وجهت غريس تايم، الشخصية الأسترالية للعام السابق انتقاداتها للحكومة الفدرالية "لإصدارها تصريحات جوفاء، وإشادات سطحية في اللحظات الأخيرة تم تنظيمها بعناية لالتقاط الصور وكسب التعاطف" وذلك في خطاب إعلامي أمام نادي الصحافة الوطني بكانبرا.
قالت تايم والتي تعرضت لاعتداءات جنسية عندما كانت طفلة: "مرارًا وتكرارًا في هذا العام، رأيت أنماط الخداع والغش التي يمارسها هؤلاء الأشخاص في كراسي السلطة".
وتابعت تايم موضحة " مجرد واجهات وآمال كاذبة، مراجعات وتقارير وتأخيرات - إن لم يكن نفيًا صريحًا لما حدث ولخطورة القضية".
زعمت تايم وهي المدافعة عن الناجيات من الاعتداء الجنسي، أنها تلقت تهديدًا هاتفيًا من منظمة تمولها الحكومة في أغسطس/ آب الماضي، وذلك بعد خمسة أشهر من حصولها على لقب الشخصية الأسترالية لعام 2021.
وقالت تايم: "تلقيت مكالمة هاتفية تهديدية من عضو بارز في منظمة تمولها الحكومة، يطلب مني وعدا بأنني لن أقول أي شيء قد يدين رئيس الوزراء مساء حفل توزيع جوائز العام الأسترالي المقبل".
وتابعت تايم تصريحاتها" قال لي ذلك الشخص، أنتِ شخصية مؤثرة، سيكون لدى رئيس الوزراء بعض الخوف من ذلك. 'خوف؟ أي نوع من الخوف؟ سألت نفسي".
وتساءلت تايم قائلة "أهو خوف على الفئات المهمشة والضعيفة في مجتمعنا؟ أم هو خوف على مستقبل كوكبنا؟".
"وبعد ذلك تذكرت تلك الكلمة،" مع اقتراب موعد الانتخابات".
"أتذكر أنني تعرضت لهذا الموقف من قبل، وتعرضت للتهديد بنفس الطريقة الغامضة. أتذكر ذلك الشخص حينها وهو يقول، "سأفقد وظيفتي إذا سمع أحد عن هذا، وأنتِ لا تريدين ذلك، أليس كذلك؟ لا".

2021 Australian of the Year Grace Tame (left) and advocate for survivors of sexual assault Brittany Higgins address the National Press Club Source: AAP
قالت تايم إنها أمضت عامًا تعرضت فيه لـ "التشويه، والتسليع، والكذب، والإثارة الإعلامية ونزع الشرعية والمصداقية، وحتى الأذى النفسي لم أسلم منه وكل ذلك حدث بمعرفة ومباركة وسائل الإعلام الرئيسية المتحيزة".
قالت إنها لن تتراجع وستواصل الدفاع عن المستضعفين ومحاربة الظلم.
وأضافت تايم: "أنا هنا لأنني اتخذت قرارًا واعياً بالوقوف في وجه الشر، ولا زلت أواجه الظلم منذ ذلك الحين، والانسحاب من هذه المواجهة والتزام الصمت الآن سيكون نفاقًا".
"أفضل أن أكون مخيبة للآمال لمؤسسة ما على أن أبدو كدمية تخدم مصالح سياسية وتحركها كما تشاء".

Former Liberal staffer Brittany Higgins (top left) received an apology on the floor of federal parliament for her alleged rape in a minister's office. Source: AAP
التقرير - الذي أجرته مفوضة التمييز الجنسي كيت جينكينز - تم في أعقاب المخاوف التي أثارتها هيغينز منذ 3 أعوام، والتي زعمت بأنها تعرضت للاغتصاب في مبنى البرلمان من قبل زميل سابق لها.
ودعا التقرير إلى إصدار بيان للبرلمان يعترف بـ "التنمر والتحرش الجنسي والاعتداء الجنسي في أماكن العمل البرلمانية في الكومنولث والالتزام بالعمل والمساءلة المشتركة".
كما أوصى التقرير جميع الأطراف بالضغط من أجل المساواة بين الجنسين، وإنشاء ميثاق سلوك جديد للنواب وموظفيهم وتطبيقه من قبل لجنة المعايير البرلمانية المستقلة.
وقالت هيغينز: "هناك 28 توصية في مراجعة تقرير جينكينز، وبدون تنفيذها، سنستمر في رؤية هذه الثقافة السامة موجودة داخل مؤسستنا الأقوى".
"بدون هذه التغييرات، لن تتمكن النساء من تولي مناصب قيادية داخل البرلمان ، أو شغل مقعد على طاولة المفاوضات".
"إذا كنا نريد حقًا مجتمعًا شاملاً ومتنوعا، فنحن بحاجة إلى المزيد من النساء اللواتي يتمتعن بصوت عالٍ في الغرف المغلقة حيث يتم اتخاذ القرارات الرئيسية لضمان أن وجهة النظر النسائية مطروحة في السياسة الوطنية".
وقالت هيغينز إن "صبرها" قد نفذ في انتظار قيام الحكومة بهذه التغييرات.

Former Liberal staffer Brittany Higgins at the March 4 Justice rally in Canberra. Source: Getty Images AsiaPac
"كما أعتقد أنكم تعلمون الآن، لقد نفذ صبري، أريد أن أختم القول إنه على الرغم من كل الخوف والغضب والحزن اللذين جلبتهما لي السياسة، لم يُسلب إيماني بأستراليا أو ايماني بالديمقراطية".
"أنا متأكدة من أن بلادنا يمكن أن تكون مكانا أفضل للنساء والفتيات".
وشكرت النساء اللواتي مثلن أمامها مثل الموظفة الليبرالية السابقة راشيل ميللر التي زعمت أن النائب الليبرالي آلان تودج كان "مسيئًا" في بعض الأحيان خلال علاقتهما.
"لقد كانت أحاديث النساء وهذه الثرثرة المحمومة التي دارت حول المبنى هي السبب الرئيسي أنني هنا اليوم بسبب شجاعتهم" .
وكان من بين الحاضرين خلال الخطب الرئيسة التنفيذية السابقة لـ Australia Post كريستين هولجيت، والنائبة الليبرالية السابقة جوليا بانكس وعمدة سيدني السابقة لوسي تورنبول.
اتصلت SBS News بمكتب رئيس الوزراء للتعليق.