"من النهر إلى البحر": السيناتور الأسترالية فاطمة بايمان تتهم إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية

وجهت السيناتور العمالية فاطمة بايمان تصريحاتها إلى أنتوني ألبانيزي في خطاب انتقدت فيه إسرائيل بسبب الحرب في غزة، وطالبت بفرض عقوبات.

A woman in a scarf looks ahead

Labor Senator Fatima Payman has broken ranks with her Labor colleagues to call Israel's actions in Gaza as genocide. Source: AAP / Mick Tsikas

خرجت السيناتور العمالية فاطمة بايمان عن الصف لتتهم إسرائيل بارتكاب "إبادة جماعية" في غزة ودعت رئيس الوزراء وحكومتها إلى فرض عقوبات على الحكومة الإسرائيلية بينما حثت زملائها على "الوقوف إلى جانب ما هو صحيح".

وفي انتقاد مبطن لزعيم حزبها، رئيس الوزراء أنتوني ألبانيزي، انتقدت السيناتور بايمان الزعماء الأستراليين بسبب ما وصفته "الأداء الاستعراضي".

وقالت في كانبرا يوم الأربعاء: "بدلاً من الدفاع عن العدالة، أرى قادتنا يدافعون بشكل فعال عن حق الظالم في القمع، بينما ينتقدون المجتمع العالمي عندما يتحدث عن حقوق الدفاع عن النفس".

وتعتبر بايمان أول برلمانية فيدرالية من حزب العمال تغرد خارج السرب عندما وصفت علناً ما يحدث في غزة بأنه إبادة جماعية.

وقالت: "لقد كان ضميري مضطربًا لفترة طويلة جدًا ويجب أن أتحدث عن هذا الأمر على حقيقته".
وأضافت "هذه إبادة جماعية وعلينا أن نتوقف عن التظاهر بخلاف ذلك. إن الافتقار إلى الوضوح والارتباك الأخلاقي والتردد يأكل قلب هذه الأمة".

وفي يناير/كانون الثاني، رفعت جنوب أفريقيا دعوى أمام محكمة العدل الدولية تتهم فيها إسرائيل بارتكاب جرائم إبادة جماعية في غزة، وهي تهمة نفتها إسرائيل بشدة، ولازالت القضية مستمرة.

وكانت بايمان تعتزم في الأصل إلقاء خطابها في تجمع حاشد خارج البرلمان يوم الأربعاء حيث تجمع العشرات لإحياء الذكرى السادسة والسبعين لـ "النكبة".
Three people stand around a camera on a tripod
Labor senator Fatima Payman at a pro-Palestine rally outside Parliament House in Canberra on Wednesday. Source: AAP / /
وبدلاً من ذلك، قامت بتسليم كلمتها لمجموعة صغيرة من الصحفيين، بما في ذلك شبكة SBS، في مبنى البرلمان.

وقالت إن الناس لم يعد بإمكانهم "الخجل" من التمتع بالوضوح الأخلاقي "للوقوف في مواجهة الشر".

"والنظام الذي يستمر في تغذيته حتى يصبح مريضًا به، لدرجة أننا لم نعد قادرين على التمييز بين الخير والشر. هل تآكلت إنسانيتنا؟ تآكلت إلى حد كبير، لدرجة أنه حتى عندما نتمكن من التمييز، فإننا نختار الوقوف إلى جانب الشر"
Two flags fly outside a building
Supporters hold flags at a pro-Palestinian rally outside Parliament House in Canberra on Wednesday. Source: AAP / aap
وتوجهت بكلمتها مباشرة إلى ألبانيزي قائلة: "أسأل رئيس وزرائنا وزملائنا البرلمانيين، كم عدد قوانين حقوق الإنسان الدولية التي يجب على إسرائيل أن تنتهكها لكي نقول كفى؟ ما هو الرقم السحري؟ كم عدد المقابر الجماعية التي يجب الكشف عنها قبل أن نقول كفى؟ هل يجب أن نرى العديد من صور الأطفال المقتولة؟

ودعت بايمان زملائها إلى "الدفاع عن ما هو صواب"، وقالت إنه يتعين على أستراليا فرض عقوبات، والانخراط في سحب الاستثمارات، ووقف التجارة مع إسرائيل، والدعوة إلى وقف دائم لإطلاق النار.

وأنهت حديثها بترديد عبارة: "من النهر إلى البحر ستتحرر فلسطين".

وتعتبر هذه العبارة في نظر بعض الجاليات اليهودية دعوة لتدمير إسرائيل، بينما يعتبرها الفلسطينيون دعوة للحرية.

