سجلت ولاية فيكتوريا اليوم 20 حالة جديدة من الإصابة بفيروس كورونا، ليصبح بذلك ثامن يوم على التوالي تسجل فيه الولاية عدد إصابات مكون من رقمين. فيكتوريا التي أصبحت مركز حالات الإصابة بفيروس كورونا، حددت ست مناطق اعتبرتها بؤر لتفشي الفيروس وهي: بريمبانك وكايسي وكاردينيا وديربين وهيوم ومورلاند.
النقاط الرئيسية
- ارتفاع عدد الإصابات بفيروس كورونا في ولاية فيكتوريا لليوم الثامن على التوالي والإعلان عن ست بؤر لتفشي كوفيد-19
- انتقادات للحكومة لعدم نجاحها في إيصال رسائل التوعية للجاليات الإثنية والحكومة تدافع
- رجل عربي مصاب بالفيروس في منطقة هيوم ينصح الجميع بتحمل المسؤولية والالتزام بالتباعد
أغلب تلك المناطق بها جاليات كبيرة من المهاجرين، ما أثار جدلا في البلاد حول مدى نجاح الحكومة الفيدرالية في إيصال رسائل التوعية للجاليات الإثنية ضمن خطة مواجهة تفشي وباء كورونا في البلاد.
وفي تقرير أعدته الهيئة الوطنية الاستشارية للصحة والأبحاث الشهر الماضي، قال أفراد من الجاليات الإثنية إن مساعدتهم في تشكيل الخطة الوطنية للاستجابة للوباء كانت "متقطعة وعشوائية أو منعدمة تماما"، وهو ما تم اعتباره "فرصة ضائعة" في التقرير.
لكن وزير الصحة الفيدرالية غريغ هانت دافع عن تواصل الحكومة مع الجاليات الإثنية قائلا "منذ ظهور الوباء ونحن نعمل مع الجاليات من مختلف اللغات والجاليات التي تنحدر من أصول عرقية وإثنية مختلفة."
أحد الأشخاص الذين تأكدت إصابتهم بفيروس كورونا من منطقة هيوم في ملبورن، أحد البؤر الستة لتفشي الوباء، تحدث مع أس بي أس عربي24 حول ملابسات الإصابة التي طالته مع أخته. الرجل الذي ينتمي إلى إحدى الجاليات المهاجرة التي تتحدث العربية، تحفظ على الكشف عن هويته بسبب شعوره أنه سيتم لومه على ارتفاع أعداد الحالات.
ووصف الرجل شعوره وهو يسمع النقاش الدائر حول تساهل الجاليات الإثنية في تلك المناطق في نفس الوقت الذي يكافح فيه إصابته وأخته بفيروس كورونا: "شعور صعب بالتأكيد، لأنه يجب أن تتعامل مع الازدراء الذي تقابله من الناس والمبني على معلومات غير صحيحة ولا تمت للواقع بصلة."
وأضاف "بالفعل من الممكن أن تكون تلك المناطق بها أعداد كبيرة من اللاجئين والمهاجرين ولكن هذا لا علاقة له بعدد المرضى وانتشار الفيروس. لا أعتقد ذلك."
وقال الرجل إنه شخصيا كان ملتزما بكل التعليمات والنصائح الطبية التي أصدرتها الحكومة ولكن الفيروس انتقل إلى عائلته عن طريق مكان عمل أخته والذي يقع خارج حي هيوم تماما: "لأن أختي كانت تعمل وعرفنا أن زميلا لها حالته إيجابية فتوجه جميع الموجودين في المنزل لإجراء الفحوصات."

The six hotspots in Melbourne. Source: SBS News
ووصف الأعراض التي ظهرت عليه خلال تلك الفترة: "شعرت بسعال وألم في الجسم واحتقان في الأنف." لكنه أكد أنه لم ينتظر طويلا من أجل إجراء المسحة التي وصفها بالمزعجة وغير المريحة: "ذهبنا إلى الاختبار السريع في السيارة (درايف ثرو) واستغرق الأمر عشر دقائق فقط."
وكانت وزيرة الصحة في ولاية فيكتوريا جيني ميكاكوس قد قالت إن الحكومة ترجمت مواد التوعية بفيروس كورونا لأكثر من خمسين لغة مختلفة، ولكن رغم ذلك لم تصل المعلومات إلى بعض الجاليات.
وقال كبير المسؤولين الصحيين في الولاية البروفيسور بريت ساتون إن الحكومة التقت عددا كبيرا من ممثلي الجاليات الإثنية لإيصال الرسالة، لكنه أكد "الأمر ليس بهذه البساطة، ولا يقتصر على طبع المنشورات والمواد الدعائية لوصول المعلومات إلى الجاليات."
وأضاف "هناك الكثير من الناس من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي يحصلون على المعلومات من بلدهم الأم أو من خلال شبكة أصدقائهم باعتبارها الوسائل الرئيسية للمعلومات بالنسبة لهم."
الرجل الذي أصيب بكورونا في منطقة هيوم قال إن وسائل التواصل الاجتماعي لعبت دورا في حصوله على المعلومات، ولكن أيضا كان يقرأ المعلومات على المواقع الحكومية باللغة الإنجليزية "عادة أقرأ النصيحة الحكومية بالإنجليزية، ولكن بالفعل من الممكن أن يكون عدم وجود معلومات باللغة العربية من العوامل التي ساهمت في انتشار المرض."
وأضاف أنه يتابع العلاج الآن مع السلطات الصحية "بدأنا عزل أنفسنا تماما لمدى أسبوعين وفي حال تفاقمت الأعراض، قالوا إن علينا الاتصال برقم ثلاثة أصفار بحيث يمكن أن يأخذونا إلى المستشفى." وقال "يتصلون بنا بشكل يومي ليطمئنوا على صحتنا ومتابعة إن كان هناك تحسن أو سوء."
ونصح الرجل الجميع بتحمل المسؤولية "اهتم بنفسك، هذا الشيء خطير وواقعي جدا والله يحفظنا، ولكن يجب علينا أخذ الحذر والالتزام بالتباعد الاجتماعي وعدم الخروج إلا للضرورة."
وأكد "يجب أن نراعي أنفسنا ونفعل كل الأمور المطلوبة منا".
وعن اقتراحات فرض حجر صحي على المناطق التي ظهر فيها عدد كبير من الحالات أعرب الرجل عن ترحيبه بالفكرة: "لو زادت الحالات عن حدّها فيجب إغلاق هذه المناطق وفرض حظر التجول لأن الموضوع خطير."