هل ساهم تطبيق CovidSafe في مواجهة موجة تفشي الوباء الجديدة في أستراليا؟

التطبيق الذي يعمل على تعقب المخالطين للحالات المصابة بكورونا في أستراليا لم يظهر فوائد كبيرة مع ظهور عدد من بؤر التفشي الكبيرة في البلاد

Minister for Health Greg Hunt at a press conference to launch the new government app "CovidSafe" at Parliament House in Canberra, Sunday, April 26, 2020. (AAP Image/Mick Tsikas) NO ARCHIVING

Minister for Health Greg Hunt launches the new government app CovidSafe at Parliament House in Canberra. Source: AAP

مع وضع أستراليا لتفشي فيروس كورونا تحت السيطرة، أطلقت الحكومة الفيدرالية تطبيقا لتعقب المخالطين أسمته The CovidSafe باعتباره وسيلة لا غنى عنه من أجل تأمين الأستراليين عند رفع القيود المفروضة لاحتواء الوباء.


النقاط الرئيسية

  • المعارضة العمالية تصف التطبيق أنه "لا جدوى له" وتتساءل عن السبب في وجود فجوة بين وعود الحكومة والتنفيذ
  • الحكومة لا تعتبر أن التطبيق فشل في مهمته والسلطات الصحية تقول إنه نجح في تعقب الحالات المعروفة بالفعل
  • مشاكل تقنية صاحبت التطبيق منذ البداية وتم معالجتها لكن تبقى مشكلة التحديثات عقبة رئيسية في طريق العمل بفاعلية
وقال رئيس الوزراء سكوت موريسون في أبريل نيسان الماضي "هذا هو تذكرة أستراليا نحو أستراليا آمنة من كوفيد، حيث سيكون بإمكاننا ن نقوم بالأشياء التي نحبها مجددا."

ولكن الآن، ومع عودة تفشي الوباء في ولاية فيكتوريا وإعادة فرض إجراءات الإغلاق على الملايين من سكان ملبورن الكبرى، بالإضافة إلى زيادة أعداد الإصابات في نيو ساوث ويلز، بدأ الكثيرون في طرح أسئلة حول مدى جدوى التطبيق.

ووصف زعيم حزب العمال أنتوني ألبانيزي التطبيق أنه "لا جدوى له". وقال ألبانيزي "لقد أخبرتنا الحكومة أن التطبيق سيكون عامل مهم في مسألة تعقب الناس، ولكننا نعلم أن هذا لم يحدث ولو لتعقب شخص واحد. لذا، فإن هذا التطبيق، يبدو في المرحلة الحالية أنه شيء لا جدوى منه بتكلفة مليوني دولار."
وقال ألبانيزي "الحكومة يجب أن تشرح السبب وراء وقوع فجوة من جديد بين ما قالت الحكومة أنه سيحدث وما حدث بالفعل." وأضاف "هذا أمر طبع أداء تلك الحكومة، الحديث عن أشياء كبيرة، وعندما يحين وقت التنفيذ، نجد فجوة كبيرة، بين التنفيذ والوعد."

وكان النائب في برلمان نيو ساوث ويلز أنولاك شانثيفونغ قد قام بعزل نفسه بناء على النصائح الطبية لأنه ذهب إلى حانة Crossroads التي أصبحت بؤرة تفشي الوباء في سيدني.

وقالت زعيمة المعارضة في الولاية جودي ماكاي إن الرجل لم يتم التواصل معه من قبل السلطات رغم أنه كان قد حمل التطبيق في وقت سابق.
NSW Health pamphlets in Arabic
NSW Health pamphlets in Arabic Source: NSW Health
وأظهرت حكومة فيكتوريا عجزها عن تقصي المخالطين للحالات المؤكدة بعد تفجر الأزمة الأخيرة. واستعانت الحكومة بأفراد من الجيش الأسترالي للمساعدة في جهود التعقب. ولم يبد أن بيانات التطبيق لعبت دورا في هذه العملية المرهقة التي أدت في النهاية لإعادة فرض إجراءات الإغلاق.

"لا أسمي ما حدث فشلا"

من جانبها دافعت وزيرة الصناعة والعلوم والتكنولوجيا الفيدرالية كارين أندروز عن تطبيق كوفيد سايف. وقالت الوزيرة "لا أسمي ما حدث فشلا على الإطلاق. الكثيرون من الناس قاموا بالفعل بتحميل التطبيق واستخدامه، وأنا أشجعهم على الاستمرار في فعل هذا."

وأضافت "إنه أحد الوسائل التي يتم استخدامها من أجل تعقب المخالطين. وهي وسيلة مهمة للغاية أيضا."
وشدد نائب كبير المسؤولين الصحيين الفيدرالي مايكل كيد على أهمية أن يقوم المزيد من الأستراليين بتحميل التطبيق. وقال البروفيسور كيد "التطبيق يلتقط حالات يؤكدها من يقوم بالتعقب على الأرض، ولكن من الواضح أن هناك حاجة لقيام المزيد من الناس بتحميله قدر الإمكان، إذا كنا سنقوم بالاعتماد على التطبيق من أجل الوصول للحالات التي لا يتمكن من يقوم بالتعقب من الوصول إليها."

