تصاعد المواجهات في تونس بعد إقالة الحكومة وحل البرلمان

أثار قرار الرئيس التونسي قيس سعيّد ليل الأحد تجميد عمل البرلمان ثلاثين يوماً وإعفاء رئيس الوزراء هشام المشيشي من منصبه، ردود فعل عدّة في الداخل والخارج.

Supporters of Tunisia's President Kais Saied gather on the streets

Supporters of Tunisia's President Kais Saied gather on the streets Source: EPA

تظاهر آلاف التونسيين يوم الأحد الماضي ضد قادتهم خصوصا ضد حركة النهضة الاسلامية، فيما تواجه البلاد أزمة صحية غير مسبوقة بسبب تفشي فيروس كورونا وصراعات على السلطة.

وفي تونس العاصمة، ورغم حواجز الشرطة المنتشرة على مداخل العاصمة ووسط المدينة، تجمع مئات الأشخاص من بينهم العديد من الشبان، أمام البرلمان.

ورددوا شعارات معادية للتشكيلة الحكومية التي يعتبرون أن وراءها حزب النهضة الاسلامي، وإن من خلف الستار، ورئيس الوزراء هشام المشيشي وهتفوا "الشعب يريد حل البرلمان".

كذلك، حملوا لافتات كتب عليها "تغيير النظام".
وأوقف عدد من المتظاهرين وأصيب صحافي عندما بدأ المتظاهرون والشرطة تبادل الرشق بالحجارة والغاز المسيل للدموع قبل أن تفض القوات الأمنية الاحتجاج، وفق مراسل لوكالة فرانس برس كان في المكان.

في توزر، وهي منطقة جنوبية تضررت بشكل كبير جراء كوفيد ومن المفترض أن يبقى سكانها محجورين حتى 8 آب/أغسطس، خرّب متظاهرون شباب مكتبا لحركة النهضة بحسب مقاطع فيديو نشرتها وسائل إعلام محلية.

كما استهدف رمز للحزب في القيروان (وسط).
Supporters of Tunisia's President Kais Saied gather on the streets
Supporters of Tunisia's President Kais Saied gather on the streets Source: EPA
ورغم الانتشار الكثيف للشرطة، سار المتظاهرون في قفصة (وسط) والمنستير وسوسة (شرق) بحسب مراسلي وكالة فرانس برس.

وأدت الخلافات بين الأحزاب في البرلمان والمواجهة بين رئيس البرلمان راشد الغنوشي، زعيم النهضة، والرئيس قيس سعيد، غضب الرأي العام، لأن هذا الواقع السياسي يشل القرارات.

كما يستنكر المتظاهرون عدم إدارة الحكومة الأزمة الصحية بشكل جيد، خصوصا أن تونس تعاني نقصا في إمدادات الأكسجين. ومع نحو 18 ألف وفاة لعدد سكان يبلغ 12 مليون نسمة، فإن البلاد لديها واحد من أسوأ معدلات الوفيات في العالم.

وكانت مجموعات مجهولة وجهت عبر موقع فيسبوك دعوات إلى التظاهر في 25 تموز/يوليو، عيد الجمهورية.

ويطالب المتظاهرون ايضا بتغيير الدستور وبمرحلة انتقالية يكون فيها دور كبير للجيش مع إبقاء الرئيس سعيد على رأس الدولة.

واندلعت مواجهات الإثنين أمام البرلمان، غداة وصف حزب النهضة الإسلامي الأكثر تمثيلاً ما جرى بأنه "انقلاب"، أبدت أطراف عدّة في العالم قلقها من تبعات الاجراءات الرئاسية المفاجئة.

الولايات المتحدة

أبدت الولايات المتحدة الإثنين قلقها إزاء التطوّرات في البلاد التي تعد مهد "الربيع العربي"، داعية إلى احترام "المبادئ الديموقراطية".

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي "نحن قلقون إزاء التطورات في تونس". 

وأعلنت أن "التواصل قائم على أعلى مستوى" وأن واشنطن "تدعو إلى الهدوء وتدعم الجهود التونسية للمضي قدما بما يتوافق مع المبادئ الديموقراطية".

وتحدّث وزير الخارجيّة الأميركي أنتوني بلينكن الاثنين هاتفيّاً مع سعيّد. وقالت وزارة الخارجيّة في بيان إنّ بلينكن دعا سعيّد إلى "الإبقاء على حوار مفتوح مع جميع اللاعبين السياسيّين والشعب التونسي".

وأشار البيان إلى أنّ بلينكن "شجّع الرئيس سعيّد على احترام المبادئ الديموقراطيّة وحقوق الإنسان التي تشكّل أساس الحكم في تونس".

الاتحاد الأوروبي

قال متحدّث باسم الاتحاد الأوروبي "ندعو كل الجهات الفاعلة في تونس إلى احترام الدستور، والمؤسسات الدستورية وسيادة القانون"، وتابع "ندعوهم كذلك إلى التحلي بالهدوء وتجنّب أي لجوء للعنف حفاظا على استقرار البلاد".

جامعة الدول العربية

أعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط خلال اتّصال مع وزير الخارجية التونسي عن دعم المنظّمة "الكامل للشعب التونسي".

