عندما قرر عباس وصفا الزواج، شاء القدر أن يخسر عباس عمله كحداد للسيارات. وقالت صفا إن هذا شكل صدمة كبيرة لهما لأن وظيفة عباس كانت تعتبر "آمنة". وقال عباس إنه لم يتوقف عن البحث عن فرصة عمل أخرى في نفس المجال لثلاثة أشهر متواصلة.
النقاط الرئيسية
- خسر عباس وظيفته المربحة كحداد للسيارات
- نصحه أحد الأصدقاء بفتح مصلحة تجارية الكترونية عبر الانترنت
- شجعته صفا بعد أن رأت حماسه وأرادت أن يقضيا وقتا أطول مع أطفالهم
وأضاف: "نصحني أبي أن أستخدم رخصة عملي كحارس أمن وأتجه للعمل في هذا المجال. وفعلا وجدت وظيفة كحارس أمن وحصلت على عقود عمل كثيرة".
"كنت أجلس أمام كاميرات المراقبة 12 ساعة يوميا 7 أيام في الأسبوع".
ومن جهتها كانت صفا معلمة في مركز لرعاية الأطفال وتستقبل أطفالا في منزلها لرعايتهم أيضا في عطلة نهاية الأسبوع بمجموع 45 ساعة أسبوعيا. وكان عباس وصفا والدين لطفلين صغيرين.
كانت رعاية هذين الطفلين أمرا مستحيلا في ظل ساعات العمل الطويلة، وكان تقسيم وقت وجهد رعايتهما بالتساوي بين الوالدين أشبه بالأمر المستحيل.
"لم نعد نرى عباس، كنا نعيش كزوجين منفصلين لكن تحت سقف واحد. كنت أرعى الأطفال وحيدة. وقلت لزوجي عندما يبلغ الأولاد سن الـ 16 لن يشعروا بك كأب قمت بتربيتهم".
وبعد مرور 5 سنوات، سئم الزوجان من العمل كموظفين بينما قام أشخاص غرباء بتربية أطفالهما. فقررا أن يكرسا حياتهما لتعليم أطفالهما بأنفسهما. وكان عليهما إيجاد طريقة لكسب المال وقضاء المزيد من الوقت مع الأطفال.

Source: Supplied
قال عباس: "كنت ذات يوم أتحدث إلى صديق لي وأنا في العمل، وقال لي أن عليه الذهاب الآن ليجني بعضا من مئات الدولارات عن طريق مصلحته التجارية الخاصة من على الانترنت".
"بدأت أفكر فيما قاله، ورحت أجمع ما قد أستطيع جنيه لأسرتي فيما لو بدأت العمل مثل صديقي على الإنترنت، وهو ما قد يزيد من الوقت الذي سأقضيه مع أطفالي".
وفعلا، اتخذ عباس الخطوة الأولى وقام باستشارة صديقه وقرر استثمار مدخرات العائلة، 8 آلاف دولار، في شركة اعلانات الكترونية تروج لمنتجات شركات وتجني نسبة من الأرباح على عمليات البيع.
وكانت صفا قد صدمت عند تفقدها حساب العائلة المصرفي لتجد مدخرات العائلة قد تبخرت منه.
"اتصلت بعباس لأطلب التوضيح، وعندما علمت بالاستثمار الذي قام به لم أستطع أن أعترض عليه أو أن أحبط من معنوياته خاصة وأنه بدا متفائلا للغاية".
وفي غضون شهرين استرد عباس المبلغ الذي استثمره فقرر الاستقالة من عمله كحارس للأمن في أحد مراكز التسوق في بانكستون غرب سيدني.

من حارس أمن ومعلمة في دار لرعاية الأطفال إلى مليونير ومليونيرة في سيدني Source: Safa and Abass Al Chami
وهكذا بدأ الزوجان رحلة العمل عبر الإنترنت ولم يكن لديهما أي خبرة في المنصات الرقمية ولا في المبيعات والتسويق الالكتروني على الإطلاق، لكنهما أصرا على تغيير نمط حياتهما وتعلم مهارات جديدة وتطبيقها في أشهر قليلة.
وفي هذا السياق، استعان عباس بخبير الكتروني قام بتعليمهما وبمساعدتهما على تحقيق النجاح الذي كانا يصبو إليه. وبالفعل انقلبت حياة عباس وصفا رأسا على عقب بفضل اتباعهما التوجيهات والارشادات.
وقالت صفا: "تلقينا التدريب الكامل للتعامل مع المنصات الالكترونية والمبيعات والتسويق وأصبحنا جاهزين لبدء العمل".
"بدأنا بصنع الإعلانات للشركات، ومقابل كل عملية بيع لأي من المنتجات نحقق نسبة من الأرباح".
في غضون الأشهر الستة الأولى، تمكن عباس وصفا من جني أرباح تساوي دخلهما معا لشهر كامل. فتخلى الزوجان عن الوظائف التي سئما من ساعات عملها الطويلة والمضجرة.

في غضون أشهر أصبحا من أنجح أصحاب المصالح التجارية الالكترونية في أستراليا. Source: Safa and Abass Al Chami
وقالت صفا: "استقلت من وظيفتي، وبدأت العمل مع زوجي وأصبحنا قادرين على تمضية الكثير من الوقت مع أطفالنا، وهو أمر كنا نتوق إليه".
"لن أنسى أننا تمكنا من السفر في إجازة لأسبوعين إلى Bali حيث تلقينا خبرا عن أرباح قياسية حققناها ولم تكن المصلحة أكملت سنتها الأولى بعد".
بعد عام واحد من العمل في هذه المصلحة الالكترونية حقق الزوجان مبلغا من المال مكونا من 6 أصفار. وصار حجم فريق عملهما يعد أكثر من 100 موظف.
الآن وبعد مرور 3 سنوات على فتح مصلحتهما التجارية، بات فريق العمل يضم 250 موظفا وما زال يكبر مع الوقت.
قبل وباء الكورونا، سافر عباس وصفا إلى بلدان متعددة، وتحدثا عن مراحل عديدة من رحلتهما المهنية، وألهما المئات حول العالم، ورحبا بطفلهما الثالث في مايو/أيار 2020.
يقول عباس وصفا إن أجمل ما في حياتهما الجديدة هو قضاء الوقت الطويل مع أولادهما وأنهما يعملان في مجال يشعرهما بالسعادة.
وأخيرا قرر الزوجان التحدث علنا عن تجربتهما ونجاحهما على أمل أن تكون قصة نجاحهما ملهمة للآخرين.
ويدعو عباس في كلماته الارشادية كل شخص ليعرف كيف يستخدم الموهبة التي منحه إياها الله ويعمل على تطويرها. وبدورها تشجع صفا الأمهات على خوض مجال العمل وعدم الاكتفاء بالجلوس في المنزل وتربية الأطفال.

Safa and Abbas Al Chami. Source: Provided by source.
وبرأيها: "لقد ولت الأيام التي كان الرجال فيها هم الوحيدون الذين يتعين عليهم إعالة الأسرة. يمكننا أن نقدم الإعالة أيضا والإمكانيات والفرص المتاحة لا حصر لها".
"لدينا فرص الآن أكثر من أي وقت مضى تتيح لنا العمل من المنزل مع أطفالنا، علينا فقط أن نعرف إلى أين نذهب وإلى من نتحدث وماذا نقول".