متى تطلب المساعدة النفسية؟ وما الفرق بين المعالج النفسي والطبيب النفسي؟

Mental Health session in progress

Source: AAP

المعلومات الواردة في هذا الخبر ليست بديلا عن الاستشارة الطبية المتخصصة، وينصح بالتوجه لطبيبك الخاص إذا كنت تعتقد أنك تحتاح لرعاية طبية.


في غرفة مليئة بالأثاث واللوحات الغريبة يقابل الممثل المصري فؤاد المهندس طبيبه النفسي عبدالمنعم مدبولي، يتحسس الطبيب جسد المريض وينزع عنه سترته قائلاً له: "ريح نفسك خالص، متخافش أنا مش بعبع." ولإضفاء لمحة فكاهية على المشهد الكوميدي يبدأ الطبيب في الغناء و يسأله المريض: "بتعمل إيه يا دكتور" ليشرح له مدبولي قائلاً: "دي موسيقى علشان تريح أعصابك. إيه عقدتك؟" ليجيبه المهندس: "الستات يا دكتور."

هذه الصورة الكاريكاتيرية والتي عرضها الفيلم المصري مطاردة غرامية عام 1968، مازالت سائدة عند الكثيرين بعد نصف قرن من الزمان، فالأعمال الدرامية تسيء تصوير المريض والطبيب النفسي على حد سواء، كما أن غياب المعلومات عن متى يطلب الشخص مساعدة نفسية، وما الفرق بين الطبيب النفسي (Psychiatrist) والمعالج النفسي (Psychologist) يترك أولئك الذين يحتاجون مساعدة نفسية في حيرة من أمرهم.

متى تطلب المساعدة النفسية؟

 ضغوطات الحياة تترك آثارها على الجميع، وتذهب هذه الآثار بعد ساعات أو أيام من التعرض إليها، لكن بعضها يترك أثراً يصعب التخلص منه كما تقول د.روس نايت رئيسة جمعية المعالجين النفسيين في أستراليا Australian Psychological Society والتي تضم 20 ألف معالج نفسي.

تقول نايت والتي ترأس العيادة النفسية في جامعة ماكواري: "الخطوة الأولى أن تنتبه لتغيير قد يكون قد طرأ عليك، إذا كنت تشعر بالمزيد من الحزن أو أنك متوتر أكثر من المعتاد، أن عينيك تدمعان بشكل متكرر. إذا شعرت بالغضب لأن صديقا لم يرد مكالمتك الهاتفية، أو أصبحت قلقا جداً من شرح شيء في العمل، أو صرت تغضب أكثر بسبب ازدحام المرور، أو تُخرِج غضبك على زملائك في العمل، هنا يجب أن تتوقف فربما أصبح وضعك النفسي يحتاج لمراجعة، لأنه بدأ يؤثر على عملك، على حياتك، بدأ يغيّر من عادات نومك فأصبحت تنام ساعات أقل أو تنام لساعات طويلة، أصبحت تتفادى أشياء معينة أو أشخاص محددين."

إذا كنت تشكو من بعض هذه الأعراض فيجب عليك في هذه الحالة أن تطلب المساعدة من متخصص في الصحة النفسية.

هل الأفضل المعالج النفسي أم الطبيب النفسي؟

يقول د.محمود أبو عرب أن هناك شقين يحددان الفرق بين الطبيب النفسي والمعالج النفسي، الأول هو التدريب، حيث يدرس الطبيب النفسي علوم الطب عامة ثم يتخصص في الطب النفسي لعدة سنوات، أما المعالج النفسي فيدرس علم النفس ولا يدرس الطب، وفي أستراليا لا يسمح للمعالج النفسي بالممارسة إلا بعد الدراسة و التدرب لتسع سنوات متواصلة.

أما من حيث الممارسة فالفرق هو أن الطبيب النفسي بسبب دراسته لعلم الدواء –الفارما كولوجي- فهو قادر على وصف الأدوية مثل مضادات الاكتئاب أو مضادات القلق وغيرها في الحالات التي تحتاج لعلاج دوائي.

تضرب د.روز نايت مثالا عن شخص غير ملتزم بساعات محددة للنوم ويستيقظ بعد موعد عمله: "المعالج النفسي سيتمكن من الحديث معه ونصحه بطرق للتغلب على مشكلة النوم، لكن إذا كان الشخص مكتئباً ولا يغادر سريره لعشرين ساعة في اليوم، فهو يحتاج لتدخل طبيب نفسي لوصف دواء له."

في بعض الأحيان يعمل المعالج والطبيب النفسي معاً لعلاج شخص واحد، فالطبيب يصف علاجاً ينتشل المريض من أزمة حادة وعاجلة يمر بها، ثم يذهب المريض لمعالج نفسي ليتحدث معه في جلسات تستمر لأسابيع أو شهور عن السبب الرئيسي للمشكلة وكيفية علاجها بالقضاء على عادات سيئة وتنمية أخرى نافعة.


شارك