العالم يتخطّى عتبة مليون إصابة يومية بكوفيد-19 وإسرائيل تستعد لإعطاء جرعة رابعة معزّزة من اللقاح

تجاوز العالم العتبة الرمزية لمليون إصابة يوميًا للمرة الأولى في الأسبوع الممتد من 23 إلى 29 كانون الأول/ديسمبر، بحسب تعداد أجرته وكالة فرانس برس، عشية الاحتفالات بالعام الجديد التي سيخيّم عليها شبح كوفيد مجددا.

A young man walks past a coronavirus vaccination centre in Jerusalem, Wednesday, Dec. 22, 2021.

A young man walks past a coronavirus vaccination centre in Jerusalem, Wednesday, Dec. 22, 2021. Source: AP

سُجّلت أكثر من 7,3 مليون إصابة جديدة بكوفيد-19 في الأيام السبعة الأخيرة، أي بمعدّل 1,045,000 إصابة يوميًا، بارتفاع بنسبة 46% مقارنة بالأسبوع المنصرم، حسبما أظهر تعداد أجرته وكالة فرانس برس الخميس من خلال الأرقام المُسجّلة في كلّ الدول.


النقاط الرئيسية

  • تجاوز العالم العتبة الرمزية لمليون إصابة يوميًا للمرة الأولى في الأسبوع الممتد من 23 إلى 29 كانون الأول/ديسمبر
  • سبب أوميكرون حاليا ارتفاعا حادا في عدد الإصابات في العديد من البلدان الأوروبية التي سجل بعضها أرقاما قياسية منذ بداية الوباء
  • إسرائيل تعطي الضوء الأخضر لجرعة رابعة معزّزة من اللقاح لمن هم عرضة للخطر في مسعى لمواجهة انتشار المتحورة أوميكرون

وفي مواجهة "تسونامي" الإصابات بكوفيد-19 الذي يُنهك الأنظمة الصحية، قررت العديد من العواصم والمُدُن، منها باريس ومكسيكو وأثينا وبرشلونة، فرض قيود على الاحتفالات بالعام الجديد بالإضافة إلى الاجراءات المُتّخذة في الأيام الأخيرة بهدف كبح انتشار كوفيد-19. 

وألغت مدن برازيلية عديدة، مثل ساو باولو، الاحتفالات المقررة بالعام الجديد.

في فرنسا التي سجلت الاربعاء عدداً غير مسبوق من الاصابات اليومية  تجاوز 200 ألف حالة، ستغلق الملاهي الليلية ليلة 31 كانون الأول/ديسمبر ولأسابيع عدة أخرى.
في باريس حيث تم فرض وضع الكمامة في الشارع، وبمناسبة رأس السنة، أعلنت السلطات أن الحانات ستغلق السبت الأول والأحد الثاني من كانون الثاني/يناير 2022 عند الساعة 02,00 بالتوقيت المحلي.

وفي اليونان، ستغلق الحانات والمطاعم عند منتصف الليل. وسيسمح لها بفتح أبوابها ليلة 31 كانون الأول/ديسمبر حتى الساعة الثانية صباحا.

ولا موائد كبيرة أيضا ليلة رأس السنة في اليونان التي سجلت الأربعاء عددا قياسيا جديدا من الإصابات بلغ 28828 حالة جديدة. واعتبارا من الخميس وحتى 16 كانون الثاني/يناير سينحصر عدد المجتمعين حول الطاولات في المطاعم بستة أشخاص على الأكثر.

وقال وزير الصحة اليوناني تانوس بليفريس في رسالة متلفزة الأربعاء إن "الموسيقى ستحظّر"، في محاولة للحد من رغبات مواطنيه في الخروج ليلة رأس السنة.

في إسبانيا، أُلغيت الاحتفالات في معظم المناطق. ولن تقيم تسع من المدن العشر الأكثر اكتظاظًا بالسكان في البلاد احتفال "الكامباناداس"، وهو قرع الاجراس عند حلول العام الجديد. ويجري التقليد بأن يتناول الإسبان اثنتي عشرة حبة عنب عند قرع الجرس منتصف الليل.
وحدها مدريد حافظت على الاحتفال ضمن حد أدنى من المراسم في ساحة بويرتا ديل سول الشهيرة، بحضور محدود قدره 7 آلاف شخص، ومع وضع الكمامة، مقابل 18 ألف في عام 2019، أي قبل ظهور الجائحة.

ومن جهته، لن يقوم البابا فرنسيس بزيارته التقليدية لمناسبة رأس السنة إلى مغارة ساحة مار بطرس الجمعة بسبب الأخطار اللاحقة بهذا النوع من التجمعات، حسبما أعلن الفاتيكان الخميس.

