النقاط الرئيسية
- قضايا حقوق الإنسان تلقي بظلالها على كأس العالم في قطر
- يعتبر النشاط الجنسي المثلي جريمة جنائية في قطر ويعاقَب عليه بالسجن
- تم استقدام الآلاف من المهاجرين لإكمال العمل لكن وفقاً لجماعات حقوق الإنسان توفي العديد منهم أثناء العمل
منذ حوالي 12 عاماً، صدمت قطر العالم حين فازت بحق استضافة أكبر بطولة كرة قدم في العالم.
حينها أعلن رئيس الفيفا سيب بلاتر أنها ستصبح أول دولة شرق أوسطية تستضيف البطولة في عام 2022 على حساب أستراليا التي كانت تسعى لتنظيم الكأس.
حصلت أستراليا على صوت واحد فقط بعدما أنفقت أكثر من 40 مليون دولار على عرضها.
لكن كانت هناك مشكلة؛ سجل قطر في مجال حقوق الإنسان.
يعتبر النشاط الجنسي المثلي جريمة جنائية في قطر ويعاقَب عليه بالسجن - حتى الموت في بعض الحالات.
لكن اللجنة المنظمة لكأس العالم لكرة القدم هذا العام في قطر أبلغت أس بي أس الإخبارية أن المشجعين المثليين لن يواجهوا أي تمييز خلال البطولة.

مشجعو فريق كرة القدم الألماني للرجال يرفعون لافتات في ويمبلي خلال كأس الأمم الأوروبية 2020. Source: Getty / Markus Gilliar - GES Sportfoto
وقالت النعيمي لقناة أس بي أس الإخبارية: "نحن نؤكد للجميع باستمرار أن الجميع مرحب بهم".
"سيتمكن الجميع من الحضور والاستمتاع بالمباريات ودعم فرقهم، بغض النظر عن خلفيتهم أو دينهم أو جنسهم".

تقول فاطمة النعيمي إن قطر استضافت حوالي 600 حدث دولي منذ حصولها على حقوق كأس العالم.
كاردال هو رئيس Pride Football Australia ويقول إنه من "المخزي" أن تمنح الفيفا حق الاستضافة بشكل متتالٍ لدول مثل روسيا وقطر يُعتقد أن لديها مواقف "مسيئة" تجاه مجتمع المثليين.
وقال: "بالنظر إلى أنهم يعنبرون كرة القدم لعبة عالمية، فهذا الأمر يتسم بالنفاق التام".
ومن المتوقع أن يسافر أكثر من مليون شخص إلى قطر للمشاركة في بطولة كأس العالم لكرة القدم هذا العام. لكن بالنسبة لأعضاء فريق Pride Football Australia البالغ عددهم 500 عضو، هذه رحلة لن يقوم بها أي منهم.
قال كاردال: "نحن لا نشعر بأننا مشمولون، نشعر بالفعل بأننا مستبعدون من البطولة نفسها".
ولا تزال الفيفا، وهي الهيئة الناظمة لكرة القدم العالمية، واثقة من أنه سيتم الوفاء بوعود الإدماج، مضيفة أن المشجعين سيكونون أحراراً في رفع أعلام قوس القزح في المباريات.
وقال رئيس الفيفا جياني إنفانتينو لمنتدى قطر الاقتصادي في أواخر حزيران/يونيو، «تلقينا الضمانات اللازمة، ونقوم بتدريب جميع المسؤولين، ونعمل جنباً إلى جنب مع الحكومة والشرطة، وسيكون الجميع موضع ترحيب».
ناصر الخوري، الذي يقود مبادرة Generation Amazing، وهي مبادرة تابعة للجنة العليا للمشاريع والإرث في البطولة، يقول إن قطر أكثر تقدمية من جيرانها، لكنه يأمل أن يحترم جميع الزوار الثقافة والتقاليد القطرية.
وأضاف الخوري لقناة أس بي أس الإخبارية: «نريد أن نُظهر للعالم أننا من الدول التقدمية في المنطقة».
«نحن نقوم بالتحديث، ولكن بطريقتنا الخاصة، ونتمسك بهويتنا وثقافتنا وجذورنا».

