مع وصول أولى شحنات اللقاح إلى أستراليا واقتراب موعد بدء حملات التحصين ضد فيروس كورونا، يطرح الناس العديد من التساؤلات حول كيفية عمل اللقاح وما إذا كان سيمنحهم المناعة الكافية للعودة إلى حياتهم الطبيعية. في هذا المقال نجيب على أهم التساؤلات بهذا الخصوص.
- النقاط الرئيسية
- هل سأكون محميا من الفيروس بعد الحصول على اللقاح؟
- هل يمكنني نشر الفيروس بعد حصولي على اللقاح؟
- ما هي مدة الحماية التي يوفرها اللقاح؟ و ماذا إذا استمرت السلالات الجديدة في التطور؟
- متى نصل إلى مناعة القطيع؟
- هل سنتوقف عن ممارسة التباعد الإجتماعي بعد الحصول على اللقاح؟
- متى سنستطيع السفر خارج استراليا؟
هل سأكون محميا من الفيروس بعد الحصول على اللقاح؟
جميع أنواع اللقاحات الموجودة حاليا حول العالم تعطى على جرعتين تفصلهما عدة أسابيع، إلا أن الحماية من الفيروس لا تأتي في الحال.
وتقول خبيرة المناعة كايلي كوين أن الجسم يحتاج إلى أسبوعين حتى يبدأ في تكوين أجسام مضادة تحميه من الفيروس، مشيرة إلى أن الحماية هنا لا تعني بالضرورة المناعة.
وتوضح كوين "هناك درجات مختلفة من الفاعلية. بعض اللقاحات تمنع العدوى تماما...و لكن يصعب تحقيقه مع كل اللقاحات."
وتشمل الدرجات الأخرى من الفاعلية عدم القدرة على منع العدوى بالكامل، ولكن عند حدوثها تمنع المناعة الناتجة عن اللقاح تطور العدوى بما يصيبنا بالمرض. والدرجة التالية في حالة العدوى تضمن عدم تطور المرض إلى درجة خطيرة.
هل يمكنني نشر الفيروس بعد حصولي على اللقاح؟
نعم من المحتمل ذلك.
من المبكر الجزم إذا ما كانت اللقاحات التي سيتم استخدامها في أستراليا ستمنع العدوى بشكل كامل أو أنها ستحمي فقط من المرض الناتج عن العدوى.
في الحالة الثانية سيتمكن اللقاح من حمايتك من الإصابة بالمرض ولكنه لن يمنعك بالضرورة من أن تصبح حاملا وسيطا للفيروس وناشرا له إلى الآخرين.
ولكن الخبراء يرون أنه لا داعي للقلق حول هذا الموضوع. و تقول د. كوين أن هذه الأسئلة جزء طبيعي من عملية طرح أي لقاح.
ما هي مدة الحماية التي يوفرها اللقاح؟ و ماذا إذا استمرت السلالات الجديدة في التطور؟
مدة الحماية التي يمنحها اللقاح هي أحد الأسئلة التي لم يستطع العلماء الإجابة عليها بعد و ذلك على الرغم من أن نتائج التجارب أعطت مؤشرات جيدة أن اللقاح يعطي درجة جيدة من الحماية بعد أشهر من عملية التحصين.
يعمل اللقاح على تعريف الجهاز المناعي بنسخة ضعيفة من الفيروس ما يحفز الجسم ضد الخطر المتوهم و يدفعه إلى بناء أجسام مناعية تعمل على حماية الجسم. وهذا يعني أنه في حالة إصابة الجسم بالفيروس الحقيقي في المستقبل فإن الجهاز المناعي سوف يتعرف على الفيروس ويستطيع أن يواجهه.
وتوضح دكتورة كوين أن فترة عمل تلك الأجسام المضادة تعتمد على الذاكرة المناعية للجسم حيث تقول "الذاكرة المناعية هي قدرة الخلايا المناعية على معرفة الفيروس...و مع لقاحات فيروس الكورونا نحن لا نعرف كم ستستمر الذاكرة المناعية...".
السلالات الجديدة من الفيروس تشكل تحديا لإنها تصعب على الجهاز المناعي التعرف على الفيروس وبالتالي مواجهته ولكن دكتورة كوين ترى أن هذا لا يجب أن يؤثر على جهود طرح اللقاحات الحالية و لكنه يدعونا إلى محاولة إدخال تغييرات عليها مثلما نفعل مع تطعيم الانفلونزا الموسمية من عام إلى آخر.
متى نصل إلى مناعة القطيع؟
ما يعرف بمناعة القطيع هي أن يصبح المجتمع كله محميا من الفيروس لأن عددا كافا من الناس اصيبوا بالعدوى أو حصلوا على اللقاح. لكن السؤال هو كم عدد الناس الذين يجب أن يحصلوا على اللقاح حتى تصل استراليا إلى تحقيق مناعة القطيع؟.
ووفقا للبروفيسورة شارون ليوين مديرة مؤسسة بيتر دوهيرتي لأبحاث العدوى والمناعة فإن "الرقم السحري" سوف يعتمد على إذا ما كانت اللقاحات في أستراليا سوف تمنع العدوى تماما أو سوف تحمي من حالات المرض الشديدة. كما أوضحت ليوين أنه على افتراض أن اللقاح سوف يمنع العدوى بشكل تام أو بشكل كبير فإن متوسط نسبة الناس الذين يجب أن يحصلوا على التطعيم هو 60-70 في المئة.
وبالرغم من هذا، ينصح الخبراء بعدم التركيز بشكل كبيرة على تحقيق مناعة القطيع حيث تقول ليوين "ما نعرفه هو أننا لدينا لقاح يحمي الناس من المرض ومن الذهاب إلى المستشفى وهذا مهم للغاية لأن هذا هو ما يقلقنا."
هل سنتوقف عن ممارسة التباعد الإجتماعي بعد الحصول على اللقاح؟
لا و سيكون هذا لفترة بعد.
في أستراليا وأماكن أخرى ما زالت السلطات الصحية تنصح الجميع بممارسة التباعد الإجتماعي واحتياطات السلامة الأخرى حتى بعد الحصول على التطعيم.
وتؤكد ليوين على أن المحافظة على العادات الصحية السليمة مهم لأننا لا نعرف بعد مدة ومدى فاعلية اللقاحات وقدرتها على منع نقل المرض من شخص لآخر.
متى سنستطيع السفر خارج أستراليا؟
للأسف من الواضح أن فتح حدود أستراليا ستكون أحد آخر البنود على قائمة التغييرات التي ستحدث بعد طرح اللقاح.
وقال متحدث رسمي باسم وزارة الصحة ردا على سؤال من إس بي إس نيوز: "بسبب عدم الوضوع الحالي المتعلق بقدة اللقاح على منع الحاصلين عليه من نقل الفيروس إلى آخرين وبسبب أن الكورونا ما زال مرضا منتشرا في العالم فإن الخطر الذي يشكله الطيران الدولي على الصحة العامة كبير."
ورغم وجود تصريحات رسمية عن خطط لإعادة فتح الحدود، فإن البروفيسورة ليوين ترى أن حصول عدد كبير من الناس على اللقاح سوف بلا شك يساهم بشكل كبير في عودة الطيران الدولي.