هذا الأسبوع هو أسبوع الصحة للجاليات متعددة الثقافات في نيو ساوث ويلز والذي يركز على التوعية الصحية للجاليات الجديدة والقديمة على حد سواء في الولاية. تشير التقديرات إلى أن ستين في المائة من الأستراليين لديهم صعوبة في فهم المعلومات التي يقدمها لهم الأطباء أو غيرهم من محترفي المهن الصحية الأخرى.
يطلق على هذا الأمر "low health literacy" أو معرفة صحية متواضعة، وبالنسبة للأشخاص المولودين في بلدان غير ناطقة باللغة الإنجليزية يصبح الوصول الى المتطلبات الصحية أمرا في غاية الصعوبة. وتشير التقديرات إلى أن ثلاثة أرباع الأشخاص المنحدرين من بلدان غير ناطقة بالأنجليزية يعانون من معرفة صحية متواضعة.
هذا الواقع دفع ولاية نيو ساوث ويلز إلى إنتاج مقاطع مصورة وأوراق تعريفية بالحقائق الصحية بعشرين لغة مختلفة. من جانبها قالت مديرة دائرة خدمات الاتصالات الصحية الموجهة للجاليات الإثنية في ولاية نيو ساوث ويلز، ليزا وودلاند إن هذه المواد توفر معلومات للأعضاء الجدد في الجاليات المختلفة.

GP Ginni Mansberg says its important to talk about cervical cancer screening to debunk common myths. (AAP) Source: AAP
وقالت وودلاند "غالبًا لا يتم ترجمة تلك المعلومات إلا إلى اللغات التي تتحدثها جاليات كبيرة." وأضافت "هناك معلومات كثيرة متوفرة لأبناء تلك الجاليات ولكن في الجاليات الأصغر، تلك الجاليات الجديدة، لا توجد معلومات كثيرة مترجمة."
تسعة عشر لغة مختلفة
وتصدر تلك المواد باللغات التالية: العربية والآشورية والبنغالية والبورمية والداري والإنجليزية والإندونيسية والكورية والكورمانجي والإسبانية والبرتغالية والنيبالية والمنغولية والماندرين والسواحيلية والتاميلية والتايلاندية والتبتية والأردو.
وقالت وودلاند إن هذه المبادرة تعكس اللغات الأكثر نموا في مختلف مناطق نيو ساوث ويلز. وأضافت "من المهم للغاية أن يعرف المرء كيفية التعامل مع النظام الصحي عندما ينتقل إلى بلد جديد."
وتقيم ولاية نيو ساوث ويلز أسبوع الصحة للجاليات الإثنية خلال شهر سبتمبر أيلول. هذا العام تركز الفعاليات تحديدا على المعرفة الصحية بين الجاليات الجديدة التي انتقلت مؤخرا إلى أستراليا وكذلك الجاليات الأصغر من حيث العدد أو الأقل استقرارا في الولاية.
ومن بين كل ثلاثة من سكان الولاية هناك شخص واحد تقريبا مولود خارج أستراليا، بالإضافة إلى واحد من كل خمسة يتحدث لغة غير الأنجليزية.
جون وال يتحدث اللغة العربية، وينتمي إلى الجالية السودانية أحد أسرع الجاليات نموا في غرب سيدني. عندما وصل وال إلى أستراليا لم يكن واضحا بالنسبة له كيف يعمل النظام الصحي. وقال وال "لا يمكنني القول أن الأمر كان سهلا." وأضاف "النظام الصحي أفضل في أستراليا لكنه ليس سهلا."

John Wal has been attending weekly health information sessions. Source: SBS News
الآن وال أصبح أكثر استقرارا في أستراليا، ويحضر مجموعة أسبوعية للدعم الحي للمتحدثين باللغة العربية في وكالة المجتمعات الإثنية في ماونت درويت .
"الصحة مهمة للحياة"
العامل في مجال الصحة أبولا أغوا يدير الجلسات التي يحضرها السيد وال في منظمة ماونت درويت. وقال أغوا إن تعلم كيفية التعامل مع الخدمات الصحية المتوفرة يجب أن تكون أولوية لكل الواصلين الجدد إلى أستراليا. وأضاف "الناس عندما يأتون يركزون أكثر على على إسجاد وظيفة." وأضاف "لكن الصحة هي أهم شئ. بدون الصحة لا يمكنك العمل، يجب أن تعرف في البداية كيف تحصل على المعلومات الصحية."
وخلال جلسات الدعم يشرح السيد أغوا كل شئ يتعلق بالنظام الصحي من زيارة الطبيب العام لإجراء فحص طبي، إلى كيفية التعامل مع نظام ميديكير وحتى الأكل الصحي والتعامل مع الضغوطات النفسية.

The health support group meets in Mount Druitt. Source: SBS News
وقال السيد أغوا أن كثير من المهاجرين لا يفكرون في إجراء فحوصات طبية ما لم يكونوا مرضى بالفعل بسبب الثقافة التي أتوا منها والتي تقول "لإجراء فحص طبي عليك أن تدفع."
"يجب أن يحدث تغير في التفكير عندما يأتون إلى هنا لأن زيارة الطبيب مجانية. الكثيرون ينتظرون لفترات طويلة حتى يذهبوا إلى الطبيب، لكنهم ليسوا بحاجة إلى الانتظار."
وقال أغوا إنه يلاحظ الاختلاف الذي تحدثه تلك الجلسات في جعل حياة أعضاء المجموعة أشهل. وقال "هذا شئ نعتبره من البديهيات، ولكن بالنسبة للبعض الذين لا يعرفون شيئا عن النظام الصحي الأسترالي، تكون تلك معلومات مفيدة للغاية."
"يمكنك أن تلاحظ الثقة بالنفس التي يشعر بها الحاضرون." مؤكدا "هذا مهم للغاية، لأن الصحة هي الحياة."