عندما وُضعت الخطة الوطنية الأولى للحد من العنف ضد النساء وأطفالهن عام 2010 كانت واحدة من كل ثلاث نساء أستراليات تتعرض للعنف الجسدي في سن 15عاماً، بينما تعرضت واحدة من كل خمس نساء تقريباً للعنف الجنسي.
النقاط الرئيسية:
- كان هناك تحول في النظر إلى العنف القائم على النوع الاجتماعي والمساواة، من قضية تهم النساء إلى قضية تخص الجميع
- مع مقتل 29 امرأة في أستراليا هذا العام، ازدادت فجوة الأجور بين الجنسين في الأشهر الستة الماضية
- هناك حاجة إلى النظر نحو المجموعات السكانية المختلفة المحرومة والتأكد من أنها جزء من النظام
مع التقدم السريع الذي حدث منذ عقد من الزمن، شاهدنا مئات النساء الأستراليات اللواتي قُتلن على يد شركاء حاليين أو سابقين، وادعاءات بالاعتداء الجنسي في قاعات البرلمان الفيدرالي، كما احتشد آلاف الأشخاص في جميع أنحاء البلاد من أجل المساواة والعدالة بين الجنسين.
فهل حققت الخطة بالفعل أياً من الأشياء التي حددتها؟
وما الذي تأمل النساء في تحقيقه نتيجة لقمة كانبرا الوطنية حول سلامة المرأة، التي ستنعقد في الفترة من 6 إلى 7 أيلول/سبتمبر؟
قالت باتي كينرسلي، المدير التنفيذي لمنظمة Watch: "بينما لا يزال هناك الكثير من العمل الذي علينا القيام به، فقد كانت الخطة مفيدة في تعميق التزام الحكومة الفيدرالية بالحد من العنف ضد المرأة".
وأضافت: "كان هناك تحول ثقافي في كيفية النظر إلى العنف القائم على الفئة الاجتماعية والمساواة، من قضية تهم النساء فقط إلى قضية تخص الجميع، وهذا إنجاز كبير".
وأوضحت قائلة: "لا يظهر أي تغيير في البيانات حتى الآن، لكن لدينا الكثير من الأشخاص المهتمين بهذا الحوار الدائر حالياً".
"لكن الشيء الملفت، هو أننا بدأنا نرى بعض التقدم نحو التحول في بعض المواقف".
وأضافت: "هناك علامات على وجود تقبل أكثر لبعض جوانب المساواة بين الجنسين، مثل مشاركة المرأة بدوام كامل في مكان العمل".
لكن كينرسلي أوضحت أنه مع مقتل 29 امرأة في أستراليا هذا العام، ازدادت أيضاً الفجوة في الأجور بين الجنسين في الأشهر الستة الماضية، وكانت النساء من بين أول من تم استبعادهن بسبب وباء كوفيد-19، ومن الواضح أن البلاد لم تتقدم بما يكفي.
وستلعب القمة الوطنية حول سلامة المرأة دوراً في النقاش حول الخطة الوطنية الجديدة للحد من العنف القائم على الفئة الاجتماعية في أستراليا، والتي تدخل حيز التنفيذ العام المقبل.

Source: SBS
بصفتها واحدة من 19 عضواً في مجموعة استشارية متعددة التخصصات للخطة، قالت السيدة كينيرسلي إن تركيز القمة يجب أن يكون في المقام الأول على منع حدوث العنف القائم على الفئة الاجتماعية، بما يتماشى مع الإطار الوطني القائم على الأدلة.
وأضافت: "إننا بحاجة ماسة لمواصلة الاستثمار في الاستجابة والتدخل المبكر، ولكن إذا لم نركز على الوقاية، فسنراوح مكاننا دون أي تقدم حتى لما بعد 30 عاماً وبأرقام أسوأ".
وأوضحت: "علينا تغيير الأسباب الأساسية التي تؤدي إلى العنف ضد المرأة".
"إن عدم المساواة بين الجنسين هو محرك رئيس للعنف الأسري والجنسي".
وأردفت قائلة: "نحن بحاجة إلى تعزيز المساواة بين الجنسين بشكل طبيعي، في جميع الأماكن التي نقضي فيها وقتنا سواء في العمل، في الرياضة، في المنزل، في وسائل الإعلام. ونحتاج إلى أن تأخذ الحكومات منظور الفئة الاجتماعية في جميع آليات تطوير سياساتها، فهذه ليست مشكلة نسائية بل هي مشكلة البلاد ككل".