وقال ألبانيزي أن العبارة "غير مناسبة"، قائلًا إن المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين في ملبورن الذين هتفوا بذلك لا يعرفون موقع نهر الأردن على الخريطة.
وتابع ألبانيزي: "السبب في أن عبارة "من النهر إلى البحر" غير مناسبة، لوصف فلسطين أو إسرائيل كدولة واحدة. نحن نؤيد حل الدولتين".

وردًا على تعليقات بايمان مساء الأربعاء، قال ألبانيزي إن الحكومة أدانت هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول، بينما "انتقدت" إسرائيل أيضًا في كيفية دفاعها عن نفسها.

وقال إن الحكومة دعت إلى إطلاق سراح الرهائن وصوتت في الأمم المتحدة لصالح "وقف الأعمال العدائية" ودعت إلى تقديم مساعدات إنسانية وأشار إلى التصويت الذي جرى يوم الجمعة على زيادة مشاركة فلسطين في الأمم المتحدة.

وقال ألبانيزي لبرنامج Triple J Hack: "إن فكرة أننا هنا في أستراليا نستطيع تحديد ما يحدث في الشرق الأوسط ليست صحيحة".

"ما يمكننا القيام به هو أن نجعل صوتنا مسموعًا بشأن المخاوف الإنسانية والدفاع عن حقيقة أن حياة جميع الأبرياء مهمة سواء كانوا إسرائيليين أو فلسطينيين".
وقال متحدث باسم الحكومة في بيان: "إن الحكومة تستخدم صوت أستراليا للدعوة إلى وقف فوري لإطلاق النار الإنساني ووصول المساعدات الإنسانية، وإطلاق سراح الرهائن، وحماية المدنيين".

وأضاف أن "الحكومة تدعم حل الدولتين مع حق الإسرائيليين والفلسطينيين في العيش بسلام وأمن وازدهار".

المجلس اليهودي يهنئ بايمان على موقفها

أعلن المجلس اليهودي الأسترالي – وهو تحالف من الأكاديميين والمحامين والكتاب والخبراء اليهود في معاداة السامية والعنصرية – أنه يؤيد بيان السيناتور بايمان.

وقال ماكس كايزر، المسؤول التنفيذي للمجلس في بيان لـSBS News: "أرسل المجلس اليهودي الأسترالي لفاطمة بايمان تهنئة كبيرة لشجاعتها في الخروج عن توجيهات الحزب والتحدث بقوة ضد الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل".

"لا ينبغي أن يكون استخدام هذا المصطلح مثيرًا للجدل لأنه يتماشى مع النتيجة التي توصلت إليها محكمة العدل الدولية بأن تصرفات إسرائيل تشكل إبادة جماعية. وقد أيد هذا العديد من علماء القانون في جميع أنحاء العالم بما في ذلك المقرر الخاص للأمم المتحدة.
"نكرر أن هذا هو الوقت المناسب لاتخاذ إجراءات قوية لوقف هذه الإبادة الجماعية، وكلمات الإدانة لن تكون كافية".

"كما أوضح الشعب الفلسطيني في جميع أنحاء العالم، فإن عبارة "من النهر إلى البحر، فلسطين ستكون حرة" هي دعوة للحرية والمساواة لجميع الناس، اليهود والفلسطينيين. وهي بالتأكيد ليست شيئًا يجب أن يفسر على أنه تهديد لإسرائيل، وهذه قراءة خاطئة لمعنى العبارة".

من هي فاطمة بايمان؟

أصبحت بايمان البالغة من العمر 27 عامًا أصغر عضوة في مجلس الشيوخ الأسترالي ومن بين أصغر أعضاء مجلس الشيوخ في التاريخ في عام 2022 عندما تم انتخابها بشكل غير متوقع في المركز الثالث لحزب العمال في مجلس الشيوخ في ولاية غرب أستراليا.

وهي أيضًا أول سياسية أسترالية ولدت في أفغانستان وترتدي الحجاب في البرلمان.
جاءت بايمان إلى أستراليا كلاجئة في سن الثامنة في عام 2003، بعد أن فر والدها من أفغانستان على متن قارب في عام 1999 وادخر ما يكفي من المال لرعايتها وعائلتها.

وفي أول خطاب لها أمام البرلمان، تحدثت عن "السخرية" من حجابها في الجامعة، وكيف أن "الاستدلالات على التطرف" جعلتها تشعر بأنها لا تنتمي.

وقد اتصلت SBS News بالسفارة الإسرائيلية في كانبرا للتعليق.

أكملوا الحوار عبر حساباتنا على و

اشتركوا في لتشاهدوا أحدث القصص والأخبار الأسترالية.

شارك
نشر في: 16/05/2024 3:33pm
By Sara Tomevska , Rashida Yosufzai
المصدر: SBS