الأسرة المهددة بالترحيل بسبب إعاقة ابنها تخشى عليه من الموت

العائلة التي تنحدر من جزر المالديف أتت بعد حصول الأم على منحة دراسية، وتدفع ثمن علاج ابنها كيبان من جيبها

Kayban and his mother

Kayban's mother hopes the decision will be overturned . Source: Facebook

تخشى أسرة من جزر المالديف مكونة من خمسة أفراد من موت ابنها كيبان البالغ من العمر ثلاث سنوات إذا تم تأييد قرار وزارة الأمن الداخلي رفض طلب التأشيرة الخاصة به. هذه الاسرة تعيش في أستراليا منذ ست سنوات، الابن الأصغر كيبان جمشاد يصارع للبقاء على قيد الحياة منذ اللحظة الأولى لولادته.

ولد الطفل قيصريا في مستشفى بانبري غربي استراليا في شهر يوليو/تموز 2016، لينقل بالطائرة إلى مستشفى في بريت لإجراء جراحة عاجلة. تم تشخيص كيبان بمرض الهيموفيليا أو ما يعرف بنزيف الدم الوراثي، بالإضافة إلى إصابة في الدماغ حدثت أثناء ولادته.
Kayban
Kayban with his parents, Shizleen and Ahmed, at their home in Bunbury, WA. Source: Aaron Fernandes / SBS News

عاد من الحياة

ويقول والد كيبان أحمد وأمه شيزلين، إن الأطباء نصحوهما بعد أسبوع على ولادة ابنهما، بنزع أجهزة الإنعاش عنه لأنهم فقدوا الأمل في بقائه على قيد الحياة. وقالت الأم من منزلها في بانبري لـ أس بي أس "قيل لي إن كيبان سيموت، وأن الآلة فقط هي ما تبقي على تنفسه، وأنه لا يقوم بشئ من تلقاء نفسه إلا الشعور بالألم".

وأضافت الأم "وبناء عليه قرر الأطباء وقف أجهزة الإنعاش لإنهاء معاناته"، وتابعت شيزلين "سألت الأطباء عما يحدث فأجابوا قائلين إن ابني سيموت بغضون ساعات".

لكن كيبان خالف التوقعات الطبية، حيث استطاع أن يظل على قيد الحياة دون أجهزة اصطناعية لمدة يوم ونصف، فقام الأطباء بإعادة وضعه على الأجهزة. وقالت الأم "تشبت ابني بالحياة ورفض الرحيل عن هذا العالم. مؤشراته الحيوية تحسنت، وعندها قرر الأطباء وضعه على أجهزة دعم الحياة".

الحياة في استراليا

وصل الزوجان إلى غرب استراليا قادمين من المالديف في يناير/كانون الثاني 2013 بعد حصول الأم على على منحة دراسية ضمن برنامج المساعدات الخارجية الأسترالي المعروف باسم AusAid. وكان الزوجان يخططان للعودة إلى بلادهما مع ابنهما خالي( 11 عاما) وابنتهما كايرا ( 5 سنوات)، لكن ولادة كيبان غيرت كل شئ. 

وقالت الأم "كنا بعيدين بالفعل منذ أربع سنوات ونخطط للعودة." وأضافت "لكننا أدركنا أن حياتنا قد تغيرت. اتذكر جلوسي في غرفة العناية المركزة، والنظر في عيني أحمد قائلة لا يمكننا العودة به، لا يمكننا أن نفعل ذلك به، لن تكون هناك خدمات لدعمه".
Kayban and family
The family were planning to return to the Maldives until they had Kayban and realised he would need specialist care. Source: Aaron Fernandes/SBS News
الآن كيبان يحتاج إلى رعاية مشتمرة على مدار الساعة مصحوبة بمجموعة علاجات خاصة.

ويتلقى كيبان علاجا وقائيا روتينيا لمرض النزف الوراثي كل أسبوع في مستشفى بانبري. كما يتوجب عليه زيارة الطبيب دوريا كل ستة أشهر في مستشفى الأطفال في بيرث وتناول أدوية خاصة بالصرع مرتين يوميًا. وبعيدا عن العلاج الوقائي، الذي توفره الحكومة الأسترالية لجميع المقيمين وغير المقيمين، فإن شيزلين وأحمد يتكفلان بكل علاج كيبان من جيبهم أو من خلال الصندوق الصحي الخاص.

