تغيُّر النصيحة الطبية: هل يجب ارتداء قناع للوقاية من فيروس كورونا؟

في أستراليا تبحث السلطات الصحية ما إذا كان يجب تغيير النصيحة لغير المصابين بالفيروس بارتداء أقنعة الوجه.

Federal Government distributing surgical mask
بعد الحديث عن عدم فائدة الأقنعة الواقية حين لا يكون من يضعها مصابا بفيروس كورونا، تغير الخطاب الرسمي في عدة دول هذا الأسبوع. 

التحول الأبرز في الموقف جاء من الولايات المتحدة بعدما أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن السلطات الصحية باتت تنصح الآن الأميركيين بوضع الأقنعة الواقية حين يخرجون من منازلهم. 

 في أستراليا تبحث السلطات الصحية ما إذا كان يجب تغيير النصيحة لغير المصابين بالفيروس بارتداء أقنعة الوجه، لكن خبراء أستراليا يؤكدون أنه لا توجد حاجة لارتدائها في هذه المرحلة. 

وقال د. بول كيلي نائب طبيب الكومنولث، إن أقنعة الوجه هي معدات وقائية حاسمة للعاملين في مجال الصحة، لكنها "غير موصى بها للجمهور الأسترالي". 

وقال البروفيسور كيلي حتى لو كان هناك عدد غير محدود من الأقنعة ، فإنه لا يزال لا ينصح الجميع باستخدامها. 

منذ بدء انتشار الوباء، دأبت منظمة الصحة العالمية والعديد من الحكومات على القول إن الأقنعة يجب أن يستخدمها فقط المعالجون الطبيون والمرضى والأشخاص المحيطون بهم مباشرة، قائلين إنهم يستندون في هذا الرأي إلى معطيات علمية. 

وقال رئيس المركز الصيني لضبط ومراقبة الأمراض غاو فو في 27 آذار/مارس في مجلة "ساينس" إن "الخطأ الكبير في الولايات المتحدة وأوروبا، برأيي، هو أن الناس لا يضعون الأقنعة الواقية". 

في الولايات المتحدة تحدث قال مدير معهد الأمراض المعدية أنطوني فاوتشي، العضو في فريق عمل البيت الأبيض حول فيروس كورونا "الفيروس يمكنه في الواقع الانتقال بين الأشخاص الذين يقومون بمجرد التحدث وليس فقط حين يسعلون أو يعطسون". 

واستنادا الى هذا الاحتمال، أوصت السلطات الصحية الأميركية بوضع الأقنعة.

وكان رئيس بلدية نيويورك بيل دي بلازيو استبق هذه التوصية حين طلب الخميس من سكان الولاية أن يغطوا وجوههم حين يخرجوا من منازلهم. وقال ان ذلك يمكن أن يتم عبر وضع "وشاح أو عصابات رأس أو شيء تصنعونه انتم". 

ولتجنب التهافت على شراء الأقنعة الطبية، يجري تشجيع وضع هذه الكمامات المصنعة منزليا أو من القماش في مختلف أنحاء العالم. 

ويؤكد العلماء الذين يشجعون على ذلك أنها تؤدي الى تجنب إصابة آخرين الى جانب حماية من يضعها. 

في ألمانيا، شجع معهد روبرت كوخ، المؤسسة المرجعية للصحة العامة، المواطنين الجمعة على ارتداء أقنعة مصنوعة منزليا في الأماكن العامة. 

وقال رئيس المعهد لوثار فيلير إنه "لا يوجد دليل علمي حتى الآن" على أنها تحد من انتشار الفيروس، لكن ذلك "يبدو معقولاً". 

وشاطرته وجهة النظر هذه أكاديمية الطب في فرنسا التي قالت الجمعة إن وضع القناع يجب ان يكون إلزاميا حين يخرج الناس من منازلهم خلال اجراءات العزل وحتى بعد انتهاء العمل بها. 

أخيرا في أوروبا الشرقية فان الأقنعة إلزامية، على سبيل المثال في الجمهورية التشيكية وسلوفينيا والنمسا عند الدخول الى السوبرماركت. 

من جهتها، لا تزال منظمة الصحة العالمية متمسكة بموقفها الأساسي خشية أن يعطي الاستخدام المعمم للقناع "شعورا خاطئا بالأمان" ويجعل الناس ينسون التدابير الأساسية التي لا غنى عنها للحماية من الفيروس وهي التباعد الإجتماعي وغسل اليدين. 

لكن مديرها تيدروس أدهانوم غيبريسوس أقر الأربعاء بان المنظمة لا تزال "تقيم الاستخدام المحتمل للقناع الواقي بطريقة أوسع نطاقا". 

وقال "إن الوباء في تطور والأدلة وآراءنا أيضا".


شارك
نشر في: 5/04/2020 10:36am
آخر تحديث: 5/04/2020 5:35pm
By Ali Bahnasawy
المصدر: AFP, SBS