أكثر من 150 جريحا في صدامات دامية بمحيط المسجد الأقصى

جُرح أكثر من 150 فلسطينيا ليل الجمعة في صدامات مع الشرطة الإسرائيلية في باحة المسجد الأقصى في القدس، في أول مواجهات من نوعها منذ بدء شهر رمضان.

epaselect epa09890994 Palestinians clash with Israeli police inside Al-Aqsa Mosque compound after Israeli police entered the compound before dawn as thousands of Muslims were gathered to perform prayers during the holy month of Ramadan, Jerusalem, 15 Apri

Palestinians clash with Israeli police inside Al-Aqsa Mosque compound after Israeli police entered the compound before dawn. Source: EPA

قال بيان الشرطة الإسرائيلية إنه قرابة الرابعة فجرًا بتوقيت غرينيتش، دخل إلى المسجد الأقصى "عشرات الشبان الملثمين" وأشعلوا مقذوفات وألقوا حجارة باتجاه حائط المبكى.

وذكر شهود عيان أن فلسطينيين رشقوا بالحجارة قوات الأمن الإسرائيلية التي ردت بإطلاق الرصاص المطاطي وقنابل صوتية.

وقال الهلال الأحمر الفلسطيني لوكالة فرانس برس إن 153 جريحا أدخِلوا المستشفى وعولج "عشرات" في المكان خلال الصدامات في البلدة القديمة في القدس الشرقية التي تحتلها إسرائيل منذ 1967.
epaselect epa09890994 Palestinians clash with Israeli police inside Al-Aqsa Mosque compound after Israeli police entered the compound before dawn as thousands of Muslims were gathered to perform prayers during the holy month of Ramadan, Jerusalem, 15 Apri
Palestinians clash with Israeli police inside Al-Aqsa Mosque compound after Israeli police entered the compound before dawn. Source: EPA
من جانبها، أعلنت الشرطة الإسرائيلية أن ثلاثة من عناصرها على الأقل جرحوا في المواجهات التي توقّف الجزء الأكبر منها ظهر الجمعة.

وأوقِف نحو 400 شخص، على ما أفاد نادي الأسير الفلسطيني.

وأعربت الولايات المتحدة الجمعة عن "قلقها العميق" بعد إصابة أكثر من 150 شخصا في الصدامات في باحة المسجد الأقصى. 

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس في بيان "ندعو جميع الأطراف إلى ممارسة ضبط النفس وتجنب الأعمال والخطابات الاستفزازية".

وأضاف "ندعو الفلسطينيين والمسؤولين الإسرائيليين إلى العمل على نحو تعاوني لخفض التوترات وضمان سلامة الجميع".
وأتت هذه الاشتباكات في ظل توتر شديد مستمر منذ ثلاثة أسابيع مع أعمال عنف في إسرائيل والضفة الغربية المحتلة تزامنا مع عيدي الفصح اليهودي والمسيحي وشهر رمضان.

وهذه الاشتباكات في الحرم القدسي هي الأولى هذا العام منذ بداية شهر رمضان الذي يتجمع المسلمون خلاله في الموقع المقدس الذي يشكل أحد محاور النزاع الإسرائيلي الفلسطيني. ويطالب الفلسطينيون بالقدس الشرقية المحتلة عاصمة لدولتهم المنشودة. 

خلال شهر رمضان 2021، تحولت تظاهرات ليلية في القدس واشتباكات في باحة الأقصى إلى حرب استمرت 11 يوما بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تسيطر على قطاع غزة، وإسرائيل.

وقال وزير خارجية إسرائيل يائير لبيد إن "أعمال الشغب" الني نشبت الجمعة "غير مقبولة".
Israeli Prime Minister Naftali Bennett, flanked by Alternate Prime Minister and Foreign Minister Yair Lapid,
AAP Image/Emmanuel Dunand/Pool Photo via AP Source: AAP
وأضاف "تزامُن عيد الفصح اليهودي وشهر رمضان وعيد الفصح المسيحي يرمز إلى ما يجمع بيننا. يجب ألا ندع أحدا يحوّل هذه المناسبات المقدسة منصّةً للكراهية والتحريض والعنف".

من جهتها، دانت الخارجية السعودية "التصعيد الممنهج" الذي اعتبرته "اعتداءً صارخًا على حرمة المسجد الأقصى". 

ودعت "المجتمع الدولي للاضطلاع بدروه في تحميل قوات الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن تداعيات استمرار مثل هذه الجرائم والانتهاكات على الشعب الفلسطيني الأعزل". وصدرت إدانات أيضا عن مجلس التعاون الخليجي ومنظمة التعاون الإسلامي.

