أمضى طالب اللجوء الصومالي إسماعيل حسين أكثر من عامين محتجزًا في مراكز احتجاز المهاجرين في ملبورن، بما في ذلك فندق كارلتون بارك.
لكن طوال فترة وجوده هناك، لم ير عددًا كبيرًا من المتظاهرين وطواقم الأخبار خارج الفندق كما شهد في الأيام القليلة الماضية.
قال حسين لقناة SBS الاخبارية: "لا أحد يهتم بنا كلاجئين ولكنهم اهتموا به (ديوكوفيتش)، إنه من المشاهير".
وتابع حسين في حزن "إنه محظوظ ، بضعة أيام فقط ويمكنه الخروج ونحن هنا منذ تسع سنوات".
بدأت الضجة الاعلامية خارج فندق بارك يوم الخميس عندما انتشرت أنباء عن اعتقال المصنف الأول عالميا نوفاك ديوكوفيتش بعد مشكلة في الحصول على تأشيرة الدخول إلى أستراليا.
فاق عدد مؤيدي نجم التنس والمتظاهرين المناهضين للقاح العدد القليل من المدافعين عن اللاجئين الذين تجمعوا خارج الفندق خلال عطلة نهاية الأسبوع الذين هتفوا من أجل "تحرير اللاجئين".
وصفت الصحافة الصربية منذ ذلك الحين مرفق الهجرة حيث يُحتجز 32 من طالبي اللجوء واللاجئين بأنه "فندق الرعب".
زعمت والدة ديوكوفيتش ديانا أن ابنها احتُجز "كسجين" في الفندق وقالت إن الفندق به "حشرات" و "قذارة" ووصفت الطعام بأنه "فظيع".
لكن حسين قال بعد ما يقرب من تسع سنوات في الاحتجاز ، فإن التقارير التي نشرتها SBS الاخبارية عن الطعام المليء باليرقات والخبز المتعفن الذي تم تقديمه للمحتجزين في الفندق كانت أقل ما يقلقه.

Protestors outside the Park Hotel in the Melbourne suburb of Carlton. Source: AP
قال حسين في تصريحاته لـ SBS الإخبارية: "كل ما يهمني هو حريتي، أشعر وكأنني سأجن من البقاء هنا".
كان حسين في الثانية والعشرين من عمره وكان في منتصف دراسته في إدارة الأعمال عندما انقطعت دراسته بسبب تصاعد أعمال العنف في الصومال.
فر إلى أستراليا بالقارب في 2013 وقضى ست سنوات محتجزًا في جزيرة مانوس قبل نقله إلى ملبورن في 2019 لتلقي العلاج الطبي.
في الأشهر القليلة الماضية، كان هناك تفشي لكوفيد-19 في فندق كارلتون بارك وحريق دمر مغسلة المنشأة وصالة الألعاب الرياضية وأدى إلى دخول أحد المحتجزين إلى المستشفى بسبب الدخان الناجم عن الحريق.
كان حسين يتناول الحبوب المنومة للتغلب على التوتر ويقضي معظم الوقت نائما في غرفته.
قال حسين: "كل شيء يدفعك إلى حافة الجنون هنا".
وتابع قائلا "ليست لدينا أي حرية في الحركة، ليس هناك هواء نقي، في بعض الأحيان لا أغادر غرفتي لعدة أيام".
بينما أدى اعتقال ديوكوفيتش إلى لفت الانتباه الدولي إلى محنة طالبي اللجوء في فندق كارلتون بارك، يشعر المحتجزون في أجزاء أخرى من البلاد بأنهم منسيون.

Protestors and fans of Serbia's Novak Djokovic outside the Park Hotel. Source: AAP
على سبيل المثال، أمين أفرافي وهو طالب لجوء عربي أهوازي من إيران، محتجز في سكن تابع للهجرة في بريسبان لأكثر من عامين بعد نقله طبيًا من جزيرة مانوس.
يعاني الشاب البالغ من العمر 32 عامًا من أوقات عصيبة، عندما أصيب بجروح في رقبته خلال أعمال شغب اندلعت في بابوا غينيا الجديدة في عام 2014.
قال أفرافي عن هذا الأمر : "تلقيت 16 غرزة في رقبتي وكان حلقي مفتوحًا بسبب الجرح".
ويسترجع أفرافي ذكرى هذا اليوم العصيب : "في اليوم التالي هاجمنا الحراس، رأيت بعيني كيف كانوا يسحقون اللاجئين".
بعد يوم واحد من إصابة أفرافي بجروح عميقة في رقبته، قُتل طالب اللجوء الإيراني رضا باراتي والبالغ من العمر 23 عامًا، على يد رجلين كانا يعملان في مركز الاحتجاز خلال أعمال الشغب عام 2014.

امین افراوی میگوید که وزن خود را به دلیل عوارض معده از دست داده و از بیماری جلدی نیز رنج میبرد. Source: Supplied
حُكم على الرجلين بالسجن 10 سنوات لقتلهم باراتي، الذي ضربوه مرارًا بقطعة خشبية مثبت في نهايتها مسمار قبل أن يلقي أحد الرجلين حجرًا كبيرًا على رأسه ليلقى مصرعه في الحال.
يشعر أفرافي أن الأمر سيستغرق بعض الوقت حتى تتعافى صحته العقلية والبدنية من الفترة التي قضاها في الحجز في حال تم الإفراج عنه.
وهو يعاني حاليًا من مرض الصدفية ومضاعفات في المعدة أدت إلى إنقاص وزنه.
قال أفرافي: "سأستغرق ستة أشهر على الأقل حتى أتعافى لأن جسدي ضعيف لدرجة أنني لا أستطيع الوقوف على قدمي لمدة 10 أو 15 دقيقة على الأرجح".
وتابع في مرارة "لا بد من إعادة بناء صحتي البدنية والعقلية ومن ثم يمكنني المضي قدمًا في حياتي مرة أخرى".
اتصلت SBS الاخبارية بوزارة الشؤون الداخلية وقوات الحدود الأسترالية (ABF) للتعليق.
في وقت سابق، قال متحدث باسم قوات الحدود الأسترالية لـ SBS الإخبارية إنه لا يعلق على الحالات الفردية ولكن الرعاية الصحية لطالبي اللجوء في مراكز احتجاز المهاجرين "مشابهة مع تلك المتوفرة للمجتمع الأسترالي بموجب نظام الصحة العامة في البلاد".
غالبًا ما يتحدث أفرافي نيابة عن لاجئين وطالبي لجوء آخرين في مركز احتجاز المهاجرين ممن لا يتحدثون اللغة الإنجليزية بطلاقة أو يشعرون أنهم غير قادرين على القيام بذلك بأنفسهم.
قال أفرافي: "اسمي أمين يعني المخلص بالعربية، أفعل كل ما بوسعي لأستحق هذا الاسم عن جدارة".
يأمل أفرافي أن يستخدم ديوكوفيتش ملفه القوي للدفاع عن اللاجئين وطالبي اللجوء الذين تحتجزهم الحكومة الأسترالية في الداخل والخارج.
وعن هذا يقول أفرافي "إنه إنسان مثلي، كنت حزينًا حقًا لأنه كان رهن الاحتجاز، إنه يستحق أن يكون حراً".
وختم حديثه موجها رسالة لديوكوفيتش: "أرجوه أن يتحدث من قلبه عما فعلته الحكومة الأسترالية بنا نحن الأبرياء بدون سبب".