أعلن وزير الخزانة جوش فرايدنبرغ تسجيل أستراليا أمس تراجعا بنسبة 7 بالمئة في الناتج المحلي الإجمالي خلال الربع الثاني من العام الجاري، لتدخل البلاد في أول حالة ركود لها منذ ما يقرب من ثلاثة عقود.
ويعتبر هذا الانخفاض في الناتج المحلي هو أعلى انخفاض مسجل على الإطلاق منذ بداية تسجيل بيانات الاقتصاد الأسترالي.
ويأتي هذا النمو السلبي في أعقاب انخفاض بنسبة 0.3 بالمئة في الناتج المحلي خلال آذار (مارس)، مع مراعاة أحدث البيانات التأثير الكامل للموجة الأولى من عمليات إغلاق فيروس كورونا على الاقتصاد.
وقال فرايدنبيرغ "سجلنا القياسي بتحقيق نمو لمدة 28 عاما متواصلين قد انتهى رسميا." وأضاف "أكدت السجلات الوطنية التأثير المدمر لكوفيد-١٩ على الاقتصاد الأسترالي."
ما هي المؤشرات الرئيسية؟
المؤشر الرئيسي هو نمو الناتج المحلي الإجمالي، والذي وصل إلى مستويات سلبية خلال فترة الربع الأول، بين يناير ومارس من هذا العام.
كما وصل النمو الفصلي في يونيو، عند سالب سبعة بالمئة، و هو الأسوأ منذ بدء تسجيل فترات الانكماش، وأكبر من انكماش سابق وصلت نسبته إلى 2 بالمئة عام 1974.
وكان الانكماش مدفوعا بشكل أساسي بالانخفاض في الإنفاق الأسري الذي انخفض بنسبة 12.1 بالمئة. كما لا تشمل الأرقام الفصلية تأثير قيود المرحلة الرابعة التي فرضتها حكومة فيكتوريا في ملبورن ، والتي شهدت إغلاق جميع الأعمال غير الأساسية في منطقة ملبورن الكبرى.
ماذا يعني الركود بالنسبة لك؟
Australian Treasurer Josh Frydenberg outlines international GDP growth in June. Source: AAP
وفي هذا الإطار يقول الأستاذ المساعد في السياسة والاقتصاد والمجتمع بجامعة كانبيرا جون هوكينز إنه لم يكن هناك الكثير مما كان يمكن للحكومة فعله لتجنب هذا الركود.
ويقول هوكينز إن الركود غالبا ما يوصف بأنه "عندما يفقد جارك وظيفته". والركود غالبا هو عندما تفقد وظيفتك أيضًا بحسب هوكينز.
وشرح قائلا "بعض الناس سيفقدون ساعات ويفقدون وظائفهم ، وسيؤثر هذا على كثير من الناس."
وأضاف "سيكون نمو الأجور بطيئًا أيضًا ، وبدون منافسة للعثور على موظفين ، لن ترى أي ضغط تصاعدي على الأجور لفترة طويلة."
من جهته قال كبير مسؤولي الاستثمار في كريستون لإدارة الثروات سكوت هاسليم في سيدني "أعتقد أنه من الصعب للغاية أن تشعر بما يشعر به الشخص العادي ، فبعض الناس سيكونون عاطلين عن العمل وتحت ضغوطات مالية ، وقد لا يلاحظ البعض أننا في حالة ركود."
إلى متى سيستمر الركود؟
International students line up outside Melbourne Town Hall for food vouchers. Source: Getty Images AsiaPac
وحول فترة استمرار الركود توقع هاسليم ظروفا فريدة لهذا الركود الذي شهد إغلاقا لتجنب حالة طوارئ صحية عامة، أي أنه لن يكون طويلاً مثل فترات الركود الأخرى.
واستطرد قائلا "هذا ليس ركودًا ماليًا كما شهدناه في عام 1991 أو ما شهده العالم في عامي 2008 و 2009، هذا مجرد توقف في النشاط وقد بدأنا بالفعل في رؤية بعض علامات التحسن في الإنفاق الاستهلاكي".