 "خط أحمر"

أضاف بيان الشرطة الإسرائيلية أن "الجموع كانت ترمي الحجارة باتجاه حائط" المبكى وأن مع ارتفاع منسوب العنف "انتظرت (الشرطة) حتى نهاية الصلاة" ومن ثم "اضطرت للدخول إلى الأراضي المحيطة بالمسجد".

وشدد البيان على أن "قوات الشرطة لم تدخل إلى داخل المسجد".
لكن مدير المسجد عمر الكسواني قال لوكالة فرانس برس إن "اقتحاما حصل داخل المسجد الأقصى".

وشدد على أن المسجد الأقصى "خط أحمر"، مشيرا إلى أن أكثر من 80 شابا كانوا داخله أخرجوا منه.

وكانت إسرائيل والأردن كثفا قبل حلول شهر رمضان المحادثات لتجنب تكرار أعمال العنف المسجلة العام الماضي.

وقال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة إن "ما يحدث من اقتحام للمسجد الأقصى ودخول قوات الاحتلال إلى المسجد القبلي تطور خطير وتدنيس للمقدسات، وهو بمثابة إعلان حرب على شعبنا الفلسطيني".

وأضاف "المطلوب هو التدخل الفوري من كافة الجهات الدولية لوقف هذا العدوان الإسرائيلي الهمجي".
Palestinians take part during the demonstration. Palestinians protest against the Israeli policemen who attacked the Palestinians offering their prayers at Al-Aqsa mosque in the Old city of Jerusalem. Al-Aqsa mosque (Photo by Ahmed Zakot / SOPA Images/Sip
Source: Sipa USA Ahmed Zakot / SOPA Images/Sipa U
والجمعة، قال رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية الذي دعت حركته إلى التعبئة ضد الدولة العبرية "لا مكان للغزاة والمحتلين في قدسنا المقدسة". 

ويرى محللون أنّ حماس التي تأثّرت قدراتها في حرب 2021، تسعى إلى استمرار الصراع في الضفة الغربية والقدس مع تجنّب التصعيد في قطاع غزة، لا سيما أنّ إسرائيل يمكن أن تلغي آلافا من تصاريح العمل للعاملين في غزة إذا اندلع نزاع.

وأكدت الحركة في بيان الجمعة أنّ "الاعتداء على المصلين في المسجد الأقصى جريمة عدوانية يتحمل الاحتلال كامل المسؤولية عنها وعن تداعياتها (...) وكان محاولة فاشلة من قبل الاحتلال لإفراغ المسجد الأقصى بهدف تدنيسه من قبل المستوطنين الإرهابيين".

وأضافت "العدو سيدرك أن هذه النار التي يشعلها بحقده الأعمى سترتد عليه وستحرقه، وما لم يكفّ الاحتلال يده عن الأقصى ويوقف عدوانه على شعبنا فإنّ المواجهة ستكون أقرب وأصعب مما يظن".

تصاعد العنف

تأتي الاشتباكات بينما أرسلت إسرائيل تعزيزات إلى الضفة الغربية وعززت الجدار الفاصل معها بعد أربع هجمات أدت إلى سقوط 14 قتيلا في الدولة العبرية غالبيتهم مدنيون في الأسابيع الثلاثة الأخيرة.

في المقابل قتل 22 فلسطينيا بينهم عدد من منفذي الهجمات، في أعمال عنف متفرقة منذ ذلك الحين، بحسب حصيلة أعدتها فرانس برس.
Muslim worshippers wrapped in the Palestinian flags pray during holy Islamic month of Ramadan in front of the Dome of the Rock shrine at the Al Aqsa Mosque compound in Jerusalem's Old City, Friday, April 15, 2022. Palestinians clashed with Israeli police
Source: AP
وقتل ثلاثة فلسطينيين الخميس فيما شنت القوات الإسرائيلية عمليات جديدة في منطقة جنين في شمال الضفة الغربية المحتلة، في أعقاب هجوم مميت نفذه فلسطيني في تل أبيب الأسبوع الماضي.

والخميس أعلنت إسرائيل أنها ستمنع المرور من الضفة الغربية وقطاع غزة إلى إسرائيل من بعد ظهر الجمعة حتى السبت أي أول ليلتين من عطلة عيد الفصح اليهودي وقد تعمد إلى تمديد قرار المنع طوال العطلة.

وبعد هجوم تل أبيب، أعطى رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت قوات الأمن "الحرية الكاملة للتحرك" تحت عنوان "دحر الإرهاب" في الأراضي الفلسطينية التي احتلتها إسرائيل في 1967. وحذر بينيت من أنه "لن تكون هناك حدود" لهذه الحرب. 


شارك
نشر في: 16/04/2022 11:23am
آخر تحديث: 22/04/2022 2:29pm
تقديم: Ramy Aly
المصدر: AFP