في مكسيكو ألغى مجلس المدينة احتفالات رأس السنة بينما منعت قبرص الرقص في الأماكن العامة.

وفي ألمانيا حيث ستبقى الملاهي الليلية مغلقة ليلة رأس السنة، حذر وزير الصحة الألماني كارل لوترباخ من أن القيود الجديدة التي دخلت حيز التنفيذ الثلاثاء "لن تكون كافية" في مواجهة المتحورة أوميكرون التي يتوقع أن تسبب "ارتفاعا حادا" في عدد الإصابات في الأسابيع المقبلة.

تسونامي إصابات

سبب أوميكرون حاليا ارتفاعا حادا في عدد الإصابات بكوفيد-19 في العديد من البلدان الأوروبية التي سجل بعضها أرقاما قياسية منذ بداية الوباء.

وتحدثت منظمة الصحة العالمية الأربعاء عن "تسونامي" يشكل "ضغطا هائلا على عاملين صحيين منهكين وأنظمة صحية على حافة الانهيار"، بعد عامين على بدء وباء أودى بحياة أكثر من 5,4 ملايين شخص.
وستقوم المستشفيات البريطانية التي تواجه "حالة حرب" ضد المتحورة أوميكرون بانشاء بنى مؤقتة لاتاحة نحو 4 آلاف سرير إضافي تحسباً لاستقبال موجة من المصابين، وفق ما اعلنت هيئة الصحة العامة الخميس.

في إنكلترا بشكل خاص، استقبلت المستشفيات أكثر من عشرة آلاف حالة إصابة بكورونا، وهو عدد لم يسبق له مثيل منذ مطلع آذار/مارس.

وفي أوروبا، تواجه عدة دول أعدادا قياسية للإصابات مثل ايسلندا أو فنلندا (نحو عشرة آلاف إصابة جديدة خلال 24 ساعة)، ما أدّى بها إلى تعليق استخدام شهادة اللقاح للدخول إلى بعض الاحتفالات، معتبرة إياها غير كافية. 

وسجلت الدنمارك التي تعد حاليا صاحبة أعلى معدل من الإصابات مقارنة بعدد السكان بين دول العالم، عددا قياسيا جديدا بلغ 23228 إصابة خلال 24 ساعة.

والأمر نفسه تشهده اسبانيا مع أنها تعتبر من أفضل الدول في حلات التطعيم. وقد سجلت 161,688 إصابة جديدة في 24 ساعة.

وفي إيطاليا أيضا الوضع متأزم. وقال الدكتور مارتشيزي مدير الصحة في مستشفى كاسالبالوكو في ضواحي روما الذي يستقبل حاليا 111 مريضا علما أن قدرته القصوى تبلغ 120 سريرا "نحن غارقون في طلبات دخول المستشفى (...) الضغط مستمر. هذا الوضع مستمر منذ قرابة شهر".

وتواجه الولايات المتحدة أيضا ارتفاعا قياسيا في عدد الإصابات بأوميكرون، المتحورة الأكثر انتشارا.
أوصى مسؤولو الصحة الأميركيون بتجنب الرحلات البحرية حتى بالنسبة إلى الأشخاص الذين تلقوا اللقاح، وذلك بسبب زيادة عدد الإصابات على متن السفن السياحية منذ ظهور المتحورة أوميكرون.

لكن حتى الآن، لم يؤد تفاقم تفشي الوباء إلى زيادة إجمالية في عدد الوفيات الذي يتراجع منذ ثلاثة أسابيع في العالم.

في الصين التي تواجه انتشارا للوباء قبل أقل من أربعين يوما من دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين، اتخذت السلطات إجراءات أكثر صرامة.

فبعد مدينة شيآن التي تخضع لحجر صحي منذ أسبوع وتواجه حاليا صعوبات في الإمدادات، سيمضي عشرات الآلاف من سكان حي في مدينة يانان التي تبعد 300 كلم عن شيآن راس السنة في منازلهم في حجر صحي.

إسرائيل تعطي الضوء الأخضر لجرعة رابعة معزّزة من لقاح كورونا

تسلّمت إسرائيل الخميس شحنة أولى من عقار "فايزر" المضاد لكوفيد-19 وأعطت الضوء الأخضر لجرعة رابعة معزّزة من اللقاح لمن هم عرضة للخطر، في مسعى إلى تكثيف الجهود لمواجهة انتشار المتحورة أوميكرون.

