بدأت الولايات المتحدة رسميا عملية انسحابها من منظمة الصحة العالمية، ليحقق الرئيس الأمريكية دونالد ترامب تهديداته بالانسحاب من المنظمة العالمية على خلفية إدارتها لأزمة فيروس كورونا.
وتعد الولايات المتحدة هي أكبر مساهم مالي في المنظمة الدولية والتي تقود الجهود العالمية لمكافحة الأوبئة مثل شلل الأطفال والحصبة ومشاكل الصحة النفسية، ولكنها أصبحت هدفا مؤخرا لانتقادات ترامب المتزايدة.
وبعد أن هدد الرئيس الأمريكي بتعليق المساهمة السنوية للولايات المتحدة بمبلغ 400 مليون دولار في موازنة المنظمة الأممية، قام بإعلان قطع العلاقة مع المنظمة.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية إن الولايات المتحدة أبلغت الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ببدء عملية الانسحاب بشكل رسمي.

UN Secretary-General Antonio Guterres Source: AAP
وطبقا لشروط انضمام الولايات المتحدة للمنظمة الدولية عام 1984 فإن على واشنطن أن تمنح المنظمة إشعارا بالانسحاب قبل عام من تاريخ الانسحاب الفعلي، وخلال هذا العام يتعين على الولايات المتحدة الاستمرار في دفع المساهمات المالية، ما يعني أن نفاذ قرار الانسحاب لن يحدث إلا في 6 تموز/يوليو 2021.
من جانبه قال المرشح الديموقراطي للانتخابات الرئاسية جو بايدن إنه يعتزم إلغاء قرار الانسحاب من المنظمة في حالة تم انتخابه رئيسا للبلاد في الانتخابات المزمع عقدها في نوفمبر تشرين الثاني القادم.
وفي حالة فوز بايدن فإنه سيتولى منصبه رسميا في يناير كانون الثاني عام 2021، ما يعني أن الولايات المتحدة قد لا تخرج من المنظمة في النهاية.
Americans are safer when America is engaged in strengthening global health. On my first day as President, I will rejoin the and restore our leadership on the world stage.
Stephane Dujarric, the spokesman for Mr Guterres, confirmed that the United States gave its notice.
وكان السناتور روبرت ميننديز، كبير الديموقراطيين في لجنة العلاقات الخارجية قد أعلن في تغريدة أن "الكونغرس تلقى إشعارا بأن رئيس الولايات المتحدة سحب البلاد رسميا من منظمة الصحة العالمية في خضم جائحة".
وقال السناتور "إن وصف استجابة ترامب لكوفيد-19 بأنها فوضوية وغير متناسقة لا يفيها حقها".
ويأتي ذلك بعد أسبوع من إعراب مدير منظمة الصحة العالمية عن أمله بمواصلة التعاون مع الولايات المتحدة رغم إعلان ترامب قطع العلاقة بين بلاده والمنظمة الاممية.
ومع استمرار تفشي كوفيد-19 علق دونالد ترامب مساهمة بلاده المالية في منظمة الصحة التي يتهمها بالتساهل مع بكين.
ومنظمة الصحة تأسست في 1948 وتوظف سبعة آلاف شخص في كافة ارجاء العالم وتقوم بنشاطها بفضل مساهمات تقدمها الدول الاعضاء فيها وهبات من جهات خاصة.
ومع 893 مليون دولار خلال الفترة بين 2018-2019 اي 15% من موازنة المنظمة، تعد الولايات المتحدة أول جهة مساهمة فيها قبل مؤسسة بيل وميليندا غايتس أول مساهم خاص، ومؤسسة اللقاح "غافي" وبريطانيا والمانيا قبل الصين مع 86 مليون دولار.