استدعى حاكم مينيسوتا المزيد من قوات الحرس الوطني والذي هدد أنهم "سيقضون على" مثيري الشغب بعد ليلة جديدة من العنف لم تتمكن قوات إنفاذ القانون من التعامل معها. جاء ذلك مع استمرار الاحتجاجات على مقتل أمريكي من أصول أفريقية خنقا وتوجيه تهمة قتله إلى أحد الضباط من أصحاب البشرة البيضاء.
ويستعد المسؤولون في أكثر من 12 مدينة في الولايات المتحدة لموجة جديدة من الاحتجاجات التي خرجت احتجاجا على مقتل جورج فلويد، والذي يعد الحلقة الأخيرة من سلسلة مقتل أمريكيين من أصول أفريقية على يد رجال الشرطة في الولايات الواحدة.
وكانت ليلة أمس واحدة من أسوأ ليالي الاضطرابات الاجتماعية في الولايات المتحدة منذ عقود.
وتم إشعال النار في سيارات الشرطة وعدد من المباني وتدمير ملكيات في نيويورك ودالاس وأتلانتا ومدن أخرى. وهتف المتظاهرون خارج البيت الأبيض لساعات في العاصمة واشنطن بينما كان الرئيس ترامب جالسا في مكتبه بالداخل.
A supporter holds a photo of George Floyd on the site where the 46-year-old died in police custody. Source: Star Tribune
وقال الحاكم تيم والز إنه سينشر قوات الحرس الوطني التابعة لولاية مينيسوتا بالكامل وعددهم 13,000 عنصر مدربين للتعامل مع مثيري الشغب الذين نهبوا المحلات وحرقوا المباني في منطقة مينيابولس وساينت بول.
نشر كل قوات الحرس الوطني هي خطوة لم تحدث في الولاية منذ الحرب العالمية الثانية.
وقال حاكم الولاية إنه تحدث مع وزارة الدفاع الأمريكية البنتاغون لاستغلال موارد الجيش الأمريكي من أجل حفظ السلام. ونقلت جريدة نيويورك تايمز إنه بناء على طلب الرئيس ترامب فإن الشرطة العسكرية سيتم وضعها على أهبة الاستعداد، وهي خطوة لم تحدث منذ عقود.
وقال حاكم الولاية إنه يدعم الاحتجاجات السلمية والتي تحدث خلال النهار، وتشهيد قيام المحتجين بتخليد ذكرى فلويد، والذي شاهد وقائع مقتله يوم الاثنين الماضي ملايين حول العالم.
ولكن الحاكم قال إن المحتجين الذين يبقون في الشوارع بعد الساعة الثامنة مساء، وهي وقت حظر التجول المفروض، هم من يقومون "بالتدمير المتعمد" للمدينة ولا علاقة لهم بمقتل جورج فلويد. وأضاف "ما نتوقعه هو تطبيق حطر التجول، ما نتوقعه هو استعادة النظام."
A protester looks on at a burning building in Minneapolis. Source: AAP
وحذر "سيكون الوضع خطيرا في الشوارع الليلة." وأكد على أن مثيري الشغب هم أعضاء في مجموعات الفوضويين وجماعات التفوق العرقي الأبيض مشددا على أن "هدفنا هو القضاء على تلك القوى بأسرع وقت ممكن."
ومن المتوقع أن تستمر الاحتجاجات خلال عطلة نهاية الأسبوع، حتى بعد إلقاء القبض على ضابط الشرطة المفصول في مينيسوتا وتوجيه تهمة القتل من الدرجة الثالثة إليه.
وتطالب عائلة فلويد بإلقاء القبض على باقي الضباط الذين كانوا في المقطع المصور الذي أظهر قيام الضابط المفصول ديريك شوفين بالضغط بركبته على رقبة جورج فلويد لمدة تسع دقائق كاملة، حتى توقف جسده عن الحركة ليفقد حياته لاحقا.
وكرر المتظاهرون كلمات جورج فلويد في الفيديو عندما كان يقول "لا يمكنني التنفس" واعتبروا الفيديو لا يمثل حالة فردية وإنما يعبر عن حالة التمييز المنهجية التي يواجها الأمريكيون من أصول أفريقية على يد قوات الشرطة في البلاد.
Waandamanaji waharibu gari ya polisi mjini Atlanta maandamano ya kifo cha George Floyd yakisambaa kote nchini Marekani. Source: Atlanta Journal-Constitution
وعلى الرغم من فرض حظر التجوال في مدينة مينيابوليس التي شهدت الواقعة واستدعاء مئات من الحرس الوطني بجانب قوات الشرطة المحلية، إلا أن قوات الأمن لم تتمكن من مواجهة الأعداد الكبيرة التي خرجت إلى الشوارع في تحد لحظر التجوال.
ونقلت شبكات التليفزيون مشاهد العنف وإشعال النيران خلال ليلة الجمعة ما دفع قادة البلاد إلى اتهام المشاركين بأنهم يتحركون بدوافع أخرى غير التعاطف مع جورج فلويد.
ودعا قادة المجتمع الأمريكي من أصول أفريقية الناس إلى الالتزام بحظر التجوال الذي امتد إلى عدد من المدن في الولاية. وقال الحاكم "الليلة الماضية كانت مهزلة للتظاهر بأن ما حدث له علاقة بمقتل جورج فلويد أو انعدام المساواة أو العنف التاريخي بحق مجتمعات الملونين."
