية Lindy Chamberlain-Creighton والتي شغلت الإعلام الأسترالي واثارت ضجة كبيرة في الثمانينات.

واتهمت السلطات ليندي بتهمة قتل ابنتها أزاريا البالغة من العمر تسعة أسابيع، أثناء التخييم معها عند صخرة الأولورو عام 1980. لكن الأم أصرت على أن أحد حيوانات الدينغو، وهو كلب بري يعيش في أسترالي، قد دخل خيمة العائلة وأخذ الطفلة. 

وقالت شامبرلين أمام المحكمة إنها سمعت الطفلة تبكي وهي جالسة مع زوجها وبعض الأصدقاء بالخارج، فعادت إلى الخيمة، وهناك لمحت الدينغو وهو يحمل الطفلة ويغادر مسرعا، فصرخت على زوجها وقالت "مايكل، مايكل، الدينغو أخذ طفلتي."
 supplied image of the camping area, including Lindy Chamberlain's tent, where her daughter Azaria went missing on Aug. 17, 1980.
supplied image of the camping area, including Lindy Chamberlain's tent, where her daughter Azaria went missing on Aug. 17, 1980. Source: Supplied
رفضت المحكمة تصديق شامبرلين وتمت إدانتها عام عام 1982، ثم رُفض الاستئناف الذي قدمته للمحكمة الفيدرالية والمحكمة العليا.

وفي عام 1986 عثرت السلطات على ملابس الطفلة أزاريا مدفونة بالقرب من عرين للدينغو بالقرب من صخرة الأولورو، وبالفعل تم إطلاق سراح ليندي بعد خمسة أيام من العثور على الدليل الجديد. 

وفي عام 1988 ألغت المحكمة العليا في أراضي الشمال حكم الإدانة، ودفعت الحكومة الأسترالية 1.3 مليون دولار تعويضا للمرأة عام 1992.
اعتمد قرار البراءة على أن الأدلة ليست كافية للحكم إن كانت ليندي قد قتلت طفلتها أم أن الدينغو قد خطفها بالفعل، وبالتالي فإن المتهم بريء حتى تثبت إدانته.

ورغم التبرئة والتعويض إلا أن أسرة تشامبرلين لم تكن راضية، لأن السلطات لم تقبل روايتهم بخصوص الواقعة، وتم تبرئتهم لعدم كفاية الأدلة. واستمرت الأسرة في الضغط حتى عام 2012. 

قامت وقتها المحققة إليزابيث موريس بالاعتماد على أدلة جديدة تتعلق بعدد من هجمات الدينغو على الأطفال، وأعادت فتحت التحقيق الرابع في الواقعة.

وعندها خرجت موريس بقرارها النهائي أنه بالفعل "أخذ الدينغو الطفلة أزاريا" لتغلق تلك القضية بعد 32 عاما.
A picture made available by the National Museum of Australia shows 'Lindy Chamberlain holding Azaria Chamberlain, with Aidan and Reagan Chamberlain
A picture made available by the National Museum of Australia shows 'Lindy Chamberlain holding Azaria Chamberlain, with Aidan and Reagan Chamberlain Source: NATIONAL MUSEUM OF AUSTRALIA
شهدت تلك القضية تغطية إعلامية غير مسبوقة وأصبحت بلا منازع أشهر قضية في تاريخ أستراليا، وصارتصرخة الأم الشهيرة أمام المحكمة "الدينغو أخذ طفلتي" جزء من الثقافة الشعبية الأسترالية. 

وقام المتحف الوطني الأسترالي بشراء السيارة الصفراء الشهيرة التي كانت تستقلها العائلة في تلك الرحلة، والتي شكلت أهم مكان للتحقيق وجمع الأدلة، وإدانة العائلة. 

كما تم استخدام عبارة "الدينغو أخذ طفلتي" في الثقافة الشعبية حول العالم في الإشارة إلى أستراليا، ومن أشهرها المسلسلات الأمريكية الشهيرة The simpsons, Family Guy, Seinfeld, Two and Half Men, Frasier بالإضافة إلى الأفلام والأغاني والموسيقى الموسيقية والكتب وغيرها من وسائط الثقافة الشعبية. 


شارك