اكتشف العلماء في جنوب افريقيا متحوراً جديداً من فيروس SARS-CoV-2 المتسبب في مرض كوفيد-19.
النقاط الرئيسية
- المتحور الجديد عبارة عن مجموعة من السلالات ذات التحويرات المتشابهة، وتسمى C.1.2.
- لم ينتشر C.1.2 بشكلٍ واسع وتم تسجيل 100 حالة فقط في العالم منذ أيار/مايو الماضي.
- بعض الطفرات الجينية لدى C.1.2 مقلقة بعض الشيء.
ولا يعتبر المتحور الجديد سلالة واحدة وإنما مجموعة من السلالات ذات التحويرات المتشابهة، وتسمى C.1.2.
وأظهرت دراسة لم تنشر بعد ولم يراجعها علماء آخرون حتى الآن، أن مجموعة السلالات الجديدة من الفيروس التقطت عدداً كبيراً من التحويرات الجينية في زمنٍ قياسي.
وتعتبر الطفرات الجينية جزءاً طبيعياً من تطور الفيروسات، التي تلجأ إليها الفيروسات بسبب الضغوطات في البيئة المحيطة بها أو بسبب الحظ والفرص المتاحة.
ولدى C.1.2 بعض الطفرات الجينية المقلقة ولكننا لا نعلم كيف ستعمل هذه الطفرات مع بعضها البعض كوحدة متكاملة. ومن المبكر جداً تحديد مدى تأثير هذه الطفرات على البشر مقارنة بالسلالات الأخرى من الفيروس.
ومع هذا فلا داعٍ للقلق. المتحور الجديد لم ينتشر بشكلٍ واسع وليس على أبواب أستراليا. والأدوات المتاحة لنا الآن تعمل ضد جميع سلالات SARS-CoV-2 مهما كان المتحور.
هل سيكون C.1.2 أكثر سرعة في الانتشار أو أشد فتكاً؟
يتميز C.1.2 بطفرات جينية منفردة ولكنه قريب من المتحور لامدا بشكلِ كبير والمنتشر في دولة البيرو.
بعض الطفرات الجينية لدى C.1.2 مقلقة بعض الشيء ولكن لا يمكن التنبؤ بمدى تأثير المتحور بناءً على الطفرات الجينية وحدها.
فيستوجب استنتاج معلومات عن تأثير المتحور على البشر، ملاحظة تأثيره في إصاباتٍ بشرية. فسيتضح آنذاك تحديد سرعة الانتشار وشدة أعراض المرض وقدرته على مقاومة المناعة المكتسبة من اللقاحات الموجودة الآن، مقارنةً بالسلالات الأخرى من الفيروس.
ولا نعرف الكثير عن تأثير C.1.2 في البشر في هذه المرحلة، لأنه لم ينتشر بالقدر الكافي. حيث يمثل C.1.2 أقل من 5٪ من نسبة الحالات المصابة في جنوب افريقيا وتم العثور عليه في 100 حالة فقط في العالم منذ أيار/مايو الماضي.

Tedros Adhanom Ghebreyesus, Director General of the World Health Organisation (WHO). Source: Keystone
ولم تضعه منظمة الصحة العالمية على قائمة "متحورات كورونا المثيرة للقلق" أو قائمة "متحورات كورونا المثيرة للاهتمام" حتى الآن.
هل سيكتسح C.1.2 المتحورات الأخرى؟
من المستحيل التنبؤ بما سيحدث للمتحور الجديد C.1.2 في الطبيعة. فمن الممكن أن ينتشر ويكتسح المتحورات الأخرى من الفيروس ومن الممكن أن يختفي تماماً.
فلا تعني الطفرات الجينية الأكثر لدى C.1.2 أنها ستعمل سوياً بشكلٍ فعّال للسيطرة على المتحورات الأخرى من الفيروس، بالضرورة.
ويعتبر المتحور دلتا هو الأقوى في العالم حالياً وينبغي متابعة C.1.2 لملاحظة إذا بدأ في الاستحواذ علي نسبة أكبر من الإصابات عن دلتا.
ولذلك من المهم جداً متابعة C.1.2 بإمعان في حالة بدأ الانتشار بشكلٍ أوسع. وتراقب شبكة الأمراض المعدية الجينية تطورات الفيروس ومتحوراته عن كثب.
لا داعي للقلق
لا داعي للقلق حتى اللحظة.
لازال إغلاق الحدود الدولية الأسترالية سارٍ حتى الآن، مما يعني أن فرصة وصول هذا المتحور النادر إلى الشواطئ الأسترالية بالصدفة ضعيفة جداً.
ولا دليل على أن اللقاحات الحالية لن تكن فعّالة أمام C.1.2 الجديد. حيث تقدم اللقاحات المتاحة حالياً حماية من المرض الشديد والوفاة من كل متحورات SARS-CoV-2 المعروفة ومن المرجح أن تمتد فعاليتها لتشمل C.1.2.
يجب التحلي بالصبر وانتظار التحليلات العلمية والبيانات الطبية حول المتحور الجديد، وعدم اللجوء إلى الهلع.
عادةً ما يتم تتشبث بعض الجهات الإعلامية والأشخاص بالمعلومات الجديدة عن الفيروس والجائحة لإثارة الهلع. التسبب في الخوف ليس ضرورياً ويعتبر نوعاً من الأذى.
الأوقات الحالية صعبة على الجميع لصعوبة تحديد من يمكننا الوثوق بهم للحصول على المعلومات الصحيحة.
من الأفضل أن نستمع للخبراء، وخصوصاً المنظمات المتخصصة بمتابعة الفيروسات والأوبئة، مثل منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة التابعة لولايتك.
ولا تعير اهتمام للأخبار المصممة لبث الرعب والسلبية الشديدة وتأكد من حصولك على المعلومات من مصادر إعلامية يمكنك الوثوق بها.
أيان ماكاي أستاذ مساعد في كلية الطب من جامعة كوينزلاند. وتلقى دعماً لأبحاثه سابقاً من المجلس الوطني للأبحاث الصحية والطبية ومجلس الأبحاث الأسترالي.