تقترب ولاية فيكتوريا من تجري علاج المثلية بعد أن صوتت أغلبية النواب في برلمان الولاية لصالح التشريع.
القانون كرة من الغرفة السفلى للبرلمان في آخر يوم للعمل خلال العام الجاري، على أن يُعرض على الغرفة العليا في العام الجديد مع عودته للانعقاد.
وصوت كل النواب الحاضرين وعددهم 55 لصالح القانون بينما امتنعت المعارضة عن التصويت.
ووصف رئيس حكومة فيكتوريا دانيال أندروز إن القانون الجديد سيغير حياة الناس: "كل شخص لديه الحق في أن يصبح فخورا بما هو عليه وما يحب، ولا يجب أن يتم دفعه للاختباء بعيدا، ناهيك عن الاعتذار عن هويته."
هذه الكلمات وجدت صدى لدى أبانوب سعد، الذي تربى وسط مجتمع الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في أستراليا وتحديدا في ولاية فيكتوريا.
واجه سعد صعوبات في التصالح مع هويته الجنسية: "وجدت نفسي في موقف لا أجد فيه أي شخص يشبهني، أو يتحدث مثلي."
وأضاف "لا يوجد من يمثلني، حيث كان يتم إخباري أن المثليين غير موجودين."
وسعى أبانوب للحصول على مساعدة من القس في كنيسته والذي أحاله إلى طبيب نفسي قبطي.

Abanob Saad struggled to come to terms with his sexuality. Source: SBS News
وخلال تسعة أشهر، خضع أبانوب لعلاج يشمل التحليل النفسي، والصلاة والصيام، بل حتى قيل له أن يشاهد أفلاما إباحية.
ورغم أن هذا العلاج لم ينجح في تغيير هويته الجنسية، إلا أنه تسبب في أضرار نفسية ظلت معه حتى الآن.
وقال سعد "الأمر لم يفشل فقط، ولكن مع نهاية العلاج شعرت أن كل شيء بداخلي قد انطفأ."
ويمنع القانون أي محاولة للعلاج بهدف تغيير أو قمع التوجه الجنسي أو النوع الخاص بأي شخص. ويمنح القانون السلطة للهيئات الحكومية للتحقيق في أي ممارسات مشابهة.
كما يفرض القانون عقوبات جنائية مشددة على الأشخاص الذين يتسببون في إصابات لمن يخضع للعلاج على يدهم، تصل إلى 10 سنوات في حالة الإصابة الخطيرة.
كما سيواجه من يحاول التحايل على القوانين بإرسال الناس إلى العلاج خارج ولاية فيكتوريا تهما جنائية وغرامات تصل إلى 10,000 دولار.
وينص القانون بشكل واضح على منع "القيام بممارسات دينية تشمل، ولكنها غير مقتصرة على، علاج للمثلية معتمد على الصلاة أو ممارسات الخلاص أو طرد الشياطين."
وقال سعد إن هذا القانون قد "ينقذ حياة" أشخاص في موقف ضعيف مثله.
وأضاف "هذا القانون كان ليمنع هذا السلوك المحتال باسم الرب والذي يقول إن هناك شيء ما خاطئ ومكسور داخلك ويجب أن نقوم بإصلاحه من الخارج. هذا أمر كان لا ينبغي أن يحدث على الإطلاق."
وأكد "بالنسبة للأشخاص الأكثر عرة للخطر مثلي، والذين ارتادوا مدارس دينية وكنيسة بخلفية ثقافية متنوعة فإن هذا القانون سيكون إشارة انتصار بالنسبة لهم."
وقال "هذا يعني أنه أخيرا سيتم الاستماع إليهم ودعمهم وتقديرهم دون الخوف من أن يتم قمعهم أو رفضهم أو تغييرهم."
لكن المعارضة في الولاية لديها مخاوف من هذا القانون.
واقترحت المعارضة من حزب الأحرار إدخال تعديلات على القانون تسمح باستشارة المجموعات الدينية خلال عطلة الصيف ولكن التعديلات تم رفضها.
وقال النائب عن الأحرار ديفيد ساوثويك "نحن ندعم منع علاج المثلية، ولكن يجب أن نركز في وضع التفاصيل الصحيحة في القانون."
لكن أندروز رد على القادة الدينيين الذين أعربوا عن قلقهم من تقييد القانون الجديد للحريات الدينية قائلا: بعض القادة الدينيين انتقدوا هذه الفقرات، انتقدوا قانون منع أسوأ شكل من أشكال الدجل المتعصب الذي يمكن تخيله."
وقال أندروز "هذا ليس حبا أو طيبة، أو حماية الأكثر عرضة للخطر والمضطهدين. هذا ليس شيئا تفخرون بع، هذا ليس ما أصلي من أجله."
وأكد "فيكتوريا ولاية علمانية، ولو كانت المساواة صعبة عليك، فهذه مشكلتك."
من جانبه قال أبانوب سعد إن ميوله الجنسية وإيمانه لا يتعارضون مع بعضهما البعض.

Daniel Andrews hailed the bill as life-changing. Source: AAP Image/James Ross
وقال "لا توجد كنيسة يمكنها أن تحتكر الله. أنا مسيحي بقدر ما أنا مثلي."
LGBTIQ+ Australians seeking support with mental health can contact QLife on 1800 184 527 or visit. also has a list of support services.