لم يكن رحيل جميلة جوزيف بالخبر الهين على أبناء الجالية العربية واللبنانية في سيدني وأستراليا، فالجدة البالغة من العمر ثمانين عاما معروفة بحبها للعمل والتطوع والعطاء بلا مقابل.
جوزيف تعد أحد أعمدة المجتمع العربي في غرب سيدني، وهي أول حالة وفاة تسجلها ولاية نيو ساوث ويلز جراء الإصابة بفيروس كورونا منذ 12 يوما، وربما تكون أول حالة وفاة لسيدة عربية جراء الإصابة بالفيروس.
كلمة السر في حياة الفقيدة هي التطوع ومساعدة الناس، فقد حرصت على المشاركة في جميع الأنشطة الخيرية التي تنظمها كنيسة سيدة لبنان في هاريس بارك، واشتهرت بأطباقها اللذيذة وخاصة النمورة التي أصبح يعرفها ويطلبها الجميع بالاسم: نريد نمورة جميلة.
وصلت إلى أستراليا قبل 66 عاما قادمة من بلدة كفرصغاب في شمال لبنان إلا أنها حافظت على لغتها العربية وتراثها وتقاليدها وربت عليه أولادها وأحفادها.

Source: Supplied
بدأت التطوع قبل أكثر من 50 عاما عندما كانت الكنيسة لا تزال قيد الإنشاء. وقد تحدثت أس بي أس عربي24 مع الفقيدة قبل ثلاثة أشهر بمناسبة أسبوع التطوع الوطني في أستراليا، وتذكرت جوزيف في لقائها كيف بدأ عطائها مع توزيع الطعام في وقت كانت الإمكانيات فيه شحيحة: "منذ بدء العمل على بناء الكنيسة كنا نذهب ونشعل الحطب لكي نخبز على الصاج. ونحن مستمرون في العمل حتى اليوم."
وقالت جميلة أن العمل التطوعي يمنحها شعورا رائعا " أنا عمري 80 سنة ولكن عندما أشارك في العمل التطوعي في الكنيسة أشعر وكأنني في العشرينات"
كانت جوزيف تشارك في نشاطات كل من أخوية الرعيّة ولجنة المسنين في الكنيسة، حيث تقوم المشاركات في تحضير أطباق في بيوتهن ثم يحضرن الطعام إلى صالة الكنيسة حيث يشاركن كبار السن الغداء ليوم واحد كل أسبوع ويتخلل اللقاء صلوات وأغان وقصص وترانيم.
أما في المناسبات الأخرى التي تنظمها الرعية فيتم بيع الطعام وتذهب الأموال لمساعدة الفقراء والمحتاجين.

Source: Supplied
وانهمرت عبارات التعازي من أبناء الجالية العربية بعد إعلان وفاة جميلة جوزيف وتذكر الجميع شخصيتها المحبة وعطائها الذي لم يتوقف.