ناصر الخوري يقول إنه يريد أن يظهر للعالم أن قطر من الدول التقدمية في المنطقة. Credit: Adrian Arciuli
وعندما طُرح عليه سؤال في وقت سابق من هذا العام حول حقوق الزوار من مجتمع الميم، قال: «نرحب بالجميع، ولكننا نتوقع ونريد أيضاً أن يحترم الناس ثقافتنا».
لكن رشا يونس، الباحثة في برنامج حقوق المثليبن التابع لمنظمة هيومن رايتس ووتش، قالت في صحيفة كندية الشهر الماضي: «إشارة قطر الثابتة إلى الثقافة لحرمان المثليين من حقوقهم يبعد المسؤولية عن أنظمة الدولة المسيئة للمثليين».
«لا ينبغي استخدام 'الثقافة' كغطاء للخطاب والممارسات والتشريعات التي استبعدت بشكل فعال المحتوى المتعلق بالميل الجنسي والهوية الجنسية من المجال العام».
حقوق العمال
عندما حصلت قطر على حقوق الاستضافة في عام 2010، كان عدد سكان البلاد 1.85 مليون نسمة فقط. وقد نما عدد السكان منذ ذلك الحين إلى حوالي 3 ملايين نسمة. ويبلغ إجمالي مساحة أراضي هذه الإمارة الخليجية 11,751 كيلومتر مربع فقط، مما يجعلها أصغر من سيدني.
كانت استضافة كأس العالم فرصة رائدة لقطر، وهي تعد التجربة الأولى في العالم العربي. وتطلب ذلك تطويراً كبيراً وتعزيز قدرات القوى العاملة.
وقد تم استقدام الآلاف من المهاجرين لإكمال العمل في الموعد المحدد، ولكن وفقاً لجماعات حقوق الإنسان، فقد توفي العديد منهم نتيجة حوادث مرتبطة بالعمل.
وتقول الباحثة الأسترالية في منظمة العفو الدولية نيكيتا وايت إنه من غير الواضح بالضبط عدد العمال الذين لقوا حتفهم أثناء تشييد البنية التحتية لكأس العالم.
وتضيف وايت: «لسوء الحظ، لا تنشر قطر إحصاءات عن العمال الذين ماتوا».
«ما نعرفه هو أن آلاف الأشخاص لقوا حتفهم أثناء عملهم في كأس العالم، ونحن نعلم أنه للأسف، لم تتم متابعة وفاتهم بشكل صحيح من قبل السلطات القطرية».
«غالبًا ما يكونون شبابًا يتمتعون بصحة جيدة ويموتون بسبب العمل لساعات طويلة في ظروف قاسية وحرارة شديدة ولكن يتم تسجيل وفاتهم على أنها طبيعية».
وتقر اللجنة العليا للمشاريع والإرث في البطولة بحدوث وفيات لكنها تقول إن قطر أجرت إصلاحات كبيرة لحماية حقوق العمال، بما في ذلك إلغاء نظام الكفالة.
يوربط النظام العمال بصاحب العمل, الذين كانوا مسؤولين عن تأشيرة العامل والوضع القانوني. وقد انتقدت منظمات حقوق الإنسان النظام الذي يسمح لأصحاب العمل باحتجاز جوازات سفر العمال.
عن ذلك يقول الخوري: «أنا لا أقول إننا مثاليون».
«ولكن كانت هناك تطورات وتغييرات كبيرة في قوانين العمل لصالح العمال».
وقد حثت منظمة العفو الدولية الفيفا على تخصيص 440 مليون دولار أمريكي (631 مليون دولار أسترالي) لتعويض مئات الآلاف من العمال المهاجرين الذين تزعم أنهم عانوا من انتهاكات لحقوق الإنسان.
وقالت وايت، «من المقرر أن تجني الفيفا 6 مليارات دولار أميركي [8.6 مليار دولار أسترالي] من كأس العالم. لذالك فإن 440 مليون دولار هي قطرة في المحيط».
ومن المقرر أن تلعب أستراليا جميع مبارياتها الثلاث في دور المجموعات، ضد فرنسا والدنمارك وتونس على استاد الجنوب في الوكرة، الذي يبعد حوالي 20 دقيقة بالسيارة عن العاصمة القطرية الدوحة.
وتدرس الفرق، بما في ذلك المنتخب الأسترالي، تسليط الضوء على قضايا حقوق الإنسان في قطر من خلال اتخاذ موقف جماعي عندما تبدأ البطولة في 21 تشرين الثاني/نوفمبر.
يمكن للأستراليين المثليين الذين يسعون للحصول على الدعم في مجال الصحة العقلية الاتصال بـ أيضًا قائمة بخدمات الدعم.