كوفيد-١٩: ما احتمالية الإصابة دون ظهور أعراض وهل يجب أن تقلق؟

دراستان جديدتان وجدتا عددا كبيرا من الحالات الإيجابية بفيروس كورونا لم تصاحبها أي أعراض ما دفع الخبراء إلى التفكير فيما إذا كان يجب فحص الجميع سواء ظهرت عليهم الأعراض أم لا

Victoria records seven new coronavirus cases and two deaths

Source: Getty Images

في الوقت الراهن يعرف الجميع تقريبا ما هي أبرز أعراض الإصابة بكوفيد-١٩، من الحمى ودرجة الحرارة العالية إلى السعال الجاف وحتى صعوبات التنفس والإرهاق.

ولكن هناك العديد من الدراسات حول العالم التي تنظر في ظاهرة الحالات التي تحمل الفيروس دون ظهور أي أعراض عليها، سواء في أيسلندا أو اليابان وحتى الصين وهنا أيضا في أستراليا.

وأظهرت ورقة بحثية نشرت في شبكة جاما المفتوحة، التي تتبع الجمعية الأمريكية الطبية، وجد الباحثون في الصين أنه من بين 87 مريضا كان هناك نسبة 42.3 من الحالات لم تظهر عليها الأعراض.
ووجدت دراسة أجرى أجراها الباحثون الأستراليون ونشرتها دورية Thorax المرموقة أن من بين 217 شخصا على الباخرة السياحية Greg Mortimer فإن أكثر من ثمانية أشخاص من كل عشرة تم تأكيد إصابتهم بالمرض لم تظهر عليهم أي أعراض.

ما هي العدوى التي تسبق ظهور الأعراض والعدوى التي لا تصاحبها أعراض؟

شرحت منظمة الصحة العالمية الفروق بين الحالتين. العدوى التي تسبق الأعراض هي التي تحدث في الفترة التي تلي التعرض للعدوى وتسبق ظهور الأعراض.

وفي تلك الحالات فإن عدم ظهور أي أعراض لا يعني أن نقل العدوى غير ممكن. فقد تم تسجيل دراسات على أشخاص كانوا يحملون الفيروس قبل ظهور الأعراض عليهم بفترة تتراوح بين يوم واحد وثلاثة أيام.

أما العدوى التي لا تصاحبها أي أعراض فهي تحدث عندما ينتقل الفيروس من شخص لا تظهر عليه أي أعراض لكوفيد-١٩.

ما هو رأي الخبراء في الدراسات الأخيرة؟

البروفيسورة راينا ماكلانترير، رئيسة برنامج الأمن الحيوي في معهد كيربي قالت إن هناك "أدلة كافية تدل على أن العدوى دون ظهور أعراض أو قبل ظهور الأعراض، أمر شائع مع كوفيد-١٩."

وأشارت إلى الدراسات التي تمت في مراكز رعاية المسنين وبؤر تفشي أخرى للوباء والتي أظهرت أن "حوالي خمسين في المائة أو أكثر من كل الحالات الإيجابية كانت لا تظهر عليها أي أعراض."

وفي مطلع مايو أيار، شهدت دار رعاية المسنين Grant Lodge في ملبورن بضاحية Bacchus Marshتأكيد إصابة أحد العاملين بها دون ظهور أي أعراض عليه.
وقالت البروفيسورة ماكلانترير "لا يجب أن نناقش إمكانية حدوث هذا بعد الآن. المخالطون الأكثر عرضة للخطر في بؤر تفشي الوباء، سواء كانوا من أفراد العائلة أو قريبين من البؤرة، يجب أن يتم فحصهم بغض النظر عن ظهور أعراض من عدمه وإلا ستفشل السلطات في رصد كل الحالات."

وأضافت "يستغرق الناس حوالي 10 إلى 14 يوما لإنتاج الأجسام المضادة، لذا ليس مستغربا الاستخدام المحدود لاختبار الأجساد المضادة السريع في بؤر تفشي الوباء."

بعض الخبراء غير متأكدين من طبيعة حالات كوفيد-١٩ التي لا تظهر عليها أعراض

سانجايا سينانايك مختص في الأمراض المعدية في الجامعة الأسترالية الوطنية. ويشير سنانايك إلى دراسة من الصين يخلص فيها الباحثون إلى أن الحالات التي لا يظهر عليها أعراض لم تعزل نفسها بسبب عدم ظهور أي أعراض عليها.

وقال "لم يبحث المؤلفون إن كان هناك حالات ثانوية نتجت عن تلك الحالات" التي لم تعزل نفسها.

