النقاط الرئيسية:
- أعلنت إيران والسعودية الجمعة استئناف علاقاتهما الدبلوماسية المقطوعة منذ 2016
- كتب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان في تغريدة أنّ عودة "العلاقات الطبيعية بين إيران والسعودية توفّر زخما كبيرا للبلدين والمنطقة والعالم الإسلامي"
- ذكر البيان المشترك أنّ البلدين اتّفقا في المحادثات التي أجريت بين 6 و10 آذار/مارس على "احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية"
جاء في بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية (واس) ووكالة أنباء "إرنا" الإيرانية الرسمية، أنه على أثر محادثات، "تم توصل المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى اتفاق يتضمن الموافقة على استئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما وإعادة فتح سفارتيهما وممثلياتهما خلال مدة أقصاها شهران".
انقطعت العلاقات بين الرياض وطهران عام 2016، عندما هاجم محتجّون إيرانيون البعثات الدبلوماسية السعودية في إيران بعدما أعدمت المملكة رجل دين شيعيًّا معارضًا يُدعى نمر النمر.
وأوردت وكالة إرنا أن أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني الأدميرال علي شمخاني أجرى محادثات مكثفة مع نظيره السعودي في الصين "من أجل حل المشكلات بين طهران والرياض بشكل نهائي".
منذ نيسان/أبريل 2021، استضاف العراق سلسلة اجتماعات بين مسؤولين أمنيين من البلدين الخصمين لتقريب وجهات النظر.
وكتب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان في تغريدة أنّ عودة "العلاقات الطبيعية بين إيران والسعودية توفّر زخما كبيرا للبلدين والمنطقة والعالم الإسلامي".
وتابع "سياسة الجوار، باعتبارها المحور الرئيسي للسياسة الخارجية للحكومة... تتحرّك بقوة في الاتجاه الصحيح، ويعمل الجهاز الدبلوماسي بنشاط وراء إعداد مزيد من الخطوات الإقليمية".
من جهته، كتب نظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان على تويتر "يأتي استئناف العلاقات الدبلوماسية بين المملكة وإيران انطلاقا من رؤية المملكة القائمة على تفضيل الحلول السياسية والحوار، وحرصها على تكريس ذلك في المنطقة".
وتابع "يَجمع دول المنطقة مصيرٌ واحد، وقواسم مشتركة، تجعل من الضرورة أن نتشارك سويًّا لبناء أنموذجٍ للازدهار والاستقرار لتنعم به شعوبنا".
ورحّبت واشنطن بالاتّفاق لكنّها أضافت أنه ينبغي رؤية "ما إذا كانت إيران ستفي بالتزاماتها".
وقال الناطق باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي "سنرى... إذا كان الإيرانيون سيحترمون جانبهم من الاتفاق. فهذا ليس نظامًا يفي بكلامه عادةً".
أما الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش فقال في بيان إن "علاقات حسن الجوار بين إيران والمملكة العربية السعودية أساسية لاستقرار منطقة الخليج".
من جهتها، رحّبت فرنسا مساء الجمعة بالإعلان عن استئناف العلاقات الدبلوماسيّة بين السعودية وإيران، داعيةً في الوقت نفسه طهران إلى "التخلّي عن أعمالها المزعزعة للاستقرار".

Iran's National Security Council official Ali Shamkhani, Chinese foreign affairs official Wang Yi, and Saudi Arabian national security adviser Musaid Al Aiban meet in Beijing on 10 March 2023. Source: AAP / Nournews agency
من جهته، قال الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله "هذا تحوّل جيّد. لماذا نكون سعداء؟ لأن لدينا ثقة في أنه لن يكون على حساب شعوب المنطقة، بل لمصلحة شعوب المنطقة".
ورحّب وزير الخارجيّة اللبناني عبد الله بو حبيب بالاتّفاق، معتبرًا أنه "سيترك أثره الإيجابي على مجمل العلاقات الإقليمية في المرحلة المقبلة".
وأعرب الأردن عن أمله في أن "تُسهم هذه الخطوة في تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، وبما يحفظ سيادة الدول وعدم التدخّل بشؤونها الداخليّة وبما يخدم المصالح المشتركة".
