"مسلمة ومثلية وفخورة": كيف يسعى مسلمو سيدني المثليون لكسر الصور النمطية؟

تعقد مجموعة مسلمو سيدني المثليون ورشات عمل وجلسات توعية لتعريف مجتمع المثليين على كيفية جمعهم بين الدين والميول الجنسية المختلفة

Siobhan Irving attending a fair with Sydney Queer Muslims

Siobhan Irving attending a fair as a member of 'Sydney Queer Muslims' Source: Supplied

في عام 2013، تم إنشاء مجموعة فيسبوك تحت اسم " Sydney Queer Muslims" أو مسلمو سيدني المثليون. كانت تلك المجموعة سرية ولا يمكن الوصول إليها من خلال البحث على موقع التواصل الاجتماعي الأشهر للحفاظ على أمان الأعضاء.

عملت المجموعة كنادي اجتماعي يشارك فيها المثليون المسلمون قصصهم وتجاربهم. في هذا الوقت كانت شيبون إيرفينغ، تحضر الدكتوراة في موضوع "التنوع الجنسي والجندري في المجتمعات المسلمة في سيدني وسنغافورة"، وتم دعوتها للانضمام إلى المجموعة.

في عام 2016، وقع أسوأ هجوم يستهدف المثليين في تاريخ الولايات المتحدة وهو هجوم ملهي Pulse الليلي الذي يرتاده المثليون. أسفر الهجوم الذي نفذه عمر متين عن مقتل 49 شخصا وإصابة 53 آخرين، واعتبر أن الدافع وراءه هو اعتناق عمر لأفكار متشددة.
A mourner places his candle as Swiss LGBT activists hold a vigil for those killed and wounded in the Sunday mass shooting at a gay nightclub in Orlando
A mourner places his candle as Swiss LGBT activists hold a vigil for those killed and wounded in the Sunday mass shooting at a gay nightclub in Orlando Source: Keystone
خلال تلك الفترة، امتلأت وسائل الإعلام بقصص وتعليقات عن الإسلام والمثلية الجنسية والمثليين المسلمين، وقررت المجموعة الظهور للعلن للمشاركة في هذا النقاش. في عام 2017 أصبح نادي المثليين المسلمين في سيدني منظمة علنية.

وحكت إيرفينغ التي صاحبت المجموعة منذ ظهورها العلني لأول مرة: "أردنا أن نعطي مثلا علنيا أن بعض الأشخاص يمكنهم أن يكونوا مسلمين دون أن يكونوا ضمن الأدوار المعتادة لنوعهم الاجتماعي أو يدخلوا علاقات غيرية، ودون أن يؤدي ذلك إلى أزمات أو مشاكل نفسية."
كان الهدف من هذه المجموعة هو إبراز نماذج مسلمة نجحت في تحقيق هذا الأمر، أشخاص استطاعوا حل التعارض بين دينهم وميولهم الجنسية. كانت إيرفينغ تعمل على مشروعها البحثي، ومع المجموعة عندما سجلت رابط مشترك بين الكثير ممن قابلتهم: الإسلاموفوبيا.

وجدت إيرفينغ أن المثليين المسلمين يواجهون نوعا من أنواع التمييز داخل مجتمع المثليين: "أنا لا أقول أن المثليين البيض كلهم معادين للإسلام ولكن أعتقد أن هذا الأمر يتم على نحو أكثر خفاء مما قد نشاهده في المجتمع الأسترالي الأوسع."
Siobhan Irving attending a fair with Sydney Queer Muslims
Siobhan Irving attending a fair with Sydney Queer Muslims Source: Supplied
تجربة التمييز تلك لم تقتصر على مؤسسات المثليين فقط، لكنها شملت الأشخاص الذين يقدمون خدمات أو موجودين في أدوار مهمتها توفير الدعم والمساعدة. وعندما لجأ المثليون المسلمون إلى تلك الأماكن واجهتهم تجربة مختلفة.

تشرح إيرفينغ "هناك فرضية دائما أن الإسلام هو المشكلة، لو فقط تخليت عن كونك مسلم، فإن مشكلتك ستنتهي، لو تخليت عن الإسلام، لو تخليت عن مجتمعك، فإنه يمكن أن تصبح واحدا مننا."
وأضافت "أن تصبح واحدا مننا معناه هنا أن تصبح أبيض أو أنجلو أكثر."

هذه التجربة المتكررة تظهر عدم معرفة مجتمع المثليين الأوسع بأن المسلمين يمكنهم أن يكونوا مثليين ويحافظوا على دينهم كما تقول إيرفينغ: "لا يفهمون أن هذا جزء من الشخص الذي يحاولون مساعدته، فهم يحاولون بتر الإيمان باعتباره مشكلة، ولكن هذا يزيد من صدمة المثلي المسلم الذي يسعى للحصول على المساعدة."
Mardi Gras Right Movement
Mardi Gras Source: Getty Images
هذه الظاهرة تحاول بعض المنظمات الكبرى العاملة في دعم المثليين مواجهتها مثل منظمة ACON. تأسست ACON عام 1985 في ولاية نيو ساوث ويلز للاستجابة لوباء الإيدز في الولاية وركزت جهودها على صحة المثليين لأن هذا المجتمع كان صاحب أعلى معدلات للإصابة بالمرض القاتل.

