النقاط الرئيسية
- كان الأستراليون بمنأى عن الارتفاع الصارخ لأسعار البنزين فيما تواجه البلاد أزمة تزايد تكلفة المعيشة
- ارتفاع الأسعار كان سببه الأساسي غزو روسيا لأوكرانيا مما أدى إلى ضغوط أثرت على المعروض
- تخفيض سعر الوقود للأستراليين سينتهي قريباً بحلول آخر أيلول/سبتمبر
على مدى الأشهر الخمسة الماضية, كان الأستراليون بمنأى عن الارتفاع الصارخ لأسعار البنزين فيما تواجه البلاد أزمة تزايد تكلفة المعيشة.
في محاولة لتخفيف أعباء ارتفاع الأسعار عن السائقين بعد تجاوز سعر لتر الوقود دولارين في كل مدينة رئيسية في البلاد، أقرت حكومة موريسون السابقة خفضاً على سعر استهلاك الوقود لمدة ستة أشهر.
ارتفاع الأسعار كان سببه الأساسي غزو روسيا لأوكرانيا مما أدى إلى ضغوط أثرت على المعروض وبالتالي على ميزانيات المواطنين الذين باتوا يواجهون معضلة ارتفاع تكلفة المعيشة وعلى رأسها سعر الوقود.
لكن تخفيض سعر الوقود للأستراليين سينتهي قريباً بحلول آخر أيلول/سبتمبر.
مع بداية النهاية لعصر الوقود الرخيص, فيما يلي إجابات على بعض الأسئلة الرئيسية حول خفض الضريبة والارتفاع المرتقب للأسعار، وكيف يجب على الأستراليين الاستعداد له.
ما هي ضريبة الوقود؟
ضريبة الوقود هي شكل من أشكال الضرائب التي يدفعها سائقو السيارات الأستراليون عند شراء الوقود. وتساهم تلك الأموال في صيانة وتطوير الطرق والبنية التحتية في كافى أنحاء البلاد.
في أستراليا، يدفع سائقو السيارات 44.2 سنت مقابل كل لتر من الوقود.
لماذا أعلنت الحكومة عن خفضها؟
في وقت مبكر من هذا العام، بدأ الناس في جميع أنحاء العالم يعانون من الآثار غير المباشرة لمشاكل سلسلة التوريد في أعقاب جائحة كوفيد-19، بالإضافة لارتفاع أسعار الوقود بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا.
ومع اقتراب الانتخابات الفيدرالية, أدى الارتفاع الكبير في معدلات التضخم في آذار/مارس وزيادة أسعار النفط والاحتياجات المنزلية الأساسية إلى دفع الحكومة السابقة للإعلان عن خفض ضريبة الوقود التي يدفعها سائقو السيارات.
لذلك، واعتباراً من منتصف ليل 28 آذار/مارس ولغاية 28 أيلول/سبتمبر، تم تخفيض ضريبة الوقود في أستراليا إلى النصف وصولاً إلى 22.1 سنت للتر.

The national average of petrol and diesel prices has swayed after the fuel excise cut was announced. Source: SBS
وقال الدكتور دي ميلو لأس بي أس الإخبارية، «أعتقد أنها كانت في جزء منها خطوة سياسية، ولكن كان يجب أن تكون أيضاً إجراءً سريعاً. أي طريقة أخرى تستهدف ذوي الدخل المنخفض كانت ستستغرق وقتًا طويلاً جدًا لتنفيذها".
ما هي الأسباب الموجبة لخفض الضريبة؟
ارتفع التضخم وأسعار الفائدة منذ الإعلان عن خفض ضريبة الوقود، ومن المتوقع أن يزداد الأمر سوءاً هذا العام قبل أن يبدأ بالتحسن في العام القادم كما يرجو الأستراليون.
وارتفعت معدلات القروض العقارية بعد إعلان بنك الاحتياطي الأستراليو بلوغ التضخم 6.1%، حيث تتوقع الحكومة أن يصل إلى 7.75% في نهاية العام.
وقالت ماريون تيريل، مديرة برامج مدينة معهد غراتان، إن العديد من الأستراليين شعروا بضغوط تكاليف المعيشة، ويأمل بعضهم أن يستمر تخفيف الوقود المؤقت لفترة أطول.
«هناك بالتأكيد الكثير من الضغط على ميزانيات الأسر، وأعتقد أن هذا هو الدافع وراء خفض ضريبة الوقود، لكن المشكلة هي أنها خفض مؤقت يجب أن ينتهي في مرحلة ما إلا إذا كنا نريد جعله خفضاً دائماً».
لماذا تصر الحكومة على إنهاء الدعم؟
على الرغم من أن البعض يدعو إلى تمديد خفض الضريبة على الوقود الذي يُتوقع أن يرتفع سعره أكثر في نهاية العام، قال وزير الخزانة جيم تشالمرز إن ذلك ليس خياراً مطروحاً.