وفي فبراير شباط الماضي، قال تقرير بعثة منظمة الصحة العالمية المشتركة مع الصين إن أغلب المرضى الذين لم تظهر عليهم أعراض خلال أوقات الفحوصات، عادت الأعراض لتظهر عليهم لاحقا. وقال البروفيسور سينانايك إنه من غير الواضح إن كان المرضى المذكورين في الدراسة الصينية قد ظهرت عليهم أعراض لاحقا أم لا.
وقال البروفيسور "أحد عوامل القصور هنا، والتي يقر بها الباحثون، هو مدى دقة الفحوصات التي أجريت للحالات التي لم تظهر عليها أعراض. هل من الممكن أنهم رغم عدم كونهم مرضى بنسبة 100 في المائة، فإنهم ليسوا أصحاء أيضا بنسبة 100 في المائة، بمعنى أنهم كانوا يشعرون أنهم على ما يرام عند الراحة، لكنهم غير أصحاء لدرجة ممارسة تمارين اللياقة البدنية وغيرها."

واستشهد بوجود "نسب مختلفة للحالات التي لا تظهر عليها أعراض في دراسات الحالة المختلفة" ليشير إلى القصور في فهم طبيعة حالات الإصابة بكوفيد-١٩ التي لا يظهر عليها أغراض.

ووجدت أيسلندا أن 50 في المائة من الناس الذين تم تأكيد إصابتهم لم تكن لديهم أي أعراض، بينما كانت النسبة 30.8 في اليابان وكانت عند 80 في المائة في بعض الدراسات التي أجريت في الصين.

وقال البروفيسور سينانايك "من الصعب معرفة أيهم الصحيح. وعلى الرغم من أننا نقترب من فهم نسب الحالات التي لا تظهر عليها أعراض من المصابين بكوفيد-١٩، إلا أننا ما زلنا لا نعرف بالتأكيد حجم تأثير تلك الحالات على نشر العدوى، بمعنى هل ينتج عنهم عدد كبير من الحالات الثانوية أم نسبة صغيرة فقط؟"

"بعبارة أخرى، كان هناك أربعة أشخاص حاملين للعدوى دون أعراض لكل راكب مريض"

البروفيسور إيفو مولر هو عالم أوبئة في معهد والتر وأيلايزا هول للأبحاث الطبية.

ويشرح البروفيسور أن فهم مدى انتشار حالات العدوى التي تسببها الحالات التي لا تظهر أي أعراض ليس فقط مهما للوصول إلى صورة أوضح لمن انتقلت إليهم العدوى ولكن أيضا "سيكون له تأثير على توقعاتنا بشأن تطور وباء كوفيد-١٩ خلال الشهور القليلة القادمة."

كما سيكون مهما أيضا لمعرفة "أي طرق التدخل ستكون أكثر فاعلية لمنع حدوث موجة ثانية من الحالات والوفيات."
البحث الذي تم إجرائه على باخرة الرحلات السياحية Greg Mortimer والتي كان على متنها 96 راكب أسترالي، وجد أنه من بين 217 شخص على متنها، كان هناك 128 شخصا يحمل عدوى كوفيد-١٩. من بين حاملي الفيروس هؤلاء، لم تظهر أي أعراض على 104 منهم، أي نسبة 81 في المائة من الحالات الإيجابية.

وقال البروفيسور "بعبارة أخرى، من بين كل أربع حالات لا تظهر عليها أعراض وتحمل الفيروس هناك راكب واحد مريض. لو كررنا نفس النمط في أماكن أخرى، فإن هذا يعني أن البلاد التي تختبر الحالات التي تظهر عليها الأعراض فقط، فإن عدد الإصابات الفعلية قد يكون أعلى بخمس مرات عما يتم تسجيله."

وأكد البروفيسور مولر أن فهم "المدى الحقيقي لإمكانية نقل الحالات التي لا تظهر عليها أعراض للعدوى، من كل الأعمار يجب أن يكون أولوية عاجلة في الوقت الراهن."


الفحوصات لفيروس كورونا أصبحت متاحة بشكل واسع في جميع أنحاء أستراليا. لو كنت تعاني من أعراض البرد أو الأنفلونزا، رتب موعدا للفحص عن طريق الاتصال بطبيبك أو الاتصال بالخدمة الوطنية للمعلومات الصحية عن فيروس كورونا على الخط الساخن 1800020080.


شارك
نشر في: 30/05/2020 5:54pm
By Ahmed Yussuf