ضربات إسرائيلية على قطاع غزة توقع نحو مئة قتيل ونتانياهو يرفض الدعوات لإقامة دولة فلسطينية

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه يرفض فكرة إقامة دولة فلسطينية في غزة بعد انتهاء الحرب بين حماس وإسرائيل.

People look at the rubble of a destroyed cemetery.

Palestinians inspect damaged graves following Israeli attacks near the Nasser Hospital in Khan Younis in Gaza. Source: AAP / Mohammed Dahman

أدلى نتنياهو بهذه التصريحات خلال مؤتمر صحفي يوم الخميس، قائلا إن أي "ترتيب في المستقبل المنظور" سيتطلب من إسرائيل "السيطرة الأمنية على كامل الأراضي الواقعة غرب نهر الأردن".

وقال "هذا شرط ضروري".

وظهرت إلى العلن الخلافات بين إسرائيل والولايات المتحدة، أكبر داعم لها، حيث يرفض نتنياهو وحكومته الائتلافية اليمينية بشدة إقامة دولة فلسطينية على الرغم من أن واشنطن تؤكد أن حل الدولتين هو السبيل الوحيد الممكن لإحلال السلام الدائم في المنطقة.
Close up image of a man look ahead with a star of david out of focus in the background.
Israeli Prime Minister Benjamin Netanyahu said he has told the US he opposes a Palestinian state after the war in Gaza. Source: AP / Abir Sultan
يأتي ذلك فيما أعلنت حركة حماس التي تسيطر على غزة، الخميس مقتل 93 شخصا في غارات إسرائيلية ليلية استهدفت خصوصا جنوب القطاع حيث يكثف الجيش الإسرائيلي عملياته.

يواصل الجيش الإسرائيلي مداهماته في الضفة الغربية المحتلة منذ عام 1967، لا سيما في طولكرم (شمال شرق) حيث قتل شاب يبلغ 27 عاما برصاصة في الصدر اضافة الى فلسطيني آخر، بحسب السلطات الفلسطينية والهلال الاحمر الفلسطيني. وتتواصل الخميس عملية إسرائيلية بدأت فجر الأربعاء في المنطقة.

ووسط المخاوف من توسع الحرب إلى نزاع إقليمي، أعلن الحوثيون اليمنيون الذين أعادت واشنطن الأربعاء تصنفيهم منظمة "إرهابية"، مسؤوليتهم عن هجوم جديد على "سفينة أميركية" قبالة سواحل اليمن.

في غزة، سقط أكثر من 93 قتيلاً في قصف إسرائيلي وفق ما أفاد المكتب الإعلامي التابع لحكومة حماس في القطاع مضيفا أن "أعنف الغارات الدامية (خلفت) 16 شهيدا بينهم نساء وأطفال واكثر من 20 مصابا جراء استهداف منزل ليلا لعائلة الزاملي في شرق رفح".
كما نفذ الجيش الإسرائيلي عشرات الغارات على مخيمات اللاجئين في وسط قطاع غزة وعلى خان يونس، كبرى مدن الجنوب والتي باتت مركزا للمعارك.

وتعتبر إسرائيل أن قادة من حماس يختبئون في مستشفى ناصر في المدينة.

وأكد الجيش الإسرائيلي في بيان الخميس أنه يخوض معارك قرب رفح وقد وصل الى "أقصى منطقة جنوب قطاع غزة منذ بدء العملية البرية" في 27 تشرين الأول/أكتوبر.

وأضاف "في خان يونس (...) قضى الجنود على عشرات الإرهابيين في معارك مباشرة بمساعدة نيران الدبابات والدعم الجوي".

وفيما تخضع الحكومة الإسرائيلية لضغوط شديدة من أجل العمل على إطلاق سراح الرهائن وتتصدى للدعوات إلى أجل وقف إطلاق نار، أعلن رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو الخميس أن "الانتصار سيستغرق أشهرا طويلة لكننا مصممون على تحقيقه".

وقال "لن نكتفي بأقل من انتصار تام، ما يعني القضاء على القادة الإرهابيين، وتدمير قدرات حماس العملانية والعسكرية، وعودة رهائننا إلى ديارهم، ونزع سلاح قطاع غزة مع سيطرة أمنية كاملة لإسرائيل وعلى كل ما يدخل" إلى القطاع.

اندلعت الحرب التي دمرت القطاع الفلسطيني وشردت أكثر من 80% من سكانه، إثر شنّ حماس هجوما غير مسبوق على جنوب إسرائيل في 7 تشرين الأول/أكتوبر أسفر عن مقتل 1140 شخصا، معظمهم من المدنيين، بحسب تعداد لوكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام رسمية.