وتقول:" لذلك، نحن بحاجة ماسة إلى رجال في مناصب قيادية لقيادة التغيير يكونون قدوة كالآباء ويقدمون نماذج إيجابية في العلاقات الصحية ويبدون استعداداً لتحدي أقرانهم عندما يمارسون سلوكيات جنسية".
المطالبة بخطة لسكان أستراليا الأصليين
تعد النساء من السكان الأصليين وسكان جزر مضيق توريس عرضة أكثر بـ 45 مرة للوقوع ضحية للعنف من نظرائهن من غير السكان الأصليين، وعرضة أكثر بـ 30 مرة للدخول إلى المستشفى، و10 مرات للوفاة نتيجة لذلك.
وتقول وينيتا ديويس، وهي من سكان جزر مضيق توريس إنه رغم أن المنتدى الوطني لمنع العنف الأسري والخدمات القانونية، الذي تشارك في رئاسته، هو الهيئة العليا الوحيدة لضحايا السكان الأصليين والناجين من العنف الأسري والاعتداء الجنسي، كان عليها أن تكافح من أجل الحصول على مقعد في القمة.
وقالت: "نحن نمثل 14 عضواً يعملون على أرض الواقع مع نساء وأطفال الأمم الأولى، ونرى بشكل مباشر آثار العنف الأسري والاعتداء الجنسي في مجتمعاتنا، ولكن في كثير من الأحيان يتم إسكات أصواتنا وتجاهلها".
وتضيف السيدة ديويس:" إن الخطة الوطنية الحالية لم تقم بفعل الكثير لمعالجة الأزمة الوطنية للعنف ضد نساء وأطفال الأمم الأولى".
وقالت: "نرى قضايا الاكتظاظ في المنازل، حيث تعيش عائلات متعددة معاً، وهذا يؤدي إلى خلل وظيفي، ويؤدي للعنف الأسري وظهور مشكلات اجتماعية أخرى".

Domestic violence front line workers have not seen any approach from government so far to look into the issues they are facing. Source: Sabrin Farooqui
وتؤكد السيدة ديويس أن هناك نقصاً في الخدمات الجيدة والممولة بشكل كافٍ في المجتمعات، فلا تشعر نساء عدة من السكان الأصليين وسكان جزر مضيق توريس بالأمان في الإبلاغ عن تجارب العنف التي تعرضن لها.
وتضيف: "آمل ألا تكون هذه القمة مجرد منتدى آخر للمحادثات حيث تشعر الحكومة أنها تحصل على الاستشارات، وتجمع الناس معاً دون أن تقوم بفعل ذلك بطريقة مؤثرة نحو التغيير".
وقالت:" إن المنتدى الوطني ظل يطالب بخطة مخصصة للسكان الأصليين منذ سنوات"، مضيفة: "من وجهة نظرنا، فإن معالجة المعدلات غير المتناسبة لما تتعرض له نساء السكان الأصليين وسكان جزر مضيق توريس للعنف لا يمكن تحقيقه من خلال خطة وطنية شاملة".
يجب الاستماع إلى الناجيات وأن تتفق الولايات على القوانين
قالت ساكسون مولينز إحدى الناجيات من الاعتداء الجنسي ومديرة المناصرة في مركز أبحاث ومناصرة الاغتصاب والاعتداء الجنسي إنه يجب البحث عن المزيد من المدخلات من الشباب، مثل أولئك المشاركين في End Rape on Campus Australia.
وقالت: "من المهم أن يتم ربط هذه الأصوات، لأن هذا هو مستقبل هذه الحركة، واستبعادها يعني استبعاد جزء كبير من الناجين من الأشخاص الذين عانوا من نفس الشيء الذي نتحدث عنه بالضبط".
وأضافت مولينز:" هناك حاجة إلى التركيز بشكل أكبر على العنف الجنسي والاستماع إلى قصص الناجين من مجتمعات متنوعة".
واعتبرت أن التناقض يمتد إلى الموافقة على التثقيف والوقاية، والجدل بامتداده إلى ما وراء المدارس وإلى أجزاء أخرى من المجتمع مثل أماكن العمل.
وقالت: "أعتقد أننا بحاجة إلى التحلي بالجرأة، وحاجتنا بالفعل إلى تحديد الأشياء الأساسية التي لا يمكننا الاستمرار بدونها".
