القيود التي فرضتها الحكومة على قطاع واسع من الأنشطة في البلاد غير من نمط حياة أغلب الأستراليين، حيث وجد الكثيرون أنفسهم معزولين في المنزل. هذا التغيير الذي طال كافة جوانب الحياة طرح أسئلة بخصوص أغلب أنشطة الحياة اليومية ومن بينها ممارسة الجنس.
هل يمكن ممارسة الجنس أثناء العزل؟ هل يمكن التعرف على شركاء جدد خلال الازمة؟ هذه هي نصائح الخبراء فيما يتعلق بالوضع في أستراليا في الوقت الراهن.
هل يمكن أن أمارس الجنس أثناء فترة تفشي الوباء؟
لنكن صادقين، الوضع الآن غير معتاد والجميع يتلفت حوله عند التعامل مع أي شخص آخر. أغلبنا متفق على ضرورة عدم مغادرة المنزل وإلغاء أي مشاريع في الخارج إلا للضرورة. لكن العزل الذي نعيشه لا ينطبق على الجميع بنفس الدرجة، فهناك من قرر عزل نفسه اختياريا وهناك أشخاص تحت الحجر الصحي لأنهم عادوا من الخارج مؤخرا أو كانوا مخالطين لأحد الحالات المؤكدة بفيروس كوفيد-١٩ أو هم أنفسهم أصيبوا بالمرض ولكن حالتهم مستقرة ولا تستدعي الذهاب إلى المستشفى.
لنبدأ بالعزل الاختياري، هل يمكن ممارسة الجنس؟
لو لم تسافر مؤخرا ولم تتصل بأي شخص من الحالات المؤكدة فإنك في عزل اختياري حيث تحافظ على قواعد التباعد الاجتماعي. الحكومة دعت الناس إلى إلغاء كل الأنشطة الاجتماعية غير الضرورية، فماذا عن الجنس؟
بول هانتر بروفيسور في كلية الطب في جامعة إيست أنجليا في المملكة المتحدة ولديه نصيحة مباشرة: "لو أنه لا تبدو عليك أي أعراض لكنك تمارس التباعد الاجتماعي، فلا يوجد أي مانع من الاستمرار في ممارسة الجنس مع شريك الحياة إن كنتم تقيمون معا."
وأضاف هانتر "لو كانت حياتك الجنسية بوهيمية أكثر ولا يمكنك ممارسة الجنس إلا من خلال الاختلاط بعدد من الناس، فالنصيحة الطبية ألا تفعل هذا وابق في المنزل. هذه النصيحة مهمة خاصة لو كنت من الفئات الأكثر عرضة للخطر."
ماري-لويز ماكلوز بروفيسورة في علم الأوبئة وعدوى المستشفيات والسيطرة على الأمراض المعدية في جامعة UNSW. ماكلوز اتفقت على أن العزل الاختياري لا يشكل عائقا أمام الحياة الحميمة: "لو حدث لك أي شيء جعلك تشتبه في الإصابة وبالتالي تدخل الحجر الصحي، فالأمر مختلف، أما في الوقت الراهن فإنك تشارك الجراثيم مع شريك حياتك على كل حال، فأنتم قريبين للغاية من بعضكم."
وأضاف البروفيسورة "الفكرة من التباعد الاجتماعي أن تبقي مسافة بينك وبين الأغراب وليس مع الشريك الحميم أو أفراد العائلة المقربين."
هل يختلف الأمر عند الخضوع للحجر الصحي لمدة أسبوعين؟
البروفيسورة ماري لويز ماكلوز والتي تعمل أيضا كمستشارة لمجموعة التحضير لمواجهة فيروس كوفيد-١٩ التابعة لمنظمة الصحة العالمية قالت إنه بالتأكيد لا يجب ممارسة الجنس خلال تلك الفترة. بل الأفضل ألا يكون المعزول إلزاميا في نفس المكان مع أي شخص غير خاضع للعزل.
