التأسيس
في العام 2012 شارك غور ماريال عداء الماراثون اللاجئ في الولايات المتحدة، في أولمبياد لندن كرياضي مستقل. كان قد فرّ من السودان لكنه لم يكن يحمل الجنسية الأميركية ولم يكن لجنوب السودان المستقلّ حديثاً لجنة أولمبية.
خلال الجمعية العمومية للأمم المتحدة التي انعقدت في تشرين الأول/أكتوبر 2015، وفي خضّم أزمة اللاجئين العالمية، أعلن رئيس اللجنة الأولمبية الدولية الألماني توماس باخ إنشاء فريق اللاجئين الأولمبي، الأوّل من نوعه، للمشاركة في أولمبياد ريو 2016.
يتلقى الرياضيون المشاركون منحة، ومنذ ألعاب ريو، تم استثمار حوالي مليوني دولار لهؤلاء الرياضيين اللاجئين.
أثمرت عروض الفريق في البرازيل إنشاء مؤسسة اللاجئين الأولمبية، التي تهدف إلى إتاحة الوصول إلى الرياضة لمليون لاجئ شاب بحلول العام 2024.
العلم والنشيد الوطني
على عكس الوفود الأخرى، يشارك هؤلاء الرياضيون تحت الراية الأولمبية. وفي حال فاز أعضاؤه بميداليات، يُرفع العلم الأولمبي الشهير بالحلقات الخمس على إيقاع النشيد الأولمبي أيضاً في حال صعوده إلى المنصة.
أما الرمز المختصر لاسم الدولة الذي يكون عادة ثلاثة أحرف تشير إلى جنسية اللاعب، فسيكون "فال"، أي الفريق الأولمبي للاجئين.
وكان فريق اللاجئين ثانياً في استعراض حفل افتتاح الألعاب، بعد الوفد اليوناني مباشرة.
في ريو
تنافس عشرة رياضيين من إثيوبيا وجنوب السودان، الذين شكّلوا بمفردهم نصف الوفد، إلى جانب آخرين من سوريا وجمهورية الكونغو الديموقراطية في أولمبياد البرازيل إلى جانب 11 ألف مشارك آخر.
تنافس ستة مشاركين في ألعاب القوى، واثنان في السباحة واثنان في الجودو.
حينها، حملت روز لوكونين المتخصصة في سباق 800 م والتي أجبرت على الفرار من جنوب السودان سيراً على الأقدام للاحتماء في كينيا في العاشرة من عمرها، العلم الأولمبي في حفل الافتتاح.
أما في الحفل الختامي، فكان بوبول ميسينغا لاعب الجودو من جمهورية الكونغو الديموقراطية الذي لجأ إلى البرازيل، الذي حظي بذلك الشرف.
في طوكيو
تمت مساعدة 56 رياضياً من خلال المنح، واختير 29 رياضياً للمشاركة في ألعاب طوكيو استناداً إلى أدائهم، ولكن أيضاً بناءً على تأكيد وضعهم كلاجئين من قبل المفوضية الأممية العليا للاجئين.
ولعب التاريخ الشخصي والرغبة في وجود فريق تمثيلي متنوع من حيث التخصّصات الرياضية والجندر وبلدان المنشأ، دوراً في اختيار الفريق.
ومن بين الفائزين الـ 29 المحظوظين، تسعة من سوريا، وخمسة من إيران، وأربعة من جنوب السودان، وثلاثة من أفغانستان، واثنان من إريتريا، بالإضافة إلى لاجئ واحد لكل من الكاميرون والكونغو وجمهورية الكونغو الديموقراطية والعراق والسودان وفنزويلا. ويتنافس هؤلاء في 12 رياضة.
سبق وتواجد ستة من هؤلاء في ريو، ومن ضمنهم لوكونين وميسينغا والسباحة السورية يسرا مارديني.
وقد برز بعض الرياضيين بالفعل: ففازت كيميا علي زاده التي فرت من إيران بحثاً عن ملجأ في ألمانيا عام 2020، بميدالية برونزية بالتايكوندو في ريو.
