الخوف من الإصابة بسلالة فيروس كورونا الجنوب أفريقية دفع بجان ماتسينا إلى الذهاب للسوبر ماركت يوميا في كيب تاون لتخزين الاحتياجات الأساسية.
هذا الخوف ليس وليد اللحظة، بل جاء بعد أن حصد المرض روح جاره في ديسمبر، وزميله في العمل خلال شهر يناير.
وحاليا ينتظر ماتسينا اللقاح بفارغ الصبر حتى يتمكن من العودة إلى منزله في بلدته وحمل طفلته مرة أخرى.
ويقول ماتسينا، وهو أب يعيش لأول مرة بعيدا عن أسرته خوفا من تعرضهم للإصابة "لقد كان انتظار هذا اللقاح طويلًا جدًا الآن".
وأَضاف ماتسينا "الناس يموتون. الناس يفقدون الوظائف. إنها صدمة ".
ومع انتشار السلالات المتغيرة الجديدة مثل تلك التي تم اكتشافها في جنوب إفريقيا إلى المزيد من البلدان بما في ذلك الولايات المتحدة أصبح من الواضح أكثر من أي وقت مضى أن مأساة البلدان الفقيرة يمكن أن تصبح مأساة لكل بلد.

Patients fill out forms before taking a COVID-19 test in Johannesburg, South Africa,.5 January, 2021. Source: The New York Times
القضية لا تقف عند هذا الحد، فكلما انتشر الفيروس واستغرق تطعيمه وقتا أطول ، زادت فرصة استمراره في التحور بطرق تعرض العالم بأسره للخطر.
ولغاية اللحظة، تشير الدراسات الحديثة إلى أن أربعة لقاحات على الأقل فعالة في منع الإصابة بالفيروس الأصلي لم تعمل بشكل جيد ضد البديل الموجود في جنوب إفريقيا.
هذه السلالة المتحولة أيضا هي أكثر عدوى مثل نوع آخر اكتشف في بريطانيا - ويقدر الآن أنها تشكل 90 بالمئة من جميع الحالات في جنوب إفريقيا، وفقًا للبيانات التي جمعها الباحثون.
دوائيا، يحفز التلقيح جهاز المناعة على صنع أجسام مضادة للفيروس، ولكن مع تغير شكل الطفرات، يمكن أن يصبح الفيروس أكثر مقاومة لتلك الأجسام المضادة.
والسيناريو الأسوأ، هو أن الفشل في وقف انتشار الفيروس على مستوى العالم سيسمح بمزيد من الطفرات التي يمكن أن تجعل اللقاحات الموجودة أقل فعالية، ما يترك حتى السكان الملقحين عرضة للخطر.
من جهتها، تقول مساعدة مدير مركز ديوك العالمي للابتكار الصحي أندريا تايلو إن "الفكرة القائلة بأنه لا يوجد أحد آمن حتى يصبح الجميع بأمان ليست مجرد قول."
وشرحت تايلور إنه حتى مع أكثر السيناريوهات تفاؤلا، ووفقا للوتيرة الحالية للإنتاج، لن تكون هناك لقاحات كافية لكافة السكان عالميا حتى عام 2023.
ومن المتوقع أن يحصل فقط 20 بالمئة إلى 35 بالمئة من سكان أفريقيا على اللقاح هذا العام إذا سارت الأمور على ما يرام.