ألمح كبير المسؤولين الصحيين في ولاية فيكتوريا البروفسور برات ساتون إلى قرب تخفيف القيود التي لا تزال مفروضة في الولاية عندما تبدأ موجة العدوى بكوفيد بالانحسار.
ولا تزال أقنعة الوجه إلزامية في جميع الأماكن المغلقة في الولاية وفي جميع الفعاليات التي تضم أكثر من 30 ألف شخص.
ولا يزال الرقص في الأماكن الداخلية ممنوعا، بالإضافة إلى استمرار تطبيق حد أقصى على كثافة التواجد في أماكن الضيافة.
وقال البروفيسور ساتون ، أمام لجنة مراقبة الوباء في البرلمان الفيكتوري يوم الاثنين ، إن القيود يمكن أن تخفف في المستقبل القريب حيث بدأت الولاية تشهد انخفاضًا في عدد الحالات. وأُجبر ساتون إلى تفسير قرارات فرض أقنعة الوجه ومتطلبات العمل من المنزل، حيث قال إن هذه التدابير تخفف من سرعة انتشار العدوى.
ولا يزال آلاف الموظفين يعملون من المنزل منذ سنتين، وقد نصحت السلطات مؤخرا بعدم عودتهم إلى مكان العمل. وهذا ما كان له نتائج مدمرة على الاقتصاد خاصة في وسط مدينة ملبورن حيث تعتمد المصالح التجارية على الموظفين الذين يعملون في مكاتب في قلب المدينة التجاري.
وكان رئيس حكومة الولاية دانيال أندروز ألمح إلى إمكانية جعل الجرعات المعززة إلزامية، بما في ذلك الجرعة الرابعة والخامسة، وقال إنه سيعرض هذا المقترح على المجلس الوزاري الوطني.
لكن البروفسور ساتون أكد أنه لم تتم استشارته فيما يتعلق بجعل الجرعات المعززة إلزامية، كما ولم يُستشَر عندما تم رفع القدرة الاستيعابية لبطولة استراليا المفتوحة قبل وقت قصير من بداية البطولة. وقال إن وزير الصحة قد اتخذ القرار دون أخذ رأيه كمسؤول الصحة الأعلى في الولاية.
يأتي هذا بينما بدأت البلدان في جميع أنحاء العالم في تخفيف القيود مع ارتفاع أعداد حالات الإصابة بفيروس كورونا ، بينما تراجعت نسبة حالات الاستشفاء.
وأصبحت الدنمارك واحدة من أوائل الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي التي تزيل معظم قيودها المتعلقة بالوباء ، بما في ذلك متطلبات تصاريح الدخول إلى الأماكن وارتداء قناع في وسائل النقل العام.
ينس لوندغرن ، أستاذ الأمراض المعدية في جامعة كوبنهاغن ، يقول إن هذه القواعد لم تعد ضرورية.
بينما تستعد دول قليلة مثل الدنمارك لتخفيف قيودها ، لا تزال دول أخرى تفرضها.
ففي إيطاليا أصبح من الضروري الآن إبراز شهادة صحية خضراء من اجل الدخول الى معظم المحال التجارية ما عدا محلات المواد الغذائية والصيدليات، وهذه الشهادة تتوفر فقط لأولئك الذين تعافوا من COVID أو تم تطعيمهم.
ولا يزال التركيز على اللقاحات ثابتًا أيضًا ، حيث تحث الهيئات الناظمة للأدوية في الولايات المتحدة شركة Pfizer على التقدم بطلب للحصول على تصريح طارئ لنظام لقاح من جرعتين للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 أشهر وخمس سنوات ، في وقت ينتظرون فيه نشر بيانات دراسات تجرى حول جرعة من ثلاث مراحل لتلك الفئة العمرية.
ولكن وعلى الرغم من إلغاء القيود وتحسن تغطية اللقاحات ، لا يزال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس غيبريسوس يحث على توخي الحذر.
ويضيف غيبريسوس إنه منذ تحديد Omicron لأول مرة قبل 10 أسابيع فقط ، تم الإبلاغ عما يقرب من 90 مليون حالة إلى منظمة الصحة العالمية ، وهذا أكثر مما تم الإبلاغ عنه في عام 2020 بأكمله ، وبدأت المنظمة في رؤية زيادة مقلقة في الوفيات في معظم مناطق العالم.
لا شك أن كثيرا من الناس حول العالم لديهم شعور الترقب والخوف والإرهاق. ويقول الدكتور مايكل رايان من منظمة الصحية العالمية إنه يتفهم حاجة الناس للوضوح ، وكيف يمكن العودة إلى وضع شبه طبيعي.
لكنه يقول إن اللامساواة في برامج التطعيم والرعاية الصحية تعني أن نهاية الوباء لن تكون واحدة للجميع.
وبدأت منظمة الصحة العالمية الآن بتركيز انتباهها أيضا على قضية النفايات الطبية التي خلقتها برامج التطعيم والعلاج الصحي.
على سبيل المثال ، تقدر منظمة الصحة العالمية أن حوالي 87.000 طن من معدات الحماية الشخصية ، أو ما يعادل وزن عدة مئات من الحيتان الزرقاء ، قد تم طلبها عبر موقع الأمم المتحدة حتى نوفمبر 2021 - ويعتقد أن معظمها قد انتهى بها الأمر كنفايات.
يقول الدكتور تيدروس إن العديد من البلدان ليست مهيأة للتعامل مع هذه الكميات.
هذا التقرير من إعداد Deborah Groarke لأس بي اس نيوز، وتقديم ايمان ريمان وعلاء التميمي.