تدهورت أسعار النفط الأميركي المدرج في بورصة نيويورك لأول مرة في التاريخ إلى ما دون الصفر عند انتهاء جلسة التداولات الإثنين بسبب تخمة في المخزون أجبرت المستثمرين على الدفع من أجل التخلّص من الخام.
هذا الانخفاض الحاد سببه أن اليوم هو نهاية مدة العقود الآجلة لشهر أيار مايو، وبالتالي تعين على الشركات البحث عن مشترين في أقرب وقت ممكن.
ومع امتلاء منشآت التخزين في الولايات المتحدة بشكل هائل خلال الأسابيع الأخيرة، أُجبر المتعاملون على الدفع للناس للعثور على مشترين ما تسبب ببلوغ سعر برميل خام غرب تكساس الوسيط 37,63 دولارا تحت الصفر مع انتهاء التعاملات.
وقال مات سميث من مركز كليبر داتا إنه "عقد لمادة لا يريد أحد شراءها".
ومع وصول السعة التخزينية في المنشآت الأمريكية إلى الحد الأقصى أصبحت الشركات في حاجة إلى من يشتري الخام من أجل تقليل كلفة التخزين واستمرار دوران عجلة الإنتاج والبيع.
وفي خطوة قد تخفف من الضغط الهائل الذي تتعرض له صناعة الطاقة في الولايات المتحدة أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب الإثنين أنّ الولايات المتّحدة ستستغلّ الانهيار التاريخي الحاصل لأسعار الخام لشراء 75 مليون برميل لملء مخزون البلاد الاستراتيجي من النفط.
وقال ترامب خلال مؤتمره الصحافي اليومي في البيت الأبيض بشأن تطوّرات وباء كوفيد-19 "نحن نملأ احتياطاتنا النفطية الوطنية... كما تعلمون الاحتياطيات الاستراتيجية. ونحن نتطلّع إلى وضع ما يصل إلى 75 مليون برميل في الاحتياطيات نفسها".
يأتي هذا التدهور غير المسبوق بسبب انخفاض الطلب على النفط نتيجة تراجع النشاط الاقتصادي غير المسبوق بعد إجبار مليارات الأشخاص على ملازمة منازلهم لوقف تفشي فيروس كوفيد-١٩.

A view of a person using a petrol pump Source: AAP
كما سبق تحول كورونا إلى وباء عالمي، حرب أسعار بين السعودية وروسيا أكبر منتجي النفط في العالم أدت إلى تراجع الأسعار إلى عتبة عشرين دولار للبرميل. وخلال حرب الأسعار تلك زادت الدول المنتجة للبترول من انتاجها بشكل كبير، فوصلت السعودية إلأى 18.8 مليون برميل يوميا بعد أن كانت حصتها لا تتجاوز 10 إلى 12 مليون برميل يوميا.
ارتفاع كميات المعروض أدى إلى حدوث تخمة في السوق العالمي والسوق الأمريكي أيضا وهو ما أثر سلبا على منتجي النفط الصخري في الولايات المتحدة.
وكانت أوبك أعلنت الأسبوع الماضي التوصّل لاتفاق بين المنظمة وشركائها لخفض الإنتاج بنحو عشرة مليارات برميل يومياً اعتباراً من أيار/مايو، لكن ذلك لم يكن كافياً.
وقال جون كيلداف من مركز "أغين كابيتال" إنّ "الطلب على البنزين ووقود الديزل معدوم"، مضيفاً "لقد تبخّر الطلب".
لكنّ سميث اعتبر الإثنين أنّ تراجع الأسعار إلى ما دون الصفر هو ردّ فعل على قلّة إمكانات التخزين قبل انقضاء مهلة عقود أيار/مايو الثلاثاء، مؤكّداً أنّه بمجرد انقضاء تلك المهلة ستعود الأسعار إلى فوق مستوى الصفر.
وقال ستيفن إينز من AxiCorp إن ما يحدث "هو تخلص من الخام بأي تكلفة، لأنه لا يوجد أحد يرغب في الحصول على النفط الآن، وفي الوقت نفسه الخزانات الممتلئة تزيد امتلاء كل دقيقة."
وأضاف "لم يستغرق السوق وقتا طويلا ليدرك أن الاتفاق الذي عقدته الدول المنتجة للنفط ليس كافيا في صيغته الحالية لإعادة الاتزان للأسواق."
وانخفضت عقود البيع الآجلة في يونيو حزيران أيضا بمقدار 18 في المائة لكنها توقفت عند 20.43 دولارا للبرميل.