يعمل والد كيبان كمقدم رعاية بدوام كامل، في حين تعمل الأم كأخصائية اجتماعية. ومن خلال عملها بدوام كامل، حصلت شيزلين على رعاية صاحب عملها، للتقدم بطلب الحصول على تأشيرة مؤقتة لتمتعها بمهارات تنقص سوق العمل في أستراليا، وقامت بإدراج زوجها وأطفالها الثلاثة ضمن المعالين.

ولكن في العاشر من ديسمبر/كانون الأول العام الماضي، تلقت رسالة من وزارة الأمن الداخلي تبلغها بالموافقة على منح جميع أفراد أسرتها تأشيرات مؤقتة، ما عدا كيبان.

 وقالت شيزلين إنها بكت عندما علمت بالخبر، ودخلت سباقا مع الزمن لتقديم التماسا من أجل بقاء ابنها في البلاد بصورة قانونية.
Kayban supporters
Kayban's supporters have been sharing their support on social media. Source: Facebook
لكن وزارة الأمن الداخلي قالت إن حالة كيبان لا تتماشى مع شروط منح التأشيرة لأصحاب الإعاقات طويلة المدى، والتي تقضى بألا تتجاوز كلفة العلاج على مدار عشر سنوات 49,000 دولار. وقالت الوزارة إن حالته لا ينطبق عليها استثناءات الرأفة أيضا.

لن يتمكن من البقاء

وقال متحدث باسم وزارة الداخلية إنه لا يعلق على القضايا الفردية، ولكنه أكد أن الإجراءات التي تتبعها وزارة الأمن الداخلي لا تميز ضد المتقدمين ذوي الإعاقة.

وأردف قائلا "المتطلبات الحالية لقانون الهجرة موجودة لحماية الصحة العامة والمجتمع، ولاحتواء الإنفاق العام على الرعاية الصحية والخدمات المجتمعية، وحماية حصول المواطنين الأستراليين والمقيمين بصورة دائمة على  خدمات الرعاية الصحية والخدمات المجتمعية باختصار."

وأضاف المتحدث إلى أن" الإطار الحالي لقانون الهجرة عملي ويوازن بين العطف واحتواء التكاليف من خلال وجود متطلبات صحية قياسية لطالبي التأشيرة، مع إتاحة الإعفاءات الصحية لبعض التأشيرات، وعند الاقتضاء، التدخل الوزاري".
وكانت عائلة كيبان قد أرفقت بطلب كيبان للحصول على تأشيرة، رسائل من خبراء طبيين متعددين موجهة إلى وزارة الأمن الداخلي تقول إن جودة الرعاية الطبية لمرضى الهيموفيليا في جزر المالديف غير كافية. وحذر الأطباء من خطرإصابة كيبان بتقلصات حادة وألم وهشاشة عظام وخلع بالورك وسوء تغذية وفشل الجهاز التنفسي والموت المبكر.

وكتبت الأم في طلب ابنها الذي قدمته للوزارة "لا يمكننا الحصول على الرعاية التي يحتاجها في جزر المالديف، ونتيجة لذلك قد نخسر طفلنا". وأضافت "السبب في أننا لا نريد أن نرجعه للمالديف ليس نوعية الحياة، ولكن لأن هناك فرصة كبيرة بعد نجاته".

آخر فرصة

وعلى الجانب القانوني فإن قرار عدم منح كيبان تأشيرة ستتم مراجعته في محكمة الاستئناف الإدارية في بيرث في 29 أغسطس/ آب الجاري. وخلال تلك الجلسة، سيُطلب من شيزلين وأحمد تقديم أدلة وأسباب وجوب السماح لكيبان بالبقاء. وإذا فشلوا في ذلك، سيكون أمام الأسرة 28 يومًا لطرق بابهم الأخير من خلال توجيه خطاب مباشر إلى وزير الهجرة ديفيد كولمان للتدخل وحل أزمة طفلهم.
تابعوا كل جديد فور حصوله على أثير إذاعة وعبر صفحتنا على 

 


شارك
نشر في: 8/08/2019 1:51pm
آخر تحديث: 12/08/2022 3:28pm
By Aaron Fernandes, Jameel Karaki