انتقد خبراء المناخ الخطة النموذجية التي قدمتها الحكومة الأسترالية لتحقيق صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2050.
وتوضح الخطة التي صدرت بعد ظهر يوم الجمعة، أن انبعاثات أستراليا ستنخفض بنسبة 85% مع توقع انخفاض بنسبة 15% مستقبلاً.
النقاط الرئيسية:
- حذر خبير من أن أستراليا سيُنظر إليها عالمياً على أنها "متقاعسة" وستواجه عواقب ذلك.
- صرح زعيم حزب العمال أن رئيس الوزراء ليس لديه رؤية طويلة المدى عن مستقبل أستراليا .
- الجمعية الأسترالية للمحافظة على البيئة البحرية تحذر من فقدان الحاجز المرجاني العظيم عند ارتفاع درجة الحرارة بمقدار درجتين مئويتين.
وأوضح الخبراء أن النموذج المُقدم من الحكومة، قام على فرضيات تطورات تكنولوجية لم تحدث بعد، ويعتمد بشكل كبير على التعويض.
وأوضح الأستاذ المساعد في علوم المُناخ بجامعة ملبورن ميلت مينسهاوزن أن أستراليا أضاعت فرصة تعزيز قطاع الطاقة المتجددة، التي أوصت به بلدان عدة.
وأضاف في حديثه لـ SBS News: "أن هذه الخطة النموذجية غريبة إلى حد ما ... هذا يعني استمرار وضع الانبعاث مع بعض التلاعب في الأرقام لتبدو وكأن الانبعاثات قد قللت".
ويؤكد:" أن استراليا تنعم بالطاقات المتجددة، وهذه فرصة لتبني الفكرة، لكن الخطة بدلاً من ذلك، تستمر على وضعها الحالي".
وحذر البروفيسور مينسهاوزن من أن أستراليا سيُنظر إليها على أنها "متقاعسة" عن بقية العالم وستواجه عواقب ذلك.
وأضاف: "إذا لم تقدم أستراليا نتاجاً عادلاً مع الجهود الدولية للحد من تغير المُناخ، فإن الشركاء التجاريين الآخرين سيفرضون ضرائب على الصادرات، عندها سيصبح الأمر في غير صالح أستراليا".
وقد عبّر أكثر من 6000 مزارع عن قلقهم من ضغط الحكومة على قطاع الزراعة لخفض الانبعاثات.
فيما قالت فيونا ديفيس، الرئيسة التنفيذية لمنظمة مزارعين من أجل المناخ، "إن المناطق الريفية والإقليمية في أستراليا تأثرت بتغير المُناخ. وإذا لم نتحرك، فإن قدرة المزارعين على مواصلة إطعام البلاد والعالم ستكون موضع تساؤل".
أضافت: "نحن نعلم أن أهم إجراء لمعالجة تغير المُناخ هو الاحتفاظ بالوقود الأحفوري في الأرض. وبدلاً من ذلك، يبدو أن خطة الحكومة النموذجية تسير في طريق سنلحظ نتائجه لاحقاً".
فيما قال تيم باكستر من مجلس المُناخ:" إن هذه الخطة النموذجية لم تأخذ بعين الاعتبار التأثيرات المناخية على اقتصادنا".
وقالت منظمة السلام الأخضر الأسترالية:" إن الخطة النموذجية تعتمد على التعويض، مما يترك الحكومة مسؤولة عن 29% فقط من إجمالي الانبعاثات".
ويفترض التقرير تكلفة هامشية منخفضة للغاية للكربون، حيث سترتفع إلى 24 دولارًا فقط للطن عام 2050.
كما يفترض التقرير أن أي تخفيضات في الانبعاثات يتم تحقيقها هي طوعية. ومن الواضح أن الدافع وراء هذه الافتراضات هو الاعتبارات السياسية، أي الرفض السياسي القوي لوضع الكربون ".
كما انتقد البروفيسور جوتزو توقيت حكومة موريسون لإصدار التقرير، قائلاً "يبدو أنه صمم لتقليل عدد مدققيه"، في اليوم الأخير من COP26.
وتم إصدار وثيقة " خطة "الحكومة قبل أسبوعين وتم حجبها حتى بعد ظهر يوم الجمعة مع نهاية مؤتمر COP".
ولم يتم التشاور مع المعنيين أو الخبراء أثناء تحضيرها.
فيما صرح زعيم حزب العمال أنتوني ألبانيزي لمراسلين يوم السبت قائلاً:" إن رئيس الوزراء سكوت موريسون ليس لديه خطة أو ليس لديه رؤية لمستقبل أستراليا على المدى الطويل".
وتتوقع الخطة النموذجية زيادة قيمة أسواق التصدير الأسترالية الرئيسة بحلول عام 2050 متنبئة بخلق أكثر من 100000 وظيفة، بما في ذلك ما يصل إلى 62000 في قطاعي التعدين والصناعات الثقيلة.
توقعت أيضًا ارتفاعًا في درجة الحرارة العالمية بمقدار 2 درجة مئوية، مقابل 1.5 درجة مئوية التي التزمت بها أستراليا بموجب اتفاقية باريس.
وأثار هذا الأمر انتقادات من الجمعية الأسترالية للمحافظة على البيئة البحرية، التي حذرت من فقدان الحاجز المرجاني العظيم عند ارتفاع درجة الحرارة بمقدار درجتين مئويتين، مما يُعرّض النظام البيئي و 64000 وظيفة للخطر.
وقالت الجمعية:" إننا نعلم أن ارتفاع درجة حرارة 1.5 درجة مئوية هو الحد الذي يهدد الشعاب المرجانية في جميع أنحاء العالم".
و"تحتاج حكومة موريسون إلى التوقف عن محاولة التملص من التزاماتها المتعلقة بالتراث العالمي والبدء في مهمة حماية الحاجز المرجاني العظيم وعشرات الآلاف من الوظائف التي تعتمد عليها".
يمكنكم أيضاً الاستماع لبرامجنا عبر أو عبر تطبيق SBS Radio المتاح مجاناً على