وقالت ماكلوز "في أستراليا لا نطبق القواعد المطبقة في بلدان أخرى مثل سنغافورة، حيث يذهب الشخص بعيدا عن العائلة للخضوع للعزل." وأضافت "الناس الخاضعين للعزل إلزاميا في أستراليا يمكنهم البقاء في المنزل ومشاركة العيش مع آخرين لحين ظهور النتيجة أو انقضاء مدة العزل، وغالبا ما تكون أفعالهم غير مراقبة على الإطلاق."
وفي ظل تلك الظروف فإن البروفيسورة ماكلوز تنصح أي شخص خاضع للحجر الصحي في المنزل ألا يختلط بالآخرين قدر الإمكان، هذا يعني النوم في غرف منفصلة واستخدام الحمام في أوقات مختلفة وتطهيره بالكحول بعد الاستخدام والأكل بشكل منفصل.
ماذا عن العلاقات الجنسية العابرة في عصر الكورونا؟
الأمر واضح، لا يجب ممارسة الجنس العابر في الوقت الراهن. كما تقو البروفيسورة ماكلوز، الهدف من جهود التباعد الاجتماعي الآن هو تقليل اختلاطنا بالغرباء لذا "فإنه حان الوقت للحصول على إجازة من الجنس العابر."
وأضافت "الناس الموجودة في دائرتك الاجتماعية المقربة، ستعرف إن كانوا قد سافروا مؤخرا أو اختلطوا بمسافرين أو أي شخص في إحدى سفن الرحلات."
"ولكن بالنسبة لشريك الجنس العابر، فإن الأمر سيتطلب منهم الكشف الكامل عن تفاصيل حياتهم، بل أنهم في كثير من الأحيان لا يعرفون إن كانوا معرضين لخطر التقاط العدوى أو لا. لذا من وجهة نظر علم الأوبئة سأقول قلل الخطر وربما تحصل على إجازة من الجنس العابر في الوقت الراهن."
هل هناك ممارسات جنسية أكثر أمانا أو خطرا؟ وهل يجب أن ارتدي كمامة خلال الجنس؟
لو كنت تبحث عن نصيحة بخصوص الجنس الآمن في عصر الكورونا فإن حكومة مدينة نيويورك قد أصدرت دليلا به كل المعلومات التي تحتاجها من أجل ممارسة آمنة للجنس خلال عصر الوباء. الدليل به بعض النصائح المفيدة منها مثلا "أنت أكثر شريك أمن للجنس." هذا يعني أن ممارسة الجنس وحيدا أو العادة السرية هي أكثر الممارسات الجنسية أمانا طالما تغسل يديك جيدا وأي ألعاب جنسية تستخدمها قبل وبعد الممارسة.
هذا الدليل يشمل أيضا تفصيلا للمخاطر الناجمة عن الأفعال الجنسية المختلفة، فمثلا الأفعال الجنسية التي تشمل الفم وعلى رأسها التقبيل هي الأكثر خطورة لأن كوفيد-١٩ موجود بشكل رئيسي في اللعاب، في المقابل فإن الأعضاء التناسلية والسوائل التي تفرزها لا يمكن أن تنقل الفيروس.
وقالت البروفيسورة ماكلوز إنه في الوقت الراهن يجب على الجميع الحد من شركاء العلاقات الحميمة إلى أقل قدر ممكن وممارسة الجنس عن طريق الأفعال الأقل خطورة. وعلى كل حال، فإن إصابة الشريك الحميم بكورونا فإن أي فعل جنسي يعرضك لخطر العدوى.
"من الصعب تحيل أنه من الممكن ممارسة الجنس والطرفان على بعد 2.5 متر من بعضهما حتى لا يتم نقل الفيروس أثناء التنفس أو اللهاث أو الضحك أو أي نشاط آخر يشمل التنفس وتبادل الأوكسجين في مساحة صغيرة ومغلقة." كما تصف الأمر البروفيسورة ماكلوز.
ما هو الملخص؟
لو كنت خاضعا للحجر الصحي، حتى في المنزل ودون ظهور أعراض فلا تمارس الجنس. لو كنت تحت العزل الاختياري يمكنك ممارسة الجنس ولكن عليك الإبقاء على الممارسة مع الشخص الذي تعيش له أو الشريك الذي تعرفه جيدا وتراه بانتظام. في الوقت الراهن لا يجب الدخول في علاقات جنسية عابرة على الإطلاق.