حققت أستراليا إنجازاً متميزاً مقارنة بالدول الأخرى فيما يتعلق باحتواء فيروس كورونا. ومع إطلاق حملة التطعيم الوطنية، يتزايد عدد الأشخاص المؤهلين لتلقي اللقاح، رغم أن بعض الأستراليين فضلوا الامتناع عن أخذه حالياً.
النقاط الرئيسية
- يشعر البعض بالتردد من أخذ لقاح كورونا نتيجة مخاوف مرتبطة بسلامة اللقاحات
- خبراء يقترحون عدة وسائل لمساعدتك على إقناع من حولك بأهمية تلقي اللقاح
- الاعتراف بالمخاوف ضروري لمساعدة الأشخاص على تقبل فكرة أن اللقاحات ضرورية ومفيدة
قد يكون التحدث إلى أفراد العائلة أو الأصدقاء أو الزملاء حول ترددهم في أخذ اللقاح مسألة حساسة نوعاً ما، لذلك ما هي أفضل طريقة لمناقشة هذا الموضوع؟
إليك بعض النصائح من الخبراء.
كن لطيفاً
تشدد عالمة النفس ساهرا بهارديان أودهيرتي على أهمية تناول الموضوع بلطف وإجراء حديث صريح.
وتقول: "من المهم أن نجري الكثير من النقاشات، دون أن نجعل الآخر يشعر بأنه على خطأ وبأننا على صواب".
ودعت لتشجيع الأشخاص على تقييم الإيجابيات والسلبيات بأنفسهم لمعرفة مصدر مخاوفهم، والتعامل بأسلوب نقدي مع المعلومات التي تصلهم بشأن اللقاحات. عند ذلك يصبحون قادرين على اتخاذ القرار الصائب حول ما إذا كانوا يعتقدون أن اللقاح مفيد لهم ولمجتمعهم.
اقرأ المزيد

مكافآت للأشخاص الذين يتلقون جرعة لقاح كورونا
اذكر الإحصائيات
يقول الدكتور بيلي ستوباس من ملبورن إنه كثيراً ما يتم استشارته بشأن الآثار الجانبية للقاحات فيروس كورونا، لا سيما الجلطات الدموية النادرة المرتبطة بلقاح أسترازينيكا.
ويضيف ستوباس: "نقضي الكثير من الوقت في الحديث عن أساس تلك المخاوف، وعدد الجلطات وكم مرة حدثت والوفيات التي سببتها، لنصل إلى رؤية واضحة".
وكانت المخاوف قد عادت للظهور يوم الخميس 10 حزيران/يونيو بعد وفاة امرأة من نيو ساوث ويلز أصيبت بمتلازمة التخثر التي تعتقد السلطات أنها مرتبطة على الأرجح بجرعة أسترازينيكا، رغم أن الخبراء سارعوا إلى طمأنة الأستراليين بشأن سلامة وفعالية لقاحاتنا بشكل عام.
وتقول السلطات إن فوائد أسترازينيكا تفوق المخاطر الناجمة عنه بكثير.
وحتى يوم الجمعة الفائت، كان 48 شخصاً في أستراليا قد عانوا من الجلطات النادرة، غادر 31 منهم المستشفى.
وكانت وفاة امرأة مؤخراً في نيو ساوث ويلز ثاني حالة تجلط قاتلة من أصل 3.6 مليون جرعة أسترازينيكا، مع تزايد المعرفة حول كيفية تشخيص الجلطات وعلاجها.
وتقول بهارديان أودهيرتي: "خضع علماء الطب والمناعة الذين طوروا هذه اللقاحات لإجراءات صارمة، واللقاحات الحالية هي امتداد للأدوية واللقاحات الموجودة لدينا بالفعل".
ويضيف الدكتور ستوباس: "نحن نعيش في مجتمع يمكننا من خلاله الوصول إلى الأطباء والأدوية بسرعة كبيرة إذا لزم الأمر".
تقبّل المخاوف كأمر طبيعي
تقول بيهارديان أودهيرتي إنه من المهم الاعتراف بأن المخاوف بشأن اللقاح طبيعية ولا ينبغي أن تكون مفاجئة، نظراً لسرعة انتشار اللقاحات حول العالم.
وتضيف أنه في كثير من الأحيان، يمكن أن تتفاقم هذه المخاوف بسبب نقص المعلومات الدقيقة، وتقول، "يتردد الكثير من الناس في الحصول على أنواع التطعيمات التي تشكل جزءاً من حياتنا اليومية العادية، غالباً لأنهم لا يملكون فهماً شاملاً لعمل اللقاحات وتأثيراتها الجانبية".
وتضيف، "عندما لا نأخذ مخاوف الشخص على محمل الجد، قد يصبح دفاعياً ويؤثر ذلك على جهودك لمساعدته في التغلب على مخاوفه وتقبل فكرة أن اللقاحات ضرورية ومفيدة".
تحدث إلى الأصدقاء
بالنسبة إلى ليز جونز، القابلة القانونية من نيو ساوث ويلز، جاء اختيارها للحصول على لقاح الأسبوع الماضي بعد محادثة مع زميلة لها في العمل حصلت على اللقاح.
فقد كانت مترددة في تلقي اللقاح إلى أن شعرت أن هناك معلومات كافية تتيح لها الشعور بالأمان.
وتقول جونز: "كنت أعمل ليلاً مع زميلة أخرى تلقت اللقاح. قالت لي إن الآثار الجانبية للإصابة بكوفيد-19 والمضاعفات طويلة الأمد أسوأ من مخاطر تلقي اللقاح. بمجرد أن قالت ذلك، أصبح الأمر منطقياً تماماً بالنسبة لي".
وتعتبر جونز أن العاملين في مجال الرعاية الصحية بحاجة لأن يكونوا قدوة في الحصول على اللقاح، "إذا لم أبدأ أنا بذلك، لن يبدأ الآخرون".

Liz Jones is a midwife in the New South Wales Northern Rivers region. Source: Supplied
ويقول الدكتور ستوباس إن زيادة الإقبال على اللقاح سيؤدي لتعزيز ثقة الناس، "كلما ازداد عدد الأشخاص الذين تقابلهم من الذين تلقوا اللقاح، ستشعر براحة أكبر في الحصول عليه أنت أيضاً."
تقديم الحوافز
تمت الإشارة إلى التطعيم على أنه تذكرة خروج أستراليا من الوباء. وتقول السلطات إن زيادة معدلات الحاصلين على اللقاح ستؤدي على الأرجح إلى عدد أقل من عمليات الإغلاق المفاجئ وإعادة فتح الحدود، بما في ذلك الحدود الدولية.
ويقول الدكتور ستوباس: "الناس يريدون أن يعرفوا أنه إذا تم تطعيمهم، من المرجح أن يسافروا بشكل أكبر".
ويقول إن الإغلاق الأخير في ملبورن شجع المزيد من مرضاه للحصول على اللقاح.
من جهتها تقول السيدة جونز: "سنستمر في الإغلاق، ولن يتمكن أحد من السفر وسنظل في نفس المكان الذي نحن فيه الآن إذا لم يتم تطعيمنا جميعاً".