كذلك، رحّبت الإمارات العربية المتحدة وقطر باستئناف العلاقات بين إيران والسعودية، فضلًا عن موقفين مماثلين صدرا عن منظمة التعاون الإسلامي ومجلس التعاون الخليجي.
أمّا في إسرائيل، عدوّة إيران اللدودة، فقد اعتبر زعيم المعارضة يائير لبيد أنّ "الاتّفاق بين السعودية وإيران يشكّل فشلًا تامًّا وخطرًا لسياسة الحكومة الإسرائيليّة الخارجيّة".
احترام السيادة
في بيانهما المشترك، شكرت إيران والسعودية "العراق وسلطنة عمان لاستضافتهما جولات الحوار التي جرت بين الجانبين خلال عامي 2021-2022". كما أعرب الجانبان عن "تقديرهما وشكرهما لقيادة وحكومة جمهوريّة الصين الشعبيّة على استضافة المحادثات ورعايتها وجهود إنجاحها".
وتعدّ الجمهورية الإسلاميّة والسعوديّة أبرز قوّتَين إقليميّتَين في الخليج، وهما على طرفَي نقيض في معظم الملفّات الإقليميّة، وأبرزها النزاع في اليمن، حيث تقود الرياض تحالفًا عسكريًا داعمًا للحكومة المعترف بها دوليًّا، وتَتّهم طهران بدعم المتمرّدين الحوثيّين الذين يسيطرون على مناطق واسعة في شمال البلاد أبرزها صنعاء.
كذلك، تبدي السعودية قلقها من نفوذ إيران الإقليمي وتتّهمها بـ"التدخّل" في دول عربيّة مثل سوريا والعراق ولبنان، وتتوجّس من برنامجها النووي وقدراتها الصاروخيّة.
وقد ذكر البيان المشترك أنّ البلدين اتّفقا في المحادثات التي أجريت بين 6 و10 آذار/مارس على "احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية".
واتّفقا كذلك على أن يعقد وزيرا خارجيّتَيْهما اجتماعًا لتفعيل الاتفاق وترتيب تبادل السفراء ومناقشة سبل تعزيز العلاقات. واتّفقا أيضًا على تفعيل اتّفاقية التعاون الأمني بينهما والاتفاقية العامّة للتعاون في مجال الاقتصاد والتجارة والاستثمار والتقنية والعلوم والثقافة والرياضة.
تقارب اقليمي
كانت دول خليجيّة أخرى خفّضت علاقاتها مع إيران بعد حادثة العام 2016. لكن في أيلول/سبتمبر الماضي، رحّبت طهران بعودة السفير الإماراتي بعد غياب دام ست سنوات. وأعلنت إيران أنّ الكويت أرسلت أول سفير لها إلى طهران منذ سبعة أعوام.
ويأتي الاتّفاق على إعادة العلاقات بين طهران والرياض، في خضمّ محاولات دبلوماسيّة لترسيخ الاستقرار في المنطقة.
وقد رحّب عبد اللهيان الخميس في دمشق بانفتاح دول عربيّة على سوريا بعد الزلزال الدامي الذي ضربها بشكل متزامن مع تركيا.
وقال إنّ طهران التي دعمت دمشق خلال الصراع المستمرّ منذ 12 عاما، ستنضمّ إلى جهود المصالحة بين سوريا وتركيا التي تدعم منذ فترة طويلة جماعات معارضة للرئيس السوري بشار الأسد.
كذلك، شهدت العلاقات بين الرياض وأنقرة في الفترة الأخيرة تقاربًا بعد الخلاف الذي تسبّب به مقتل الصحافي السعودي المنتقد للحكومة جمال خاشقجي في قنصليّة المملكة في اسطنبول عام 2018 على أيدي عناصر سعوديين.
وسعى الرئيس التركي رجب طيّب إردوغان بشدّة إلى إحياء العلاقات الثنائيّة على غرار عمله على إصلاح العلاقات مع الإمارات، وهي خطوة وصفها محللون بأنها مدفوعة إلى حد كبير باعتبارات اقتصادية.
وبحسب الباحثة في معهد "مجموعة الأزمات الدولية" دينا اسفندياري، فإنّ الاتفاق "نوع من تمهيد الطريق للقوتين العظميين في المنطقة لبدء حل خلافاتهما".
يمكنكم أيضاً الاستماع لبرامجنا عبر أو عبر تطبيق SBS Radio المتاح مجاناً على