ولكن مع نجاحها في وضع المرض تحت السيطرة وتقليل معدلات الإصابة والتوعية بطرق ممارسة الجنس الآمن بدأت المنظمة تلعب أدوار تتجاوز الدور الصحي في مجتمع المثليين.  

أحد المجالات هو دعم مجموعات المثليين من خلفيات عرقية ودينية مختلفة، وتعمل المنظمة على توفير الدعم لمجموعة مسلمي سيدني المثليين سواء بالدعم المادي أو منحهم مساحات للاجتماع وعقد الأنشطة.
وقال تيم وارك هو مدير برامج التعليم الندي في المنظمة "على الرغم من أن مجتمعنا متعدد الثقافات، إلا أن منظمتنا تعرف أن بعض المثليين من خلفيات ثقافية متنوعة أو أديان مختلفة ما زالوا غير ممثلين بشكل كافي في المجال العام."

وقال إن منظمته تسعى لضمان "ليس فقط أن كل الناس من خلفيات ثقافية وجنسية ودينية مختلفة ممثلين ولكن أنهم أيضا مشاركون بشكل بناء."

 شيبون إيرفينغ قالت إنها لاحظت مؤخرا تحسنا من ناحية تعرضهم للتمييز، وكان جزء من ذلك هو جهود مجموعة المسلمين المثليين في سيدني: "عقدنا ورش عمل، دعونا فيها مقدمي خدمات الصحة النفسية وممثلين عن بعض تلك المنظمات والذين جاءوا ليس فقط ليعرفوا عن الإسلام ولكن أيضا ليتعلموا عن التنوع الإسلامي."
أحد المشاكل الشائعة الأخرى هي الضغوط التي يتعرض لها المسلمين المثليين من مجتمع المثليين الأوسع لحثهم على الإعلان عن مثليتهم. وقالت إيرفينغ "الكثيرون من مجتمع المثليين يعتقدون أن الطريق الوحيد لتحقيق التوازن وعيش حياة سعيدة ومشبعة أن يعلن المرء مثليته، أن تكون الميول الجنسية علنية للغاية."

وأضافت "عادة ما يتم الاحتفاء بإعلان المثلية الجنسية، ولكن هناك البعض من المسلمين يشعرون براحة أكبر، عندما يدعون أشخاص مختارين للتعرف على الجانب المثلي في حياتهم."
The Few Who Do
The Few Who Do Source: Pexels, Sharon McCutcheon
وقالت إيرفينغ إنه على الرغم من أن المثلية قد تكون جزء رئيسي من هويتهم إلا أن البعض يختار ألا يعلنها للجميع، ولكن هذا يقابل بأحكام من مجتمع المثليين الأوسع: "تلك النظرة للأمور عادة ما يتم رؤيتها بشكل سلبي للغاية من قبل مجتمع المثليين الأوسع والذي لا يفهم أفراده، لماذا لا يرغب هذا الشخص بالاحتفاء بهويته الجنسية."

وأضافت "الأمر كما لو كان هؤلاء يخبروننا كيف نكون مثليين، وهذا أمر يواجهه الكثير مننا."

لم يصل جميع أفراد المجموعة إلى نفس المرحلة، فبعضهم متصالح تماما مع هويته كمسلم ومثلي والبعض الآخر ما زال يواجه تحديات للتوفيق بينهما. لكن المجموعة تسعى لتوفير بيئة متقبلة وداعمة لكل أفرادها بغض النظر عن وضعهم والمرحلة التي وصلوا إليها.

وقالت إيرفينغ "الأمر الوحيد الذي لا نتسامح معه هو العنف، فنحن ضد جميع أنواع العنف ولا يمكن أن نبرر أي شكل من أشكاله."

هذا يشمل العنف الجسدي والمعنوي كما تقول إيرفينغ: "نعتقد أنه من المقبول أن تكون مثليا ومسلما وتختار ألا تسبب مشاكل في مجتمعك أو في أسرتك، هذا أمر نقبله ونحترمه."

لكنها أكدت "لكننا لا نقبل أن تقوم الجاليات أو العائلات بممارسة العنف بحق المسلمين المثليين، ولن نلتمس لهم الأعذار فنقول مثلا: هذه هي معتقداتهم. لن نقبل ذلك." 


شارك
نشر في: 28/02/2020 11:17am
آخر تحديث: 2/03/2020 10:03am
By Abdallah Kamal