ساديا محمد البالغة من العمر 18 عاما، كانت تخطط لرحلة مع قريبتها في عيد ميلادها التاسع عشر الذي يأتي خلال أسابيع.
الحماس لتلك الرحلة كان في أعلى مستوياته، فالفتاة المراهقة قد خرجت لتوها من إغلاق ملبورن الذي استمر لأكثر من 110 يوم.
حجزت ساديا محمد أحد الأماكن عبر تطبيق الإقامة Airbnb كما قالت لـThe Feed "دفعت نصف النقود، لكن صاحبة المنزل ردت علي بعد يومين."
حمل الرد رسالة جعلت محمد تشعر بحيرة شديدة، حيث قالت مالكة المنزل "لو كنتي سمراء البشرة، فأرجوكي أعذرينا لأننا لن نستقبلك."
ردت عليها سادية قائلة "أنا لا أقبل هذا على الإطلاق، هذه عنصرية صافية. خاصة في وقت كالذي نعيش فيه، سأقدم بلاغ فيك على الفور."

The exchange between Sadia and the Airbnb host. Source: Supplied
ردت عليها مالكة المنزل قائلة "أنا لا أميز ضد أي شخص، نحن لا نملك القدرة على التعامل مع هذا، لأن هذا حدث أكثر من مرة، أنا آسفة، لأن المبنى كله يفعل هذا، وقد منحتنا إدارة البناية إنذارا أخيرا."
وأضافت "الاحترام ليس صعبا، لكنه يأتي من تربية الإنسان، وأنا لا أريد أن أفعل هذا."
التقطت ساديا صورا لتلك المحادثة ونشرتها عبر تويتر وقالت "بعدها تواصل معي تطبيق Airbnb وقالوا إنهم فتحوا تحقيقا في المسألة وجمدوا حساب هذه المرأة."
لكن هذه التغريدة انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي في أستراليا بشكل واسع، وقالت ساديا "أنا ممتنة للغاية، في الحقيقة لم أمت أتوقع أن تلقى التغريدة هذا القدر من الاهتمام."
وأضافت "أنا فقط أردت أن أشارك الأمر مع أصدقائي واقول: أنظروا إلى تلك المرأة المجنونة. لم أكن أعتقد انها سيكون لها هذا التأثير."
وقالت "عدد الناس الذين لا أعرفهم على الإطلاق الذين تواصلوا معي وعرضوا على أماكن للإقامة كبير للغاية. أشعر بأني مغمورة بالمشاعر ومصدومة بحق، فهؤلاء الأشخاص لطيفون للغاية."
من جانبه قال ديريك نولان رئيس قسم السياسات العامة لتطبيق Airbnb في أستراليا إن الشركة تسعى لخلق عالم يشعر فيه الجميع أنهم مقبولون.
وقال نولان "لدينا سياسة صارمة ضد التمييز وتحت مبادرة الأبواب المفتوحة فإن أي ضيف يشعر أنه تعرض للتمييز، سنوفر له دعم شخصي لنضمن أنه سيجد مكانا للإقامة."
من جانبها قالت مفوضة الفرص المتساوية وحقوق الإنسان في فيكتوريا كريستن هيلتون "في فيكتوريا، من غير القانوني أن يتم رفض إقامتك في مكان بسبب عرقك أو دينك أو أي من سماتك الشخصية الأخرى التي يحميها قانون الفرص المتساوية."
وأضافت أن الكثيرين ما زالوا يمرون بتجارب تمييز على أساس العرق والدين: "كل عام تكون شكاوى التمييز العرقي من ضمن الأكثر شيوعا بين الشكاوى التي نتلقاها."
من جانبها قالت ساديا محمد إن تلك التجربة جعلتها لا ترغب في استخدام تطبيق الإقامة الشهير من أجل العثور على مكان للاحتفال بعيد ميلادها.
وأضافت إنه يجب أن يحدث تغيير في طريقة حديث الناس عن العرق خاصة بعد حركة احتجاجات Black Lives Matter التي اجتاحت العالم خلال الشهور الماضية.
وقالت "أنا أشعر بالألم حقا أن شخصا يسمح لنفسه أن يفعل شيء كهذا بسبب لون بشرتي." وأضافت "أنا اتحدث إلى عمي في الوقت الحالي، وقد نصحني المحامون أن أتقدم ببلاغ ضد المرأة."