قال شهود ومسعفون إن خمسة محتجين لقوا مصرعهم فيما تصدت حشود ضخمة لإطلاق النار والغاز المسيل للدموع في العاصمة السودانية الخرطوم ومدن أخرى احتجاجًا على استيلاء الجيش على السلطة.
النقاط الرئيسية:
- قدر شهود الأعداد حول الخرطوم بعشرات الآلاف، مع وجود حشود في مدن أخرى ليصل العدد على مستوى البلاد إلى مئات الآلاف.
- وقالت اللجنة المركزية لأطباء السودان الموالية للاحتجاج، إن المظاهرات في الخرطوم تواجه قمعًا بالرصاص الحي.
- الشرطة السودانية تقول إنها لم تستخدم الأسلحة النارية وإن 39 شرطيًا أصيبوا مع تعرض مراكز للهجوم مما أدى إلى اعتقالات.
جاءت الاحتجاجات بعد يومين من إعلان قائد الجيش عبد الفتاح البرهان تشكيل مجلس حاكم جديد يستبعد التحالف المدني الذي كان الجيش يتقاسم السلطة معه منذ عام 2019 مما أدى إلى زيادة المعارضة بين الجماعات المؤيدة للديمقراطية لانقلاب 25 أكتوبر.
في إشارة إلى أن السلطات قد تكثف جهودها لقمع حملة احتجاجات مخططة وعصيان مدني تحركت قوات الأمن لتفريق المتظاهرين بمجرد أن بدأوا التجمع في وقت مبكر من بعد الظهر. وقال شهود: "إنهم أطلقوا الغاز المُسيل للدموع وطاردوا المتظاهرين في الشوارع الجانبية لمنعهم من الوصول إلى نقاط الالتقاء المركزية".
وفي السابق، كانت قوات الأمن تنتظر حتى وقت متأخر من اليوم قبل الانتقال.
وقال أحد المتظاهرين في أم درمان عبر النيل من وسط الخرطوم "تفاجأ الناس بإطلاق الغاز الُمسيل للدموع في وقت مبكر جدًا"، مضيفًا أن المتظاهرين انسحبوا، وحصنوا الشوارع، ثم أعادوا تجميعهم.
وتفرق معظم المتظاهرين من تلقاء أنفسهم قرب غروب الشمس، على الرغم من استمرار إطلاق الغاز المسيل للدموع وإطلاق النار حتى حوالي الساعة 8 مساءً (بالتوقيت المحلي) في الخرطوم بحري حيث اعتقلت قوات الأمن المتظاهرين وأزالت الحواجز، على حد قول شهود.
وقدر شهود الأعداد حول الخرطوم بعشرات الآلاف، مع وجود حشود كبيرة في مدن أخرى ليصل العدد الإجمالي على مستوى البلاد إلى مئات الآلاف.
قال محمد حامد، أحد المتظاهرين في الخرطوم، الذي قال "الثوار ليس لديهم سوى السلام، ويدعون إلى الديمقراطية وإعادة الحكم المدني الذي سلبه البرهان".
وقال أحد الشهود في منطقة ود مدني جنوب شرقي الخرطوم هتف المتظاهرون "يسقط حكم العسكر".

Abdel Fattah al-Burhan ousted the government, detained the civilian leadership and declared a state of emergency. Source: AP
فيما قال شهود آخرون:" إن المتظاهرين في مدن أخرى بما في ذلك القضارف وكوستي، قوبلوا أيضًا بالغاز المسيل للدموع".
اقتحام المستشفيات
وقالت اللجنة المركزية لأطباء السودان، الموالية لحركة الاحتجاج، إن المظاهرات في الخرطوم "تواجه قمعًا مفرطًا باستخدام جميع أشكال القوة بما في ذلك الرصاص الحي".
وقالت اللجنة في الخرطوم ومدينتيها التوأم أم درمان والخرطوم بحري:" إن أربعة أشخاص قتلوا بالرصاص الحي وشخص آخر اختنق بالغاز المسيل للدموع. وأضافت أن الوصول إلى المستشفيات كان صعبًا وأن قوات الأمن اقتحمت مستشفى الأربعين في أم درمان وضربت الطاقم الطبي واعتقلت المتظاهرين المصابين."
وقال مسعف بمستشفى رويال كير بالخرطوم إنه استقبل حالة وفاة و29 جريحًا بعضهم إصاباتهم خطرة.
فيما قال أحد المتظاهرين الجرحى، رافضًا ذكر اسمه، "لا يجب أن يتوقف الناس، لقد تعرضت للضرب، لكن علي أن أعود للاحتجاج غدا".
فيما قالت الشرطة السودانية:" إنها لم تستخدم الأسلحة النارية خلال الاحتجاجات، التي قالت إنها بدأت بسلام لكنها انحرفت عن مسارها. وأضافت أن 39 شرطيًا أصيبوا وتعرضت مراكز للهجوم مما أدى إلى اعتقالات".
وأشار متحدث عسكري إلى فشل الاحتجاجات. وكان البرهان قال في وقت سابق:" إن الاحتجاجات السلمية مسموح بها والجيش لا يقتل المتظاهرين".
وأدى الانقلاب العسكري إلى قلب التحول نحو الديمقراطية الذي بدأ بعد الانتفاضة التي أطاحت بالرئيس عمر البشير في أبريل 2019. واعتقلت قوات الأمن مسؤولين كبارًا تم تعيينهم بموجب ترتيب لتقاسم السلطة بين الجيش والجماعات المدنية. وضع رئيس الوزراء عبد الله حمدوك قيد الإقامة الجبرية.
حمل المتظاهرون يوم السبت صوراً لحمدوك، الذي أصبح الآن رمزاً لمقاومة الحكم العسكري، وهم يهتفون ضد البرهان ونائبه محمد حمدان دقلو قائد قوات الدعم السريع شبه العسكرية.
قطع الإنترنت
ظلت خدمات الإنترنت عبر الهاتف المحمول مقطوعة في السودان منذ الانقلاب رغم ن أمر المحكمة بإعادتها، ما عقّد جهود الحركة الاحتجاجية.
واستخدمت لجان المقاومة المحلية المنشورات ونظمت احتجاجات أصغر في الأحياء في الأيام الأخيرة.
ورغم المعارضة الواسعة من الأحزاب السياسية السودانية والضغط من القوى الغربية التي دعمت الانتقال، دفع البرهان لتعزيز موقف الجيش. ونفى قيامه بانقلاب، قائلاً:" إن الجيش تحرك لإصلاح المرحلة الانتقالية واتهم جماعات مدنية بالتحريض على الاضطرابات".
قال مالك عقار، أحد قادة المتمردين الثلاثة السابقين الذين وردت أسماؤهم في مجلس السيادة، والذي لم يكن موقفه واضحًا بشأن الانقلاب العسكري، يوم السبت أنه يعتبر ذلك انقلابًا واجه "تحديات عديدة".
أوقفت الدول الغربية والبنك الدولي المساعدات الاقتصادية الهادفة إلى إخراج السودان من عقود من العزلة وأزمة اقتصادية عميقة.
أعربت الولايات المتحدة وقوى غربية أخرى عن قلقها البالغ إزاء تعيين برهان لمجلس السيادة.
وقالت البعثة الأمريكية في الخرطوم: "السفارة الأمريكية تأسف بشدة لسقوط أرواح وإصابة عشرات المواطنين السودانيين المتظاهرين اليوم من أجل الحرية والديمقراطية، وتدين الاستخدام المفرط للقوة".
يمكنكم أيضاً الاستماع لبرامجنا عبر أو عبر تطبيق SBS Radio المتاح مجاناً على