قالت نيابة مكافحة الإرهاب الفرنسية إنها تسلمت التحقيق في الهجوم الذي وقع على مركز شرطة في العاصمة باريس وأودي بحياة أربعة من عناصرها. وقالت النيابة ف بيان إنها تحقق في الهجوم الذي لا تزال دوافعه غامضة باعتباره اغتيال نفذته "عصابة اشرار إرهابية وإجرامية"، ما يعزز فرضية حمل المهاجم أفكار متشددة حيث اعتنق الإسلام قبل ثمانية عشر شهرا.
وأدت عناصر عدة جمعها المحققون إلى تعزيز فرضية التطرف لدى ميكايل ه. (45 عاما)، والذي يعمل في دائرة شرطة باريس كخبير في هندسة المعلومات. الرجل المولود في جزر الإنتيل الفرنسية في الكاريبي انقض بالسكين على زملائه في قسم الشرطة وقتل ثلاثة من رجال الشرطة وموظف إداري، قبل أن يرديه رجال الشرطة قتيلا برصاصة في الرأس.
ويضم القسم الذي شهد الهجوم عدة مديريات ويقع في قلب القسم التاريخي من العاصمة بالقرب من كاتدرائية نوتردام. ويعتقد المحققون أن المتهم خطط للهجوم حيث اشترى السكين خصيصا في يوم الهجوم.

Police and military personnel block the bridge near Paris Police headquarters after four officers were killed in a knife attack on October 3, 2019 in Paris Source: ABACA
وقال قائد شرطة باريس "عملنا المهني يدفعنا إلى عدم استبعاد أي فرضية." في حين قالت متحدثة باسم الحكومة إن "الفرضية الجهادية ليست مستبعدة بالتأكيد."
وهاجم الرجل بالسكين شرطيين اثنين وموظفا إداريا في الطابق الأول من المبنى، ثم هاجم امرأتين على سلم المبنى هما شرطية وموظفة إدارية، ما أدى لوفاة الأولى وإصابة الثانية بإصابات لا تهدد الحياة.
ثم غادر ميكايل المبنى إلى الباحة حيث تصدى له رجال الشرطة وتم قتله. ووصف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الهجوم أنه "مأساة حقيقية".
وبدا على عناصر الشرطة التأثر وقال أحد الموظفين إن الهجوم "هزنا بعمق ولم نتوقع حدوث ذلك هنا". في حين قالت صحيفة "لوباريزين" إن "الشرطة تلقت ضربة في الصميم".
وتعاني الشرطة الفرنسية من أزمة عميقة، إذ يشتكي أعضائها من الأعباء الوظيفية والنفسية التي يتحملونها خاصة مع التصدي المنهك والمستمر لمظاهرات "السترات الصفراء". وتعرضت الشرطة الفرنسية في السابق إلى هجمات ولكنها المرة الأولى التي يقوم فيها أحد موظفي الشرطة بالهجوم على زملائه، وهو ما عمق الأزمة التي يمر بها الجهاز في فرنسا.

The police headquarters of Paris, on the Ile de la Cite, facing Notre Dame Cathedral, are closed after a member of the Police led an attack with a knife Source: ABACA
وكان الآلاف من عناصر الشرطة في باريس قد شاركوا في "مسيرة غضب"، للاحتجاج على الأوضاع في تحرك لم يحدث منذ نحو عشرين عاماً. واحتجت المسيرة على الأوضاع الصعبة وارتفاع معدلات الانتحار في صفوف الشرطة إذ بلغت منذ مطلع العام الجاري 52 شرطيا.
وقالت منظمات نقابية إن نحو 26 شخصا شاركوا في هذا الحراك من أصل 150 ألفا هم إجمالي عدد أفراد الشرطة في باريس.