وجاء في بيان أن الجامعة تعرب عن "تمنياتها لتونس بسرعة اجتياز المرحلة المضطربة الحالية، واستعادة الاستقرار والهدوء".
Tunisia's President Kais Saied, center, leads a security meeting with members of the army and police forces in Tunis, Tunisia, Sunday, July 25, 2021.
Tunisia's President Kais Saied leads a security meeting with members of the army and police forces in Tunis, Tunisia, Sunday, July 25, 2021. Source: AP

فرنسا

أعلنت الدبلوماسية الفرنسية الإثنين أن باريس تأمل "بعودة المؤسسات الى عملها الطبيعي" في تونس "في أقرب وقت".

ودعت وزارة الخارجية الفرنسية "جميع القوى السياسية في البلاد الى تجنب أي شكل من أشكال العنف والحفاظ على المكتسبات الديموقراطية للبلاد".

السعودية

شدّد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان خلال اتصال مع نظيره التونسي على "حرص المملكة على أمن واستقرار وازدهار الجمهورية التونسية الشقيقة".

تركيا

أبدت وزارة الخارجية التركية "قلقها البالغ" إزاء التطورات الأخيرة في تونس، داعية إلى إعادة إرساء "الشرعية الديموقراطية".

وقالت إن "الحفاظ على إنجازات تونس الديموقراطية التي تُعدّ قصة نجاح من حيث العملية الديموقراطية التي تتمّ وفق تطلعات شعوب المنطقة، له أهمية كبيرة للمنطقة وكذلك لتونس". 

وغرّد المتحدث باسم الرئيس رجب طيب إردوغان، إبراهيم كالين، "نرفض تعليق العملية الديموقراطية وتجاهل الإرادة الديموقراطية للشعب في تونس الصديقة والشقيقة".

وأضاف "ندين المبادرات التي تفتقد إلى الشرعية الدستورية والدعم الشعبي. نعتقد أن الديموقراطية التونسية ستخرج أقوى من هذه العملية".

قطر

دعت وزارة الخارجية القطرية أطراف الأزمة التونسية إلى "تغليب صوت الحكمة وتجنّب التصعيد"، وفق ما أفادت وكالة الأنباء الرسمية (قنا).

وأعربت في بيان عن "أمل" قطر في أن "تنتهج الأطراف التونسية طريق الحوار لتجاوز الأزمة".

الاردن

قال وزير الخارجية الاردني ايمن الصفدي في تغريدة عبر تويتر "نتابع التطورات في تونس الشقيقة، ونأمل أن يتجاوز الأشقاء هذه الأوضاع الصعبة وبما يحفظ سلامة تونس وأمنها واستقرارها، ويحقق طموحات شعبها العزيز، ويحمي مصالحه، ومكتسباته ومسيرته ومنجزاته".
Soldiers stand by as supporters of Tunisia's President Kais Saied gather on the streets
Soldiers stand by as supporters of Tunisia's President Kais Saied gather on the streets Source: EPA

الحوثيون

في اليمن، قال القيادي في الجناح السياسي للمتمردين الحوثيين محمّد علي الحوثي مخاطباً سعيّد عبر تويتر إن "العمل على اللحمة الداخلية والحفاظ على الوطن هو المعيار الحقيقي لأي معالجات".

ألمانيا

قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الألمانية ماريا أديبهر لصحافيين إن بلادها تأمل في عودة تونس "في أقرب وقت ممكن إلى النظام الدستوري". 

واعتبرت أن "جذور الديموقراطية ترسّخت في تونس منذ 2011" في إشارة إلى الاحتجاجات الشعبية التي أطاحت الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي.  

وأوضحت أن بلادها "قلقة للغاية" مما جرى، لكن "لا نودّ الحديث عن انقلاب"، مضيفة "سنحاول بالتأكيد نقاش (الوضع) مع السفير التونسي" في برلين، كما أنّ "سفيرنا في تونس جاهز للانخراط في مباحثات".

روسيا

قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف في تصريح مقتضب إن بلاده تراقب التطورات في تونس. وأضاف في مؤتمره الصحافي اليومي عبر الهاتف "نأمل ألا يهدّد شيء استقرار شعب ذلك البلد وأمنه".

منظمات حقوقية

حضّت منظمة العفو الدولية الرئيس التونسي على "التعهّد علنا باحترام حقوق الإنسان وحمايتها، بما في ذلك الحق في حرية التعبير والتجمّع السلمي".

ودانت المنظّمة الإثنين الإغلاق القسري لمكاتب قناة الجزيرة الإخبارية القطرية، واصفة الأمر بأنه "شائن". واعتبرت أن الإغلاق "سابقة مقلقة للغاية تظهر أن حقوق الإنسان بخطر".

كذلك، دانت منظمة "مراسلون بلا حدود" إغلاق قوات الأمن التونسية مكاتب القناة القطرية.

وجاء في بيان أصدرته "نطالب بإعادة فتح المكاتب فورا ومن دون تأخير وبعودة الصحافيين إلى العمل في ظروف طبيعية".
أكملوا الحوار عبر حساباتنا على و و

توجهوا الآن إلى للاطلاع على آخر الأخبار الأسترالية والمواضيع التي تهمكم.  

يمكنكم أيضاً الاستماع لبرامجنا عبر  أو عبر تطبيق SBS Radio المتاح مجاناً على  

 


شارك

نشر في:

آخر تحديث:

تقديم: Maram Ismail
المصدر: AFP