لم يمضِ أسبوع على إعلان وزير الأمن الداخلي بيتر داتون عن أن الحكومة تنظر في إمكانية إدراج "حزب الله" اللبناني على لائحة المنظمات الإرهابية حتى خرج اليوم مدير وكالة الاستخبارات الأسترالية آزيو ليحذر من الخطر الذي يشكله التطرف اليميني على الأمن القومي الأسترالي، لافتا كذلك إلى تعرض أستراليا لعمليات تجسس خارجية وصلت إلى أعلى مستوى لها منذ أوج الحرب الباردة.
في ظهور نادر له، وخلال تقديمه لتقييم التهديد السنوي في العاصمة الفدرالية، حذر مايك برجس المدير العام لوكالة الاستخبارات الأسترالية آزيو مما أسماه "إيديولوجية الكراهية" للمتطرفين اليمينيين.
وقال رئيس وكالة الاستخبارات الأسترالية إن مستوى تهديد التجسس الأجنبي هو أكثر ارتفاعا الآن عما كان عليه عندما كانت الحرب الباردة في أوجها.
كما وحذر رئيس وكالة الاستخبارات الأسترالية من أن النازيين الجدد أصبحوا يشكلون الآن أحد أصعب التهديدات الأمنية التي تواجهها أستراليا. وكشف السيد برجس عن وجود خلايا صغيرة في مختلف أنحاء أستراليا، تجتمع بانتظام لتقديم التحية للأعلام النازية، وتفحُّص الأسلحة، والتدرب على القتال، والتشارك بإيديولوجية الكراهية.

Australian Security Intelligence Organisation ASIO Director General Mike Burgess. Source: AAP
وقال برجس إن التطرف اليميني كان دائما تحت دائرة المراقبة لكنه اعترف أنه وبعد حادثة Christchurch العام الماضي وُضع خطر هذه الايديولوجية تحت المراقبة المركزة الحادة.
وأضاف مدير أزيو أن المجموعات اليمينية المتطرفة أصبحت الآن أكثر تنظيما وأكثر إدراكا بالمخاطر الأمنية مقارنةً ببضع سنوات خلت.
وأشار برجس إلى أن السلطات لا تستبعد حدوث هجمات ذات قدرة منخفضة كهجمات بالسكاكين أو المسدسات أو العربات، لكنه لفت أيضا إلى إمكانية وقوع هجمات أكثر تطورا وتعقيدا.
ومن الأمور التي كشف عنها السيد برجس أيضا، قيام عناصر من هذه المجموعات المتطرفة بمحاولاتٍ لتجنيد أطفال صغار، حتى بعمر الثلاثة عشرة عاما.
وقال أيضا، إن عدد الإخباريات المتعلقة بالإرهاب والتي تحقق فيها السلطات قد تضاعف في غضون السنة الماضية.
وقال إن التهديد الإرهابي سيبقى إحدى السِّمات المستمرة في البيئة الأمنية العالمية في عام 2020، كما وتبقى أستراليا والمصالح الأسترالية تحت التهديد.
وأضاف أن مستوى التهديد الإرهابي يبقى الآن على درجة "المحتمل"، وسوف يبقى عاليا بشكل غير مقبول في المستقبل المنظور.

ASIO claims it has uncovered cases where foreign spies have travelled to Australia with the intention of setting up sophisticated hacking infrastructure. Source: iStockphoto
وقال المدير العام لمنظمة آزيو، إنه وبينما شكلت تطبيقات التراسل الالكترونية وتطور التواصل العالمي "قوة للخير"، غير أن لها جانبا مظلما أيضا استُخدم أيضا في تسعٍ من كل عشر قضايا من قضايا مكافحة الإرهاب.
وأكد "أن آزيو استخدمت القانون الجديد الذي وُضع العام الماضي والذي يعرف ب Assistance and Access Act لحماية الأستراليين من خطر محدق.
كما وعبر السيد برجس عن مخاوف من تعرض أستراليا لنشاطات تجسس وتدخلات أجنبية. لكنه قال إن القوانين الجديدة التي تتعامل مع التدخل الخارجي قد سببت إزعاجا، وربما ألما، لوكالات الاستخبارات الأجنبية.
يأتي هذا بعد أقل من أسبوع على إعلان وزير الأمن الداخلي بيتر داتون عن أن الحكومة تدرس إمكانية إدراج حزب الله اللبناني في قائمة التنظيمات الارهابية. وأن ممثلين عن الحزب سيجتمعون بالوزير قبل اتخاذ القرار بهذا الشأن في ابريل- نيسان المقبل.
و قال داتون إن القرار يجب أن يتخذ بالاستناد إلى وقائع محددة وأن يعتمد على أدلة مقدمة من أجهزة الاستخبارات وخاصة الآزيو. لكنه أضاف "إن الحقائق في هذه الحالات لا تكون متاحة بشكل علني أحيانا."
وأثير هذا الموضوع على خلفية محاولة من الادعاء العام لتصنيف شخص يمثل خطورة عالية كإرهابي. لكن المحاولة أجهضت بسبب عدم اعتبار الحكومة رسميا حزب الله كمنظمة ارهابية.
يُذكر أن أستراليا تصنف وحدة العمليات الخارجية لحزب الله كمنظمة إرهابية.
كما أن المملكة المتحدة أضافت حزب الله بكافة أجنحته إلى لائحة المنظمات الارهابية أوائل هذا العام، ويعاقب القانون البريطاني بالسجن لمدة قد تصل إلى 10 سنوات في حال الانتماء إلى حزب الله أو في حال الترويج له.
هذا وتصنف إسرائيل والولايات المتحدة حزب الله تنظيما "إرهابيا"، في حين أنّ الاتحاد الأوروبي يشمل الجناح العسكري للحزب فقط بمثل هذا التصنيف.