وقال رئيس الوزراء نفتالي بينيت إثر وصول الحمولة إلى مطار تل أبيب "بفضل التدابير التي أخذناها على وجه السرعة، وصل الدواء سريعا إلى إسرائيل وهو سيساعدنا على تخطّي موجة أوميكرون المقبلة في أوجها".

ولم ترد وزارة الصحة على طلب وكالة فرانس برس الاستفسار عن كمّية حبوب الدواء التي تسلّمتها.
وكانت الوكالة الأميركية للأغذية والعقاقير (اف دي ايه) قد أجازت الأسبوع الماضي استخدام عقار "باكسلوفيد" من "فايزر" للأشخاص العرضة لخطر شديد والذين تبلغ أعمارهم 12 عاما أو أكثر.

وأظهرت تجارب سريرية شملت أكثر من 2200 شخص قدرة هذا العلاج على خفض الوفيات والحاجة إلى دخول المستشفى بنسبة 88 % لدى الأشخاص العرضة للخطر، وقت تناوله في الأيام الخمسة التي تلي ظهور الأعراض.

وقال ران باليسير رئيس هيئة الخبراء الوطنية المعنية بكوفيد-19 في إسرائيل إن العقار "قد يخفّض إلى حدّ بعيد خطر الإصابة بشكل خطر من المرض، ما من شأنه أن يخفّف أيضا العبء على المستشفيات".

وأوضح أن الأدوية هي "عامل أساسي" لجبه أوميكرون "إلى جانب اللقاحات والكمّامات".

ويؤكّد الخبراء أن هذا الدواء الذي يُعطى عبر الفمّ يقوّض قدرة الفيروس على التكاثر، متوقّعين له أن يقاوم المتحوّرات.

وتقتصر أبرز العلاجات ضدّ كوفيد-19 راهنا على أجسام مضادة مصنّعة والمضاد الفيروسي "ريمديسيفير" من "غيلياد"، وهما عقاران يعطيان بالحقن.

وقد دفعت الولايات المتحدة 5,3 مليارات دولار للحصول على 10 ملايين حبّة من دواء "فايزر" الجديد، فضلا عن 2,2 مليار دولار لعلاج مختبرات "ميرك" الذي يبدو أقلّ فعالية.

وأجازت الهيئة الناظمة للأدوية في الاتحاد الأوروبي للبلدان الأعضاء استخدام دواء "فايزر" المضاد لكوفيد-19 في مسار معجّل قبل الموافقة الرسمية عليه.

ووصل الدواء إلى إسرائيل في وقت يشهد البلد ارتفاعا شديدا في عدد الإصابات.

وكشفت السلطات الصحية تسجيل أربعة آلاف إصابة جديدة الأربعاء، في مستوى قياسي لم يُشهد له مثيل منذ أيلول/سبتمبر.

وتوقّع وزير الصحة الإسرائيلي نيتسان هورفيتس الخميس موجة إصابات بأوميكرون "ليست بالطويلة تشهد انتشارا سريعا للفيروس".

وكان رئيس الوزراء قد أعلن الأسبوع الماضي أنه يجوز للإسرائيليين الذين تخطّوا الستين من العمر وللطواقم الطبية الحصول على جرعة رابعة معزّزة من اللقاح.

وهو قال الخميس "كما كنّا روّادا في العالم في إعطاء الجرعة الثالثة والرابعة المعزّزة من اللقاح، لا نزال في الصدارة مع توفير حبوب دواء لمواطني إسرائيل".
وقد أجاز مدير وزارة الصحة نحمان أش إعطاء جرعة رابعة من اللقاح للأشخاص الضعفاء المناعة. وهو صرّح "أعطيت الضوء الأخضر بالاستناد إلى أبحاث تظهر منافع اللقاح، بجرعته الرابعة، بالنسبة إلى هذه الفئة من السكان التي هي أكثر عرضة للخطر بعد بفعل أوميكرون".

وأعلن مركز شيبا الطبي قرب تل أبيب أنه سيبدأ توفير جرعة رابعة للأشخاص الذين خضعوا لزرع قلب.

وتلقّى نحو 4,2 ملايين إسرائيلي من أصل 9,4 ملايين ثلاث جرعات من اللقاحات المضادة لكوفيد-19.

إذا كنت تعاني من أعراض البرد أو الأنفلونزا، ابق في المنزل ورتب موعدا للفحص عن طريق الاتصال بطبيبك أو الاتصال بالخدمة الوطنية للمعلومات الصحية عن فيروس كورونا على الخط الساخن 1800 020 080.

          


شارك
نشر في: 31/12/2021 10:55am
المصدر: AAP, SBS