وقال تشالمرز لشبكة سكاي نيوز الشهر الماضي، «لقد حاولنا أن نكون صريحين مع الناس ونقول إنهم لا ينبغي أن يتوقعوا أن يستمر خفض أسعار البنزين إلى الأبد».
وفقاً للميزانية الفدرالية، فإن خفض الضريبة لمدة ستة أشهر قد كلف الاقتصاد 3 مليارات دولار، ويقول تشالمرز إن الحكومة لا تستطيع تحمل تمديده في أيلول/سبتمبر.

Treasurer Jim Chalmers has reiterated the fuel excise cut will end on 28 September despite calls for it to be extended. Source: AAP / Mick Tsikas
«أعتقد أنه عنصر مكلف للغاية في الميزانية. هذه الميزانية تواجه مخاطر. ويمكنكم ان تفهموا لماذا تسعى الحكومة بشدة لاحترام تاريخ انتهاء هذا الخفض الذي أقرته الحكومة السابقة».
من جهته قال الدكتور دي ميلو إنه من المهم أن نتذكر أنه تم الإعلان عن خفض الضريبة على أنه مؤقت, ويجب أن يظل الأمر كذلك.
واضاف «أعتقد ان الحكومة السابقة اتخذت بالفعل قراراً بإنهاء خفض الضريبة في نهاية ايلول/سبتمبر لأنها راهنت نوعاً ما على ان النفط سيستقر وفي الواقع انخفض النفط الى اقل من 100 دولار للبرميل».
«إذا بقيت أسعار النفط منخفضة، أعتقد أنه ليست هناك حاجة للاستمرار في خفض ضريبة الوقود».
ماذا سيكلف رفع الدعم الأستراليين؟
يقول الخبراء إننا لا نستطيع التأكد من الشكل الذي ستبدو عليه الأسعار بحلول نهاية أيلول/سبتمبر بسبب الطبيعة غير المتوقعة لأسعار النفط الخام التي تحدد كم سيدفع سائقو السيارات في محطات البنزين.
وقالت تيريل: «أحد الأشياء المتعلقة بسعر النفط هو أنه متقلب للغاية».
لكن أسعار النفط الخام انخفضت إلى أدنى مستوياتها منذ الحرب في أوروبا الشرقية. وبالنسبة للاقتصاديين، هذا مؤشر إيجابي لما قد تكون عليه أسعار الوقود في المستقبل، وفقاً للدكتور دي ميلو.
أضاف، «يبدو أن المزيد من النفط سيدخل السوق وهذا بالتأكيد سيحافظ على الضغوط التي تؤدي لهبوط اسعار البنزين».
لكن عندما ينتهي خفض ضريبة الوقود، ستكون هناك زيادة بنسبة 22.1% على كل لتر.
وفي ظل عدم القدرة على التنبؤ بأسعار النفط ودورة الوقود في أستراليا، يقول الدكتور دي ميلو إن الأسعار قد ترتفع إلى 2 دولار للتر للبنزين و2.30 دولار للتر للديزل في نهاية العام.
ما هي بعض البدائل لمساعدة الأستراليين على توفير المال؟
تقول تيريل إن الحكومة الفدرالية لديها فرصة لاستهداف أزمة تكلفة المعيشة بطريقة أكثر استراتيجية مما قد يساعد الأستراليين من ذوي الدخل المحدود.
اضافت تيريل، «إذا كان هدفك هو تخفيف تكاليف المعيشة، فربما هذه ليست أفضل طريقة، لأن بعض الأشخاص ذوي الدخل المحدود.. لا يقودون سياراتهم وبعض الأشخاص الذين يقودون سياراتهم ليسوا من أصحاب الدخل المحدود».
وأوصت بتقديم تخفيضات ضريبية أو دعم إضافي لمدفوعات الرعاية الاجتماعية الحالية لتزويد الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع تكلفة المعيشة بمزيد من الاستقلالية لشراء المزيد من السلع الأساسية، مثل البقالة ودفع الإيجار.
«إذا أعطيت الناس أموالهم، يمكنهم اختيار أفضل طريقة لإنفاقها على أنفسهم».
أما الدكتور دي ميلو فوجه نصيحة يعتقد أنها ضرورية لسائقي السيارات الأستراليين مع قرب انتهاء خفض ضريبة الوقود.
قال دي ميلو، «أعتقد أن أهم شيء يمكن لسائقي السيارات القيام به الآن هو استخدام تطبيقات الوقود الخاصة بهم».
وقال إن تحميل التطبيقات المتاحة على الهواتف الذكية والتي تقارن أسعار الوقود في محطات البنزين المجاورة يمكن أن يسمح لهم بملء سياراتهم بالوقود بشكل أكثر ذكاءً.
«إذا كان الوقود يضر ميزانية الناس حقًا، فاستخدم التطبيقات للتسوق ومحاولة الحصول على أفضل صفقة، وقم بمقاطعة محطات البنزين التي تبقي أسعارها مرتفعة».