تعامل الأطفال مع وسائل التواصل الحديثة يفتح أمامهم المجال لمشاهدة محتوى قد لا يتناسب مع مراحلهم العمرية، فالإنترنت مليئة بالصور والفيديوهات التي تتحدث بشكل مباشر عن الجنس على سبيل المثال.
وبالتالي تستعد المدارس للحديث مع الأطفال عن ماهية الجنس، لكن ما الدور الذي يلعبه الأبوان؟ وكيف يمكن شرح الثقافة الجنسية للأطفال بشكل مناسب؟
للإجابة على متى وكيف نبدأ الحديث عن الجنس مع أولادنا تقول المرشدة الاجتماعية هاديا بعاصيري تقول إن وقت الحديث يتحدد على أساس عمر الطفل، وتضيف:"ما من عمر معين لبدء الحديث بالتوعية الجنسية ولكن حسب عمر الولد نعطي الجواب، وقدر المعلومات التي يقدمها الأهل والأسلوب في التعاطي يتعلقان بشكل أساسي في ما يحتاج الولد معرفته. فما يسأله ابن الخامسة من العمر عن التكاثر وانجاب البنين يختلف عن التساؤلات التي تدور في رأس المراهق الذي بات يشعر بتغييرات بيولوجية وهرمونية أو المراهقة"
حوار مبني على الانفتاح والصراحة
أشارت بعاصيري الى امكانية الاستعانة ببعض الكتب التي يمكننا قراءتها مع صغارنا بهذا الخصوص.
كما شددت السيدة بعاصيري على أهمية المحادثة القائمة على الانفتاح والصراحة منذ الصغر بين الأهل والأولاد، باعتبارها القاعدة الأساسية للعلاقات السليمة البعيدة عن التخويف والقريبة من الصداقة والحوار الصريح.
أما عن أسلوب البدء في المحادثة وما الذي يمكن قوله للمبادرة في الحوار، نصحت بعاصيري باستخدام لغة واضحة غير مبهمة وعبارات مفهومة، أي ما معناه تسمية الأشياء بأسمائها "ما في خجل بالموضوع لأنو اذا حسّ (الأهل) بالخجل بيصير الولد يخجل يسأل"، مشيرة الى ان الصراحة تجذب الأولاد ومن الأجدر ان ينجذب الأولاد الى صراحة أهلهم البنّاءة بدلا من الحقيقة الزائفة التي يروج لها العالم الإلكتروني في بعض الأحيان.
أوصت أيضا بعاصيري بطريقة حوار مناسبة تتسم بالهدوء مع المراهقين الذين تعتريهم مشاعر مندفعة يختبرونها وتغييرات جسدية ونفسية، مقدرين تساؤلاتهم وأفكارهم وأحاسيسهم وهم يرشدونهم على القيم الثقافية والأخلاقية.
أهمية التروي في حالة حدوث خطأ
ذكرت بعاصيري انه في حال وقع الأولاد في خطأ ما، وجب التعامل معهم بمحبة والتزام الحوار الصادق والشفاف كي يشعر الأبناء بالراحة في اللجوء الى الأهل لإرشادهم وتذكيرهم بالقيم الثقافية والأخلاقية والإجتماعية "اذا غلط الولد يقدر يجي يحكي معنا لنقدر ندعمه" وقالت ان المسؤولية هذه الأيام باتت مشتركة بين الأهل والأبناء.
أما عن سؤال كيف يمكن للأهل تنمية ثقافتهم وزيادة توعيتهم بالأمور الحديثة أجابت بعاصيري ان البحث الدؤوب لتطوير الذات والمشاركة ببعض البرامج التربوية المتوفرة للجاليات الاثنية مثل برنامج Positive Parenting Program المعروف ب PPP مهمان جدا لاتباع نمط تربوي وتوعوي آمن، غير مؤذي وغير مخيف لتعزيز سلامة الأولاد وارشاهم لأفضل السبل في الحياة.
للمزيد من المعلومات يمكن الاستماع على الرابط الصوتي المرفق.