أما مواطنها جواد محجوب الذي لجأ إلى كندا، فأحرز ذهبية الجودو في بطولة آسيا عام 2013.
"مصدر إلهام"
قال باخ إنه "عندما تتواجدون، أنتم أعضاء الفريق الأولمبي للاجئين ورياضيو اللجان الأولمبية الوطنية حول العالم في طوكيو في 23 تموز/يوليو، ستبعثون برسالة قوية من التضامن والصمود والأمل للكوكب بأسره".
من جهته، قال المفوض الأممي لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي "يسعدني جداً أن أهنئ جميع الرياضيين الذين هم جزء من فريق اللاجئين الأولمبي في طوكيو. إنهم مجموعة استثنائية من الأشخاص الذين سيكونون مصدر إلهام للعالم بأسره".

Abdullah Sediqi with his coach Ali Reza Naser Azadani after winning silver at the Spanish Open 2019. Source: Supplied
أولمبياد طوكيو: باخ يعتبر إقامة الألعاب "لحظة أمل"
وصف رئيس اللجنة الأولمبية الدولية الألماني توماس باخ إقامة ألعاب طوكيو 2020 بـ "لحظة أمل"، خلال افتتاح الحدث الرياضي الضخم الجمعة بعد عام من التأجيل بسبب تفشي جائحة كورونا سادت خلالها شكوك حيال إمكانية الإلغاء.
وبعدما تأجلت في آذار/مارس 2020 لمدة سنة، وأصبحت أول ألعاب يتم إرجاؤها في زمن السِلم، تضمّنت رحلة الأولمبياد قائمة طويلة من التعقيدات، هدّدتها في بعض الأحيان من أن تصبح أول ألعاب حديثة بعد الحرب يتم إلغاؤها.
واعتبر باخ أن "اليوم لحظة أمل. نعم، هي مختلفة تماماً عن تلك التي تخيلناها. لكن فلنعتزّ بهذه اللحظة لأننا هنا سويا".
وأضاف خلال كلمته في حفل الافتتاح بحضور الامبراطور ناروهيتو: "نحن هنا بسببكم، المضيف الكريم، الشعب الياباني الذي نعبّر له عن تقديرنا واحترامنا. اللجنة المنظّمة والسلطات اليابانية على مختلف المستويات قامت بعمل رائع، ونيابة عن جميع الرياضيين الأولمبيين، أعبر لهم عن امتناننا العميق".
وتوجّه باخ إلى الرياضيين قائلاً "لقد اضطررتم لمواجهة تحديات كبرى خلال مساركم الأولمبي (...) اختبرتم الكثير من الشكوك خلال الجائحة. لم تعرفوا إذا كان بمقدوركم رؤية مدربكم في اليوم التالي".
وتابع "لقد عانيتم، ثابرتم، لم تستسلموا واليوم تحوّلون حلمكم الأولمبي إلى حقيقة. أنتم رياضيون أولمبيون حقيقيون. لقد ألهمتمونا، اللجنة الأولمبية الدولية وكامل المجتمع الأولمبي. ألهمتمونا للقتال مثلكم، ولأجلكم، ولجعل هذه اللحظة ممكنة".
واعتبر الألماني أن "الدرس الذي تعلمناه: نحتاج لمزيد من التضامن. مزيد من التضامن بين المجتمعات. التضامن يعني أكثر من الاحترام وعدم التمييز. التضامن يعني المساعدة، المشاركة والاهتمام".
ووجه تحية إلى فريق اللاجئين الأولمبي معتبراً أن تواجدهم يشكل إضافة كبيرة، ولافتاً إلى أن الشعلة الأولمبية ستضيء "النفق المظلم" و"ستجعل الضوء أكثر إشراقاً".
يمكنكم أيضاً الاستماع لبرامجنا عبر أو عبر تطبيق SBS Radio المتاح مجاناً على