اتفاق تاريخي بين الدول المصدرة للنفط لإنقاذ الأسعار المتهاوية

الاتفاق سيمنع النزول تحت عتبة 20 دولارا للبرميل ووزير الطاقة الروسي يتوقع توازن الأسعار بنهاية العام الجاري

a flame burns at the Shell Deer Park oil refinery in Deer Park, Texas. Oil prices are plunging Sunday, March 8, 2020

a flame burns at the Shell Deer Park oil refinery in Deer Park, Texas. Oil prices are plunging Sunday, March 8, 2020 Source: AP

نجحت الدول المصدرة للنفط في الوصول إلى اتفاق تاريخي لتخفيض إنتاج النفط بهدف رفع أسعار الوقود الحفري الأكثر شيوعا في العالم والتي تقف عند حدود 21 دولار للبرميل حاليا.

الاتفاق ضم جميع الدول المنضوية تحت مجموعة أوبك بلس والتي تضم مجموعة دول منظمة أوبك بالإضافة لشركائها من خارج المجموعة وعلى رأسها روسيا. واستمرت المحادثات الماراثونية على مدار عطلة نهاية الأسبوع لوضع اللمسات الأخيرة على الاتفاق الذي يضم دول أوبك بلس وعددهم 23 دولة.

واتفقت الدول على تخفيض الإنتاج العالمي للنفط بمقدار 10 ملايين برميل يوميا بداية من مطلع شهر مايو أيار القادم.
جاء الاتفاق بعد توسط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بين السعودية أكبر مصدري أوبك وروسيا أكبر المصدرين خارج المجموعة لوقف حرب الأسعار بينهم. وفي مارس آذار الماضي أعلنت روسيا انسحابها من اتفاق خفض الإنتاج المعمول به منذ أزمة النفط عام 2015، ما دفع السعودية إلى رفع انتاجها وإغراق الأسواق بالذهب الأسود، وهو ما أدى إلى انهيار سريع للأسعار.

وقال الكرملين في بيان إن محادثة هاتفية جرت بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأمريكي دونالد ترامب والعاهل السعودي الملك سلمان وضعت اللمسات الأخيرة على الاتفاق. وقال البيان

أنّ الزعماء الثلاثة "أيّدوا الاتّفاق الذي تمّ التوصّل إليه ضمن مجموعة أوبك بلاس حول الحَدّ من إنتاج النفط على مراحل وبشكل طوعيّ، بهدف إرساء الاستقرار في الأسواق العالميّة وضمان صمود الاقتصاد العالمي".

ورغم أن الولايات المتحدة ليست ضمن مجموعة أوبك بلاس إلا أن انهيار أسعار النفط إلى عتبة عشرين دولار للبرميل كان يهدد قطاع الطاقة في أمريكا بالكامل. وقال الرئيس ترامب عبر تويتر "الاتّفاق الكبير مع أوبك بلاس تمّ إنجازه. هذا سيُنقذ مئات آلاف الوظائف في قطاع الطاقة في الولايات المتحدة".
وأضاف "أودّ أن أشكر وأهنّئ الرئيس الروسيّ (فلاديمير) بوتين والملك السعودي سلمان. لقد تحدثت إليهما للتوّ من المكتب البيضوي. إنّه اتّفاق عظيم بالنسبة إلى الجميع".

وتفاجأت دول العالم بالوتيرة المتسارعة لتفشي وباء كورونا وتعليق الكثير من الأنشطة حول العالم بسبب إجراءات الحد من تفشي الوباء خاصة في الدول الصناعية الكبرى. وأدى ذلك إلى تراجع الطلب المنخفض أصلا على النفط، وتسريع الآثار الاقتصادية المدمرة لحرب الأسعار النفطية.

ولكن رغم الاتفاق التاريخي إلا أن المحللين لا يعتقدون أنه سينجح في إعادة توازن السوق، حيث كانت سعر البرميل قبل بضعة أشهر فقط 60 دولارا. وقال محللو "رايستاد اينيرجي" للأبحاث أن "تخفيض الانتاج بـ10 مليون برميل يوميا سيحول دون سقوط الأسعار في هاوية، لكنه لن يؤدي إلى إعادة توازن السوق".
وقال ماغنوس نيسفين من "رايستاد اينيرجي" إنّه "حتّى وإنْ كانت التخفيضات أقلّ مما يحتاج السوق، فقد تمّ حاليًا تجنّب الأسوأ".

وقال ستيفن انيس، وهو محلل في اكسيكورب إن خفض الانتاج "أقل مما كان السوق يأمل به" نظرا لتضرر الطلب بسبب الإغلاقات جراء فيروس كورونا المستجد في العالم.

وأضاف "الصفقة المطروحة ستعوض جزئيا فقط أسعار النفط. ولكن هذا كان الهدف المرجو منها"، مشيرا إلى أن المخاطر المتعلقة بأسعار النفط لن تتبدد "سوى عند رفع كل إجراءات الإغلاق" في العالم.

وقدر وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك أن الأمر سيستغرق إلى نهاية هذا العام على الأقل ليتحسن وضع السوق.
ومن المقرر أن يستمر التخفيض المبدئي بعشرة ملايين برميل يوميا لمدة شهرين، وبعد ذلك يصبح التخفيض عند 8 مليون برميل يوميا لمدة ستة أشهر حتى ديسمبر كانون الأول من العام الجاري.

ويتحول التخفيض إلى 6 ملايين برميل يوميا لمدة 16 شهرا بعد ذلك تنتهي في أبريل نيسان عام 2022.

وسيتم تحمل تخفيض الإنتاج بين الدول الموقعة على الاتفاق، حيث سيتم وضع إنتاج شهر أكتوبر تشرين الأول عام 2018 باعتباره خط الأساس، وستخفض كل بلد حصتها بالمقارنة بهذا الخط.

ويستثنى من ذلك السعودية وروسيا واللتان ستخفضان الإنتاج من مستوى 11 مليون برميل يوميا.


شارك
نشر في: 13/04/2020 11:52am
آخر تحديث: 13/04/2020 12:26pm
By Abdallah Kamal