اتخذ عدد من الدول الأوروبية مثل إيطاليا وبلجيكا تدابير جديدة في محاولة لاحتواء الموجة الثانية من وباء كوفيد-19، في وقت تخطى عدد الإصابات الإجمالي حول العالم الأربعين مليوناً.
يأتي تسجيل هذا العدد بعد ساعات من تجاوز عدد وفيات الوباء 250 ألف حالة في أوروبا، وفق تعداد أجرته فرانس برس، فيما يواصل كوفيد-19 تفشيه بلا هوادة في القارة.
ويعتقد الخبراء أن الأرقام الحقيقية للإصابات والوفيات أعلى بكثير مما تم تسجيله بالنظر إلى انخفاض قدرات الفحص وتسجيل البيانات لعدد من دول العالم.
وتظهر البيانات أن الوباء ما زال مستمرا في التفشي، حيث تم تسجيل آخر 10 مليون حالة حول العالم في 32 يوما فقط، بالمقارنة بالعشرة ملايين حالة السابقة والتي استغرقت 38 يوما.
وانتقل العالم من تسجيل أول 10 ملايين إصابة في 3 أشهر إلى تسجيل العشرة ملايين الثانية في 44 يوما.
وفي نهاية الأسبوع الماضي سجل العالم رقما قياسيا للزيادة في عدد الإصابات على المستوى العالمي خلال يوم واحد، حيث تجاوز العدد 400,000 حالة لأول مرة منذ ظهور الوباء عالميا في يناير كانون الثاني الماضي.
وخلال الأسبوع الماضي، كان متوسط الإصابات 347,000 حالة يوميا بالمقارنة بنحو 292,000 في مطلع أكتوبر تشرين الأول.
وتزيد الحالات الجديدة بمعدل أكثر من 150,000 حالة في قارة أوروبا، حيث تعاني دول مثل بلجيكا وهولندا والنمسا وبولندا وألمانيا وجمهورية التشيك من التزايد المتسارع في عدد الحالات.
ويوجد حاليا في أوروبا 17 في المائة من إجمالي الحالات العالمية وحوالي 22 في المائة من حالات الوفاة.
وتحاول العديد من الحكومات تفادي إغلاق كامل جديد كالذي فرض إبان الموجة الأولى، إذ لا تزال تلك الدول تكافح من أجل إنعاش اقتصاداتها المتضررة، مع ذلك، تثير القيود الجديدة على الحياة اليومية غضب السكان في بعض الدول.
وفي بلجيكا التي ارتفع فيها عدد حالات الإصابة الجديدة بنسبة 100% خلال أسبوع، أغلقت المطاعم والمقاهي والحانات أبوابها بموجب تدبير يطبق لمدة شهر ويترافق مع حظر تجول ليلي.

A man wearing a face mask walks past a public information poster in London, as the capital moves to tier two restrictions. Source: SIPA USA
ويأتي ذلك بعد تحدث رئيس الوزراء البلجيكي ألكسندر دو كرو مساء الأحد عن وضع "أسوأ بكثير" من منتصف آذار/مارس خلال فترة الإغلاق العام.
وأعلنت إيطاليا، البؤرة الأولى للوباء في أوروبا، أيضاً عن قيود جديدة، كالإغلاق المبكر للحانات والمطاعم والتشجيع على العمل من المنزل.
وقال رئيس الوزراء جوزيبي كونتي "لا يمكن أن نضيع الوقت"، معلناً أيضاً فرض قيود على مباريات كرة القدم للهواة وعلى المهرجانات المحلية.
في بولندا التي بات نصفها مصنفاً "منطقة حمراء"، أعلنت الحكومة أن الملعب الوطني سيستخدم أيضاً كمستشفى ميداني لعلاج مرضى كوفيد من أجل تخفيف الضغط عن المستشفيات.
في حين فرضت سويسرا بدورها وضع الكمامة في الأماكن العامة الداخلية ووضعت قيوداً على التجمعات العامة بعدما تضاعف عدد الإصابات خلال أسبوع.
وقال وزير الصحة السويسري آلان برسيه "الموجة الثانية وصلت، أبكر وأقوى مما توقعنا، لكننا مستعدون له."
وفرضت فرنسا في مطلع الأسبوع حظر تجول ليليا في تسع مدن من بينها باريس، مما أثر على 20 مليون شخص، فيما أعلنت السلطات عن تسجيل 32400 إصابة جديدة السبت.

A woman passes a mural in Dublin city centre ahead of the Irish Government announcing further coronavirus restrictions. Source: AAP
وفيما تفرض الدول الأوروبية قيوداً جديدةً، خففت ملبورن ثاني أكبر مدن أستراليا الإغلاق الاثنين، فتدفق السكان إلى صالونات تصفيف الشعر وملاعب الغولف التي أغلقت لأكثر من 100 يوم.
وارتفع عدد الإصابات اليومية إلى 700 في آب/أغسطس في ولاية فكتوريا التي عاصمتها ملبورن، لكن بعد أشهر من الإغلاق الصارم انخفض العدد إلى إصابة واحدة في اليوم وسجلت 4 إصابات جديدة فقط الاثنين.
وفيما سُمح لسكان ملبورن البالغ عددهم خمسة ملايين نسمة بمغادرة منازلهم لأكثر من ساعتين في اليوم للمرة الأولى منذ تموز/يوليو، أمرت السلطات المطاعم ومعظم شركات بيع التجزئة الأخرى بالبقاء مغلقة حتى تشرين الثاني/نوفمبر على أقرب تقدير.
وسط هذه الظروف، يبقى إيجاد لقاح الأمل الأكبر للعالم، وأعلنت الأمم المتحدة الاثنين عن خطة لتخزين مليار حقنة عالمياً بحلول نهاية عام 2021 لهذا الهدف.

A customer wears a face mask by a cash desk in a Lenta supermarket amid the ongoing COVID-19 coronavirus pandemic in Russia. Source: Vladimir Smirnov/TASS/Sipa USA
وقالت المديرة التنفيذية لليونيسف (منظمة الأمم المتحدة للطفولة) هنرييتا فور إن "تلقيح العالم ضد وباء كوفيد-19 سيتحول قريباً لأكبر عملية تلقيح جماعية في تاريخ البشرية، وسيكون علينا التحرك ما أن يبدأ إنتاج اللقاحات".