من المقرر أن يبدأ مهرجان سيدني اليوم، لكن برنامجه المرتقب للثقافة والكوميديا والموسيقى تعرض للفوضى بعد انسحاب أكثر من 25 عملاً من الحدث خلال الشهر الماضي.
أصبح الممثل الكوميدي توم بالارد أحدث المنضمين لحركة المقاطعة وأدلي ببيان عام يقول فيه إنه لن يشارك في المهرجان، مع تنحي مغني الراب والفنان ماليانجابا وباركيندجي والفنانة بركاء، وأيضا منظمة الفنون الشعبية للسكان الأصليين مواروجيكو.
أثار المهرجان الجدل بعد أن قبل بصفقة رعاية مالية بقيمة 20,000 دولار مع السفارة الإسرائيلية لدعم إنتاج شركة سيدني للرقص (Decadence)، والتي أنشأها مصمم الرقص الإسرائيلي أوهاد ناهرين.
وفقًا لحركة العدالة الفلسطينية في سيدني، تم الاتفاق على تلك الرعاية في مايو/ آيار في عام 2021.
ما هي حركة المقاطعة BDS؟
تأتي مقاطعة المهرجان تحت مظلة حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات (BDS) العالمية، وهي مبادرة دولية يقودها فلسطينيون تهدف إلى فرض عقوبات اقتصادية على دولة إسرائيل والجمعيات المرتبطة بها.
وجاء في بيان على موقع الحركة على الإنترنت أن "إسرائيل تعتمد نظام استعمار استيطاني وفصل عنصري واحتلال للشعب الفلسطيني، وهذا ممكن فقط بسبب الدعم الدولي".
وأضاف البيان، "الحكومات تفشل في محاسبة إسرائيل، بينما الشركات والمؤسسات في جميع أنحاء العالم تساعد إسرائيل على قمع الفلسطينيين".
"لأن من هم في السلطة يرفضون التحرك لوقف هذا الظلم، دعا المجتمع المدني الفلسطيني المواطنين العالميين إلى الاستجابة للتضامن مع النضال الفلسطيني من أجل الحرية والعدالة والمساواة".
اجتمع ائتلاف من المناصرين والمنظمات مع مهرجان سيدني في أواخر عام 2021 في دعوة عاجلة لإزالة إسرائيل كشريك أساسي في الحدث، لكن في ديسمبر/كانون الأول، رفض مهرجان سيدني الدعوات، مبررًا موقفه بأنه منظمة "غير سياسية" كسبب للابتعاد عن حركة المقاطعة.
منذ ذلك الحين، وقع أكثر من 1,000 فنان ومبدع على رسالة مفتوحة تحت عنوان "لنعمل بشكل أفضل للقضية الفلسطينية"، وأطلقوا على أنفسهم لقب "فنانون ضد الفصل العنصري"، حيث امتنعوا عن المشاركة في فعاليات دعما للشعب الفلسطيني.
وجاء في الرسالة: "لن نشارك أو نحضر أي مهرجان يستخدم فيه شعار النظام الإسرائيلي الملون بألوان قوس قزح لغسل أعمال العنف والتطهير العرقي والجرائم التي تُرتكب بحق الشعب الفلسطيني".
وأعلنت بركاء، إحدى الفنانات اللواتي وقعن الرسالة، انسحابها من الحدث عبر إنستغرام.
وكتبت: "أنا أقف مع فلسطين دائمًا وسأقوم بالانسحاب من جميع الفعاليات المرتبطة بمهرجان سيدني، نحن كأمة نعيش في زمن نعرف فيه ما هو الصواب، وعلينا أن نتصرف وفقا لذلك".
في العام الماضي ، وصفت منظمة هيومن رايتس ووتش معاملة إسرائيل للفلسطينيين بأنها شكل من أشكال الفصل العنصري، لكن اسرائيل رفضت بشدة مزاعم المنظمة.

Kenneth Roth, Executive Director at Human Rights Watch, speaks to the media on January 25. Source: AAP
وقال المدير التنفيذي لمنظمة هيومن رايتس ووتش كينيث روث في بيان حول إصدار تقرير في أبريل 2021: "تُظهر هذه الدراسة التفصيلية أن السلطات الإسرائيلية قد تجاوزت هذه الزاوية بالفعل وهي ترتكب اليوم جرائم ضد الإنسانية تشمل الفصل العنصري والاضطهاد".
ودانت وزارة الخارجية الإسرائيلية تقرير هيومن رايتس ووتش ووصفته بأنه "منشور دعائي".
وقالت: "الادعاءات الخيالية التي قامت هيومن رايتس ووتش بتلفيقها منافية للعقل وكاذبة".
وقال وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد يوم الخميس إنه "في العام المقبل، سيكون هناك نقاش غير مسبوق في أكاذيب تلك المنظمة حول ادعاءاتها بأن " إسرائيل دولة فصل وتمييز عنصري".
وقال إن محادثات السلام مع القادة الفلسطينيين كانت حاسمة لضمان عدم تصنيف إسرائيل كدولة تسهل الفصل العنصري، وهو عنوان قال إنه "كذبة حقيرة من قبل مجموعة من معادي السامية".
ويتابع "بدون محادثات سلام مع الفلسطينيين، فإن خطر تعريف إسرائيل كدولة فصل عنصري سيزداد سوءًا، نحن بحاجة إلى توخي الحذر من الموقف الذي يقول فيه العالم إن الفلسطينيين يؤيدون مفاوضات السلام وإسرائيل ترفض ".
مع اقتراب ليلة الافتتاح، أصدر مجلس إدارة مهرجان سيدني بيانًا عامًا يوم الأربعاء أكد فيه أنه سيحترم اتفاقية الرعاية مع السفارة الإسرائيلية.
وقال دافيد كيرك رئيس مجلس إدارة مهرجان سيدني: "يرغب مجلس مهرجان سيدني بشكل جماعي في تأكيد احترامه لحق جميع الحركات والمنظمات في الاحتجاج والمقاطعة".
وأضاف "نحترم حق أي فنان في الانسحاب من المهرجان ونأمل أن يشعر بالقدرة على المشاركة في مهرجانات مقبلة".
وقال كيرك إن المجلس سيراجع ممارساته فيما يتعلق بالتمويل من الحكومات الأجنبية أو الأطراف ذات الصلة في المستقبل.
في بيان تم تقديمه لـ SBS News، قال متحدث باسم السفارة الإسرائيلية إنها تدعم بالكامل قرار المهرجان باحترام اتفاقية الرعاية.
وقالوا إن "إسرائيل دأبت وستستمر في تعزيز التبادل الثقافي والانخراط في حوار ثقافي في العديد من البلدان بما في ذلك أستراليا".
وتابع البيان "الثقافة جسر للتعايش والتعاون والتقارب ويجب تركها خارج الساحة السياسية".
التضامن فعل
يتزامن الجدل في سيدني مع نشر الممثلة البريطانية إيما واتسون نجمة سلسلة أفلام هاري بوتر صورة لتجمع مؤيد للفلسطينيين على إنستغرام كتب عليها "التضامن فعل".
وتلقت واتسون رد فعل فوري من سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة، الذي وصف نجمة هاري بوتر بأنها معادية للسامية بسبب منشورها.
"10 points from Gryffindor for being an antisemite," he wrote on Twitter.