وقام أكثر من ستة ملايين أسترالي بتحميل، حيث شهدت المعدلات ارتفاعا كبيرا في أرقام التحميل عند إطلاقه في أبريل نيسان قبل أن تقل بشكل كبير لاحقا.
An iPhone device displays the CovidSafe app released by the Australian government.
An iPhone device displays the CovidSafe app released by the Australian government. Source: AAP
من جانبها قالت رئيسة شركة Thinking Cyber Security فانيسا تيج المتخصصة في الأمن الإلكتروني إن التطبيق شهد في البداية بعض العيوب، ولكن مؤخرا تم إصلاح عدد منها.

وقالت تيج إن إحدى المشكلات هو أن الكثير من الناس ما زال لديهم نسخة أقدم من التطبيق على هواتفهم بسبب مشاكل في تحميل التحديثات. وقالت "نعلم أن هناك بعض العيوب والتي تؤثر على كيفية استخدامه، وبينما تم إصلاح الكثير من العيوب، إلا أننا نعلم أن التطبيق ما زال لا يقوم بالتحديثات بشكل يعتمد عليه."

وأكدت "لذا فإن أهم شيء نقوله على الإطلاق أنه لو كان لديك التطبيق فيجب أن تتأكد من أن لديك أحدث نسخة منه، وأنه يعمل بشكل أفضل، ليس مثاليا، ولكن أفضل من النسخة القديمة."

ولم تنجح النسخ الأولى من التطبيق في العمل في الخلفية وكان يتعين على المستخدمين فتح التطبيق من أجل أن يعمل بفاعلية.
وقالت السيدة تيج إنه ربما لا يكون عادلا أن ننتقد التطبيق لعدم التقاطه للمخالطين الجدد لحالات كوفيد-١٩ لأن الكثير من الناس في الوقت الحالي لديهم دائرة محدودة من المخالطين ويمكنهم تذكر من قابلوهم أو قضوا معهم بعض الوقت.

وقال "ما سيكون أكثر أهمية في الوقت الحالي هو معرفة إن كان أحد المصابين ممن لديهم التطبيق قد تذكر أحد المخالطين ممن لديهم التطبيق أيضا، فما هو الوقت اللازم الذي يحتاجه التطبيق من أجل تسجيل هذا اللقاء بين الشخصين بشكل دقيق؟ هذا هو ما سيخبرنا عن مدى فاعلية تلك العملية برمتها."

وأضافت "عندما ننظر إلى البرمجة، فهناك مواقف لا تعمل فيها كما يفترض. ونحن لا نعرف تأثير ذلك عمليا، إن كان هذا يؤدي إلى عجز التطبيق عن العمل ما يجعله غير مفيد على الإطلاق أو إن كان في واقع الأمر عندما يكون التطبيق لدى الناس بنسخة حديثة فإنه يعمل."

وكانت بريطانيا قد قررت وقف العمل بتطبيق التعقب الخاص بها والمشابه للموجود في أستراليا. واستبدلت الحكومة البريطانية التطبيق بخيارات التعقب المتاحة من جوجل وأبل.

وقالت تيج إن الأمر يستحق الدراسة من قبل الحكومة الأسترالية: "يمكننا أن نرى أن كوفيد سيف لا يعمل بشكل يمكننا من الاعتماد عليه طوال الوقت، صحيح أننا لا نعلم إلى أي مدى يمكن الاعتماد على تطبيقات جوجل وأبل، ولكن من الآمن الرهان على أن التطبيقات المدعومة من الشركات التي تدير أنظمة تشغيل كل مصنعي الهواتف الكبار، ستعمل بشكل يعتمد عليه."
من جانبها قالت الدكتورة دانيال كيري من معهد ساكس إن تطبيقات الهواتف الذكية ما زال لديها دور هائل لتلعبه في إيقاف انتشار الفيروس خلال الموجة الثانية.

وقالت الدكتورة "الأستراليون كانوا في موقف جيد حتى مؤخرا، ولم يكن هناك الكثير من الحالات لكي يتمكن التطبيق من رصدها. لذا فإنه من الصعب الحكم على مزايا التطبيق نفسه لأنه ليس لدينا الحالات. وبما أن لدينا زيادة في أعداد الحالات فإنها ستكون فرصة لإثبات قيمة التطبيق، ولكن سيكون هذا صعبا أيضا لأنه لا يوجد عدد كاف من الأشخاص قاموا بتحمبل التطبيق."

وأكدت على أنه من أجل أن نعرف الإمكانيات الكاملة للتطبيق فإنه يتعين على المزيد من الأشخاص تحميله: "كان هناك مشاكل تقنية، ولكننا نعلم أن التكنولوجيا موجودة والنموذج الخاص بنا أظهر الفوائد، في حال كان هناك تحميل على نطاق واسع للتطبيق وفي حال تم علاج تلك المشاكل التقنية."

يخضع سكان ملبورن الكبرى لأوامر البقاء في المنزل ولا يحق لهم الخروج من المنزل إلا لضرورات العمل أو الدراسة أو ممارسة الرياضة والقيام بمسؤوليات الرعاية. ويُنصح الأشخاص بارتداء كمامات الوجه في الأماكن العامة.

إذا كنت تعاني من أعراض البرد أو الأنفلونزا، ابق في المنزل ورتب موعدا للفحص عن طريق الاتصال بطبيبك أو الاتصال بالخدمة الوطنية للمعلومات الصحية عن فيروس كورونا على الخط الساخن 1800020080.


شارك
نشر في: 15/07/2020 1:08pm
آخر تحديث: 12/08/2022 3:14pm
By Jarni Blakkarly, Nakari Thorpe
تقديم: Abdallah Kamal