قضى فريق من علماء مؤسسة CSIRO السنوات الثلاث الماضية في محاولة لمعرفة كيفية نقل وتخزين اللقاحات الحية دون إبقائها في درجات حرارة دون الصفر.
قال دانيال لايتون عالم المناعة، الذي ساعد في قيادة المشروع، لـوكالة AAP الإخبارية أن التقنية الجديدة جاءت بعد عشرات المحاولات للحفاظ على اللقاح صالحا للاستخدام دون الحاجة إلى تبريد.
هذا وتقدر منظمة الصحة العالمية أن ما يصل إلى نصف لقاحات العالم تُهدر كل عام بسبب الحساسيات لدرجات الحرارة وبالتالي تلف اللقاحات وإهدارها.
تحدث لايتون إلى وكالة AAP الإخبارية من مختبر يطل على خليج جيلونج في المركز الأسترالي للتأهب للأمراض المعدية بولاية فيكتوريا حيث تم تطوير هذه التقنية، تمت مراجعة البحث الآن ونشره في المجلة العلمية Acta Biomaterialia.
أحد اللقاحين اللذين قام العلماء باستخدامه لاختبار التقنية الجديدة، هو لقاح لمعالجة مرض نيوكاسل في الدواجن، والذي يمكن أن يقتل مئات الآلاف من الطيور في وقت واحد.
في حين أن أستراليا خالية من السلالات الشديدة، فإن المرض "متفشي" في بعض البلدان النامية بسبب عدم توفر اللقاحات.
تمكن الفريق من تخزين اللقاحات بنجاح في 37 درجة مئوية لعدة أسابيع، في حين أنها عادة ما تستمر لبضعة أيام فقط دون تبريد.
قال الدكتور لايتون: "إذا تمكنا من تقديم لقاح في درجة حرارة الغرفة أو أعلى ، فمن المحتمل أن نتمكن من البدء في تلقيح الدواجن في الدول النامية أيضًا".
وتابع لايتون موضحا “من خلال القدرة على نقل اللقاح في درجة حرارة الغرفة، سنكون قادرين على الاحتفاظ بالمخزون على اللقاحات لفترات أطول وبتكلفة أقل، وسنتمكن من التلقيح بسهولة أكبر، وبالتالي تقليل الفاقد من اللقاحات".
قام الباحثون بتغليف لقاحات الفيروس الحي بمادة بلورية قابلة للذوبان تسمى MOFs (الهياكل العضوية المعدنية) ، والتي تحمي اللقاحات من الإجهاد الحراري.
اختبر العلماء أيضًا أسلوبهم بنجاح على لقاح Influenza A.
قالت الدكتورة كارا دوهرتي، كبيرة العلماء في CSIRO، إن الأطر العضوية المعدنية هي المادة المثالية لحماية اللقاحات من التغيرات في درجات الحرارة.
وقالت: "تعمل الأطر العضوية بشكل مشابه للسقالة التي قد تضعها حول منزلك، بمجرد إزالة السقالة ، يبقى منزلك - وهو ما يحدث عندما نحل الأطر العضوية المعدنية في اللقاح".
قال الباحث روهاني سينج بمؤسسة CSIRO ومؤلف الورقة البحثية، إن هذه التقنية كانت فعالة من حيث التكلفة وقابلة للتطوير.
وقال روهاني "هذا النهج الأول في العالم لتثبيت اللقاح باستخدام الأطر العضوية المعدنية بسيط وسريع وقابل للتطوير لأنه يتم من خلال خطوة واحدة".
أخبر لايتون وكالة AAP الإخبارية أن الآثار المترتبة على اللقاحات في كل مكان كانت ضخمة، بما في ذلك تلك المستخدمة لمكافحة كوفيد-19 ، والتي يحتاج بعضها إلى تخزينها عند 70 درجة تحت الصفر أو أقل.
"لقد بدأنا نوجه انتباهنا إلى: هل يمكننا تغليف لقاحات mRNA باستخدام نفس التكنولوجيا؟
"تستخدم لقاحات مثل لقاح AstraZeneca في الواقع تقنية فيروسية حية، لذلك قد نتمكن من تطبيق نتائجنا إلى لقاحات بشرية".
يبحث علماء مؤسسة CSIRO الآن عن شراكة مع شركات صحة الحيوان والبشر لتحويل هذا الاكتشاف إلى تطبيق عملي وتجاري.
هذا ويتوقع فريق البحث أن تكون الطريقة متاحة للقاحات البيطرية والزراعية في غضون ثلاث إلى خمس سنوات، وفي غضون عقد على الأكثر بالنسبة للقاحات البشرية.
يمكنكم أيضاً الاستماع لبرامجنا عبر أو عبر تطبيق SBS Radio المتاح مجاناً على
