تشتت عائلة يحي لما يقرب من عقدين بعد أن مزقت حرب العراق أسرتهم، ولكن في عيد الميلاد، عاد الأشقاء معًا مرة أخرى.
تجتمع العائلات في جميع أنحاء أستراليا في عيد الميلاد هذا العام، ولكن بالنسبة للأخوين نادية وهيثم يحيى، فإن المناسبة خاصة للغاية.
اجتمع الشقيقين مجددًا هذا الأسبوع في سيدني بعد 18 عامًا من الانفصال، ويقضيان الآن موسم الأعياد سوية لتعويض ما فاتهم.
قالت بدور رحيم، ابنة يحيى، إن والدتها (نادية) لم تتوقف عن الحديث عن مدى امتنانها لها منذ الاجتماع العاطفي مع شقيقها (هيثم) وزوجته وثلاثة من أطفالهم في مطار سيدني يوم الثلاثاء.
وقالت بدور رحيم: "في المطار كانت تبكي طوال الوقت - كل ما تفكر فيه هو أنه وصل أخيرًا إلى هنا".
"لقد مرت 18 عامًا ولم تره، كانت تفتقده كثيرا".
غادرت بدور رحيم وعائلتها العراق في عام 2003 وأمضت 11 عامًا في سوريا قبل القدوم إلى أستراليا بتأشيرة لاجئين للأشخاص الذين يواجهون الاضطهاد في بلدانهم الأصلية.
استغرق ذلك الأمر خمس سنوات كاملة، عندما وصلوا واستقروا في كانبرا، تلقوا المساعدة من قبل الحكومة في العثور على منزل والتسجيل في المدرسة وفتح حسابات مصرفية.
تؤدي بدور رحيم هذا الدور لعمها وعائلته الذين وصلوا من الأردن يوم الثلاثاء، تحت كفالة والدتها نادية يحي وبمساعدة هيئة الصليب الأحمر.
أعرب عمها عن امتنانه لبدور وشكره على مساعدتهم خلال تلك الظروف العصيبة، تقول بدور عن هذا الأمر: "ما زلت أقول لهم إنها ليست مشكلة على الإطلاق - فنحن لسنا غرباء، ولا يتعين عليك أن تقول شكراً لي".
كما أنها وللمرة الأولى تحظى بفرصة مقابلة ثلاثة من أبناء عمومتها، وجميعهم في الثلاثينيات من العمر.
ضحكت بدور وقالت: "لقد اعتقدوا لأنني أصغر سنا بحكم أنني ابنة العشرين عاما، ربما لا أتوافق معهم كثيرًا وقالوا" نحن آسفين إذا كنا مملين ".
وتابعت بدور قائلة :"لكن لدينا الكثير من القواسم المشتركة، إنهم يحبون التحدث ، وأنا أحب الحديث".
تستمر لقاءات لم الشمل والاحتفالات هذا الأسبوع، مع التخطيط لتجمع كبير في يوم عيد الميلاد.
تسببت عطلات عيد الميلاد ورأس السنة الجديدة في بعض المشاكل لعائلة يحيى أثناء استقرارهم في مدينتهم الجديدة.
مع قدرة الأشخاص على السفر خلال موسم الأعياد، فهذا يعني أنه يتعين عليهم حزم أمتعتهم والانتقال إلى فندق جديد صباح يوم الخميس.
ستصحبهم بدور إلى المواعيد مع الأطباء والبنوك و Centrelink على أمل ترتيب أكبر عدد ممكن من الخدمات الأساسية حول أيام العطل الرسمية.
وقالت بدور: "كلما زاد عدد الأشياء التي يمكننا القيام بها في نفس اليوم عندما تكون المصالح مفتوحة ، نأمل أن تكون العملية أسرع".
ثم تأتي المهمة الأكبر المتمثلة في العثور على منزل حتى تتمكن العائلات من العيش بالقرب منه.
قالت بدور حول ذلك: "ذكر عمي أنه لن يتعلم القيادة، إنه يفضل المشي في كل مكان بدلاً من القيادة".
"ولكن حتى لو كان مسافة طويلة بالسيارة، فستزوره أمي كل يوم".
مع ما يقرب من عقدين من الزمن للتعويض عما فاتهم، سيكون لديهم الكثير من القصص لمشاركتها سوية.