"نحن بحاجة لأن نكون أكثر راديكالية في تفكيرنا ونحاول دفع أفكارنا إلى ما ستفعله الحكومة، لكن يجب على الحكومة دفع ما ستفعله ليتوافق مع أفكارنا نحن".
المطالبة بدعم أفضل للمهاجرات واللاجئات
قالت ميشال موريس، المديرة التنفيذية المديرة التنفيذية لمركز inTouch متعدد الثقافات ضد العنف الأسري إنها تود رؤية استجابة وطنية للمهاجرات واللاجئات.
وأضافت: "نحن بحاجة لأن نكون أكثر طموحاً وأكثر جرأة".
"نحن بحاجة لأن نكون شموليين للغاية فيما يتعلق بخطط خدمتنا، من حيث النظر إلى المجموعات السكانية المختلفة المحرومة والتأكد من أنها جزء من النظام".
وقالت موريس إنه لا توجد حالياً بيانات متاحة توضح مدى انتشار العنف الأسري والجنسي بين مجتمعات المهاجرين واللاجئين أو من أين يحصلون على معلوماتهم حول هذا الموضوع، أو مدى احتمالية طلب المساعدة.
وأوضحت أن أحد أهم الأشياء التي نحتاج للقيام بها هو فهم سلوكيات طلب المساعدة ومساراتها والتأكد من أنها مغطاة، وضمان أن كل امرأة تعيش في أستراليا تعرف طريقة الحصول على المساعدة، ومن أين تحصل عليها ومتى عندما تحتاج إليها.
وقالت موريس إن خلفيات أكثر من 1,600 امرأة ساعدتهن المنظمة في فيكتوريا العام الماضي تعكس بشكل مباشر برنامج الهجرة في أستراليا.
وأضافت: "المجموعات الثلاث الكبرى التي ينتمي إليها المهاجرون، هي المجتمعات الثلاث الأولى التي رأيناها. لا أستطيع القول ما إذا كان هذا أمراً شاذاً أو إذا كان هذا متوافقاً مع ما يحدث في جميع أنحاء البلاد".
وقالت السيدة موريس إنه بينما لا تزال هناك نساء في أستراليا غير آمنات ولا يعرفن كيفية الحصول على المساعدة، هناك الكثير مما يجب القيام به.
"علينا التفكير في هذا الأمرعلى أنه مشكلة تحتاج إلى حلول طويلة الأجل وتمويل بشكل صحيح، وضرورة مراقبتها ومراجعتها للتأكد من أننا نتسم بالشفافية في كيفية تقديمنا للخطة الجديدة".
'نقاش وطني هام'
وقال رئيس الوزراء سكوت موريسون في وقت سابق من هذا العام إن القمة الوطنية لسلامة المرأة كانت حيوية لحماية النساء والأطفال من العنف الأسري والمنزلي والجنسي.
وأضاف: "الاحترام والكرامة والاختيار وتكافؤ الفرص والعدالة أمور أساسية لسلامة المرأة في بلدنا".
"ستعمل هذه القمة على رفع مستوى النقاش الوطني الهام الذي نجريه حول سلامة المرأة والتأكد من مشاركة جميع الأشخاص معنا أثناء تطوير الخطة الوطنية المقبلة".
وقالت وزيرة الخارجية ووزيرة شؤون المرأة، السناتور ماريس باين، إن الخطة الوطنية الجديدة ستبدأ في عام 2022.
وأضافت: "نريد أن نسمع من جميع أفراد المجتمع للتأكد من أن الخطة الوطنية التالية تعتمد على أفضل الأفكار وأكثرها شمولاً لبناء إطارعمل مشترك لتقليل ومنع العنف ضد النساء والأطفال".
وأوضحت:"ستشمل المشاورات الاستماع إلى التجارب المختلفة للأشخاص المتضررين بسبب العنف، بما في ذلك المناطق الإقليمية والريفية والنائية ومجتمعات السكان الأصليين ومجتمعات LGBTQIA والمجتمعات المتنوعة ثقافياً ولغوياً والأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة".
إذا كنت قد تأثرت أو أي شخص تعرفه بالاعتداء الجنسي أو العنف الأسري أو المنزلي، اتصل على 1800RESPECT على الرقم 1800737732 أو قم بزيارة . في حالة الطوارئ، اتصل بـ 000.
يمكنكم أيضاً الاستماع لبرامجنا عبر أو عبر تطبيق SBS Radio المتاح مجاناً على