كما احتُجز خلال الهجوم نحو 250 شخصا رهائن ونقلوا إلى غزة، وتم إطلاق سراح حوالى 100 منهم خلال هدنة في نهاية تشرين الثاني/نوفمبر. ووفق إسرائيل، لا يزال 132 منهم في غزة، ويُعتقد أن 27 منهم لقوا حتفهم.
A man looking around at his damaged house.
A Palestinian man inspects his damaged home on the southern outskirts of Khan Younis in the south of the Gaza Strip. Source: Getty / AFP
وردا على هجوم حماس، تعهدت إسرائيل القضاء على الحركة التي تحكم غزة منذ عام 2007. ووفق وزارة الصحة التابعة لحماس، قُتل حتى الآن في الغارات الإسرائيلية 24620 شخصا، غالبيتهم العظمى من النساء والأطفال.

وتنبه الأمم المتحدة من "خطر المجاعة" و"الأوبئة القاتلة" في القطاع الفلسطيني الصغير والمحاصر بشكل كامل منذ 9 تشرين الأول/أكتوبر.

على صعيد خسائره، أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل 193 من عناصره في غزة منذ بدء هجومه البري.

ودمر القصف الإسرائيلي أحياء بأكملها، وتسبب في أزمة إنسانية كبيرة وأخرج أكثر من نصف المستشفيات من الخدمة.

كما انقطعت الاتصالات بشكل شبه كامل منذ أكثر من ستة أيام في القطاع الذي تبلغ مساحته 362 كيلومترا مربعا ويناهز عدد سكانه 2,4 مليون نسمة.

وأعلن مساعد المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية أن المجلس الأوروبي للشؤون الخارجية سيعتمد الاثنين في بروكسل "نظام عقوبات ضد حماس" موضحا أنه "يستهدف أفرادا وعمليات نقل الأموال".

في الأثناء، قالت مصادر اسرائيلية وفلسطينية إن قوافل تحمل 61 طناً من الأدوية والمساعدات الإنسانية "دخلت غزة" ليل الأربعاء الخميس، لكنها لم توضح إن كانت الأدوية وصلت للرهائن.

يأتي ذلك في أعقاب اتفاق بين إسرائيل وحركة حماس أعلنه الوسيط القطري الثلاثاء، ينص على إدخال أدوية للرهائن مقابل مساعدات للمدنيين في غزة حيث "ينتظر مرضى الموت" في المستشفيات التي باتت خارج الخدمة، وفق ما قالت منظمة الصحة العالمية.

ويعاني ما لا يقل عن ثلث الرهائن من أمراض مزمنة ويحتاجون إلى العلاج، وفق ائتلاف عائلات الرهائن.

في كيبوتس نير عوز قرب غزة، ينظم الائتلاف عيد ميلاد رمزيا لأصغر الرهائن، كفير بيباس، الذي تم خطفه عندما كان عمره تسعة أشهر تقريبا ويصادف عيد ميلاده الأول الخميس.

وكانت حماس أعلنت في تشرين الثاني/نوفمبر وفاة الرضيع وشقيقه ووالدته في قصف إسرائيلي، فيما لم تؤكد إسرائيل ذلك.

وبلغ التوتر في الضفة الغربية ذروته منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر. وبحسب تعداد لوكالة فرانس برس استنادا إلى بيانات فلسطينية رسمية، فقد قُتل 366 فلسطينيا على الأقل منذ بدء الحرب، من بينهم عشرة الأربعاء.

كما أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) عن وقوع إصابات واعتقال العشرات صباح الخميس.

وقال المسؤول في مخيم نور شمس القريب من مدينة طولكرم رامي عليان لوكالة فرانس برس إن "قوات الاحتلال دخلت المخيم بعد منتصف الليل، وكعادتها دمرت الجرافات الطرق والمنازل".

يخشى المجتمع الدولي توسع رقعة النزاع مع تبادل القصف يوميا على الحدود الإسرائيلية اللبنانية بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله، وتصاعد هجمات الحوثيين في البحر الأحمر "تضامنا" مع الفلسطينيين.

ونفذت الولايات المتحدة الخميس ضربات جديدة ضد الحوثيين في اليمن وأوضح المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي أنها استهدفت "صواريخ ... نعتقد أنها كانت معدة للإطلاق في وقت وشيك في البحر الأحمر"، وذلك بعد ضربات نفذت ليل الأربعاء الخميس ورد عليها المتمردون باستهداف "سفينة أميركية" بـ"صواريخ" في خليج عدن.

كما أكد الرئيس الأميركي جو بايدن أن الضربات على الحوثيين ستستمر ما داموا يواصلون هجماتهم على السفن في البحر الأحمر، مضيفا "هل أنها توقف الحوثيين؟ كلا. هل ستستمر؟ نعم".

وأعلنت الدنمارك الخميس أنها تعتزم الانضمام إلى التحالف الأميركي البريطاني ضد الحوثيين.

ودانت روسيا الضربات الغربية، قائلة إن "الأهم الآن هو وقف العدوان على اليمن، اذ كلما قصف الأميركيون والبريطانيون أكثر، أصبح الحوثيون أقل استعدادا للتحاور.

أكملوا الحوار عبر حساباتنا على و

اشتركوا في لتشاهدوا أحدث القصص والأخبار الأسترالية.

شارك
نشر في: 19/01/2024 11:33am
المصدر: Reuters, AFP