مرتدين اللونين الأزرق والأصفر لعلم أوكرانيا، نزل مئات الآلاف من المتظاهرين في مختلف عواصم العالم إلى الشوارع يوم الأحد للتنديد بالتدخل العسكري لروسيا في أوكرانيا.
من برلين إلى بغداد إلى كيتو وسانت بطرسبورغ، هتف المتظاهرون "يا للعار" ضد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بينما لوح آخرون بلافتات كتب عليها شعارات مثل "بوتين: قاتل" أو "أوقفوا الوحش".
وفي العاصمة الألمانية، قدرت الشرطة عدد المتظاهرين بما لا يقل عن 100 ألف شخص، بينما اجتذبت العاصمة النمساوية براغ نحو 70 ألفاً وأمستردام في هولندا 15 ألفاً.
قدّر منظمو احتجاج برلين الأرقام بخمس أضعاف تقديرات الشرطة، حيث تجمع المتظاهرون عند بوابة براندنبورغ، على بعد خطوات قليلة من السفارة الروسية المهيبة.
وعلى الرغم من قيام الشرطة بتطويق سياج أمني حول السفارة التي يعمل ويعيش فيها الدبلوماسيون الروس، تجمع بعض المتظاهرين أمامها وهم يهتفون "المجد لأوكرانيا" ويرددون أغاني أوكرانية.
وقال هانز جورج كيلر والبالغ من العمر 49 عامًا وكان في المظاهرة: "من المهم بالنسبة لي أن تُظهر ألمانيا أنها تدافع عن القيم الديمقراطية في أوروبا".
وأعرب عن موافقته على قرار ألمانيا بدء تسليم الأسلحة إلى أوكرانيا، لكنه قال إنه يعتقد "أنه كان بإمكاننا مساعدة أوكرانيا أكثر".
وشاركت الأوكرانية فاليريا مويسيفا في المسيرة، وقالت مويسيفا البالغة من العمر 35 عاما "أنا شخصيا أشعر بخيبة أمل من روسيا وأكره روسيا وأكره كل الروس" مضيفة أن والدتها تجلس الآن في قبو في كييف خوفا من القنابل.
قالت إنها يجب أن تكون في المظاهرة لأنني "لا أستطيع أن أفعل أكثر من ذلك".
'الزعيم المجنون'
في مدينة سانت بطرسبرغ، ثاني أكبر مدن روسيا، تجمع حوالي 400 شخص في تحد لقوانين الاحتجاج الصارمة، ورفعوا ملصقات كتب عليها "لا للحرب" و "الروس يعودون إلى ديارهم" و "السلام لأوكرانيا".
واعتقل أكثر من ألفي شخص في مظاهرات متفرقة في أنحاء البلاد يوم الأحد بعد أن قامت السلطات الروسية باعتقال آلاف الأشخاص خلال هذا الأسبوع، لكن ذلك لم يرهب المحتجون على سياسات الرئيس الروسي.
وصرح المهندس فلاديمير فيلوخونوف، والبالغ من العمر 35 عاما، لوكالة فرانس برس في سانت بطرسبرغ: "من المؤسف وجود المئات، وربما الآلاف، وليس الملايين من المتظاهرين اليوم".
في النمسا، تجمع عشرات الآلاف في ساحة فاتسلاف المركزية بمدينة براغ، بما في ذلك رومان نوفوتني، الذي اضطر إلى السفر لمسافة 300 كيلومتر للمشاركة في الاحتجاج من مدينة أوهيرسكي هراديست في جنوب شرق البلاد.
وقال لوكالة فرانس برس "علينا جميعا أن نبذل قصارى جهدنا" رافعا لافتة تنتقد بوتين.
"إنه وضع صعب لأن الرجل المجنون لديه أسلحة نووية، أعتقد أنه عزل نفسه تمامًا عن العالم بأسره".
قالت الطالبة إليسكا ليبكوفا البالغة من العمر تسعة عشر عامًا، إن رد الفعل الشعبي مان قويا جدا "لأن لدينا تجربة مماثلة وحديثة إلى حد ما، كنا في وضع مماثل"، في إشارة منها إلى غزو عام 1968 تشيكوسلوفاكيا من قبل الجيوش الاتحاد السوفيتي أنذاك.

Source: AAP
أما في ليتوانيا، قادت زعيمة المعارضة البيلاروسية سفيتلانا تيخانوفسكايا بضع مئات من مواطنيها احتجاجًا على نظام مينسك للسماح لجيش بوتين باستخدام البلاد كنقطة انطلاق إلى أوكرانيا.
وهتفوا "تحيا بيلاروسيا" و "المجد لأوكرانيا" ، قالوا إنهم يريدون أن يفهم العالم أن البيلاروسيين العاديين لا يؤيدون الهجوم على أوكرانيا.
وقالت تيخانوفسكايا، التي تعيش في المنفى في ليتوانيا، للصحفيين "إن أشقائنا الأوكرانيين لن يغفروا لنا صمتنا أبدا".
وصرح عامل النقل سيرجي بيجيل والبالغ من العمر 39 عاما، لفرانس برس، وهو يعبّر عن خزيه على تصرفات رجل بيلاروسيا القوي ألكسندر لوكاشينكو: "هذه وصمة عار على العالم بأسره، إنه مثل طعن صديق في الظهر".
في الدنمارك، انضمت رئيسة الوزراء ميت فريدريكسن إلى 10000 شخص أمام السفارة الروسية في كوبنهاغن لإدانة الغزو.
وقالت للجماهير: "إنكم جميعاً وكل أوروبا مهددة من قبل روسيا".

Source: AP
وقالت مخاطبة الأوكرانيين "قلوبنا معكم".
وتجمع أيضا احتجاج نسائي بالقرب من السفارة الروسية في فيلنيوس عاصمة ليتوانيا، حيث حمل الناس لافتات مثل "بوتين = قاتل" و "أراك في الجحيم" ، بينما جلبت متظاهرات أخريات أكاليل الزهور.
ووصفت روتا جانوليني والبالغة من العمر 37 عاما، الحرب في أوكرانيا بأنها "غير مجدية" وقالت إنها قلقة على "مستقبل وسلامة الأطفال" هناك.
وقالت وهي تبكي "من الصعب علي التحدث .. هذا يؤلمني كثيرا. أود أن يطلق بوتين النار على نفسه وينهي كل هذا".

Source: ABACA
وقالت سوناتا ليبيدنيكيني، وهي موظفة تبلغ من العمر 43 عامًا: "أسرتنا مستعدة لمساعدة الأمهات الأوكرانيات وتوفير المأوى لهن ولأطفالهن".
وفي أستراليا، خرجت العديد من المسيرات الاحتجاجية خلال عطلة نهاية الأسبوع في مدينتي ملبورن وسيدني للتضامن مع أوكرانيا والمطالبة بوقف الحرب الروسية.