في ضوء غياب لقاح كوفيد-19 معتمد للأطفال، يشعر الخبراء الطبيون بالقلق إزاء الانتشار المستمر لمتحور دلتا في صفوف الفئة العمرية التي كانت بمنأى عن خطر الفيروس حتى وقت قريب.
النقاط الرئيسية
- تتجه الحكومة الفيدرالية إلى رفع معدل التطعيم والتخلي عن هدف "الحالات الصفرية".
- ستشهد البلاد تخفيفاً تدريجياً للقيود بمجرد الوصول إلى نسبة تطعيم 80%.
- تنخفض الحماية التي يقدمها لقاح فايزر بمقدار النصف بعد مرور 6 - 8 أشهر.
وتظهر الأرقام أن 45% من جميع حالات الإصابة النشطة في ملبورن سُجلت في أوساط الأطفال والمراهقين. وفي نيو ساوث ويلز، سجلت الولاية أكثر من 2,700 حالة في الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 19 عاماً أو أقل أي ما يمثل 30% من الإصابات.
ومن بين الحالات الـ 633 التي تم الإعلان عنها يوم الأربعاء الماضي، كانت 63 حالة لأطفال تقل أعمارهم عن تسعة أعوام و104 حالات لأشخاص تتراوح أعمارهم بين 10 و19 عاماً.
وفي جميع أنحاء أستراليا، منذ بداية الوباء، كان هناك أكثر من 2800 حالة إصابة بفيروس كوفيد بين الأطفال دون سن العاشرة.
في الخارج، ارتفعت أعداد الإصابات بكوفيد في صفوف الأطفال والشباب بشكل صاروخي نتيجة ظهور متغير دلتا ومثال ذلك اسرائيل التي كان معدل نشر اللقاح فيها من الأسرع في العالم وبمجرد رفع القيود بدأت أعداد الاصابات تتكاثر مجدداً ولكنها استهدفت الأطفال بشكل خاص.
هذه المعطيات الجديدة طرحت تساؤلات جديدة حول فعالية اللقاح في مجابهة الوباء ولا سيما في ضوء ما تم نشره من معلومات مفادها أن لقاح فايزر يفقد 50% من فعاليته بعد مرور ستة إلى ثمانية أشهر من تلقي الجرعة الثانية.
هل سنعود لحياتنا الطبيعية بعد الوصول لأهداف التطعيم؟
رغم فعالية اللقاحات في خفض احتمالية العدوى بنسبة تتراوح بين 50-70% وخفض احتمال الدخول للمستشىفى جراء الإصابة بنسبة تصل إلى 90%، إلا أن خبراء العدوى حذروا من أن اللقاح ليس سوى إحدى الأدوات التي يجب أن ترافقها إجراءات أخرى من بينها الاغلاق ورفع القيود على مراحل لضمان عدم ارتفاع عدد حالات الإصابة اليومية.
وكانت رئيسة حكومة ولاية نيو ساوث غلاديس بريجيكليان قالت في أحد مؤتمراتها الصحفية اليومية، إنه سيتم حتماً تخفيف القيود في حال الوصول إلى معدل تطعيم 80% في الولاية، لكن ذلك سيعتمد أيضاً على النصيحة الطبية وعدد الحالات اليومية التي ما زالت في ارتفاع خلال الأسبوعين الأخيرين ووصلت إلى معدل وسطي بلغ 800 حالة.
وقال طبيب العائلة د. مروان توما في حديث لأس بي أس عربي24، إن الأمر الايجابي هو أن اللقاحات لا تزال فعالة وأحد أبرز أدوات مكافحة الوباء، وأضاف: "هناك دراسة أشارت إلى أن الإصابة بمضاعفات خطيرة لمن هم فوق الستين ممن لم يتلقوا اللقاح أعلى بتسع مرات مقارنة بالملقحين."
وبالنظر إلى إسرائيل التي تمكنت خلال فترة قياسية من تطعيم 78% من السكان بشكل كامل، نرى أن عدد الإصابات عاد ليرتفع مجدداً ليناهز 7,500 حالة يومياً لا سيما وأن متحور دلتا يصيب الأطفال ممن لم يتلقوا اللقاح بعد.
وأوضح د. توما أن لقاح أسترازينيكا متوفر لمن هم بسن 18 عاماً وما فوق، أما فايزر فهو مرخص في الولايات المتحدة لسن 12 عاماً وما فوق، لكن ليس هناك لقاحات لمن هم دون هذا السن.
واستطرد قائلاً: "الدراسات أثبتت أن الحماية باللقاح تتناقص والمتحور دلتا هو ثاني أكثر فيروس لناحية قوة العدوى. كل شخص مثلاً مصاب بالعدوى ينقلها إلى 12 شخص بينما المصاب بهذا المتحور يستطيع نقله لثمانين شخصاً".
استمعوا إلى المقابلة مع د. مروان توما في الملف الصوتي المرفق بالصورة أعلاه.