أهلا بكم في بودكاست "تحت المجهر"، وفيه نناقش حقيقة لقاحات كورونا المتوافرة في أستراليا، بين الشك واليقين ونظريات المؤامرة. في حلقة اليوم "هل المناعة المكتسبة جرّاء الإصابة بفيروس كورونا كافية؟"
النقاط الرئيسة:
- يعمل جهاز المناعة على خلق الأجسام المضادة وتذكر الفيروس لمكافحة الإصابة المتكررة
- تضعف الأجسام المضادة تلقائيًا بعد فترة ستة أشهر من الإصابة بالفيروس
- ينصح المصابين بالفيروس بتلقي اللقاح في مدة زمنية لا تقل عن ثلاثة أشهر ولا تتخطى ستة أشهر
للإضاءة حول تأثير لقاح كورونا على خلق وتعزيز جهاز المناعة، التقى برنامج "تحت المجهر" الدكتور دايفيد أبي حنا، الأخصائي في الجهاز الهضمي بالناظور في مستشفى ليفربول وعضو مجلس الأمناء في South West Sydney Local Area Health Service والحائز على شهادة دكتوراه حول جهاز المناعة عام 1989.
بداية عرّف أبي حنا بجهاز المناعة ودوره في تكوين الأجسام المضادة بعد الإصابة بأي فيروس قائلًا:
إن جهاز المناعة رائع في الدفاع عن الجسم وبشكل مستهدف
شرح د. ابي حنا أن جهاز المناعة لا يعمل بشكل عشوائي بل بصورة محددة وبحكمة كبيرة بواسطة خلايا تهاجم الفيروس وتعمل على محورين. الأول يتمثل في مواجهة الفيروس من خلال خلق الأجسام المضادة والثاني يتمثل في تذكره لمكافحته تلقائيًا في حال الإصابة مجددًا به.
وتابع موضحًا:
" لماذا إذًا نصاب بالفيروس كالرشح أكثر من مرّة؟ ذلك لأن الفيروس بطبيعته يتحور مع الوقت لذلك جهاز المناعة أحيانًا لا يتعرف عليه بسرعة ولكنه يتذكره تدريجيًا ويكافحه".
وأشار أبي حنا إلى أن المناعة المكتسبة جرّاء الإصابة بفيروس كورونا لا تعتبر كافية لذلك توصي NSW Health الأشخاص الذين أصيبوا بفيروس كورونا، بتلقي اللقاح على الرغم من تكوين أجسام مضادة للفيروس، وفسّر ذلك الامر قائلًا:
"نحن ما زلنا في طور اكتشاف هذا الفيروس. مما لا شك فيه أن الأشخاص الذين أصيبوا بالفيروس، اكتسبوا مناعة تتراوح بين ثلاثة إلى ستة أشهر ولكن بعد هذه الفترة، تخف المناعة ويتم تعزيز جهاز المناعة بواسطة اللقاح".
لا ينصح أبي حنا المصابين بالفيروس بتلقي اللقاح قبل مدة زمنية لا تقل عن ثلاثة أشهر ولا تتخطى ستة أشهر لتجنب المضاعفات.
على صعيد آخر، أظهرت دراسة شملت عددًا ممن تلقوا كامل اللقاح المضاد لفيروس كورونا، نقصًا في الأجسام المضادة لفيروس كوفيد-19 لديهم في غضون ستة أشهر من تلقي الجرعة الأولى.
لذلك شرح أبي حنا أن هذا الأمر ممكن أن يقود إلى تلقي جرعة ثالثة تنشيطية من اللقاح.
وأوضح قائلًا إن هذا التراجع في مؤشر الأجسام المضادة لا يعني بالضرورة أن الشخص لم يعد لديه القدرة على مقاومة المرض، إذ أنّ خلايا الذاكرة في جهاز المناعة بإمكانها التدخل لتوفير حماية كبيرة.
وفي هذا الإطار أردف قائلًا:
هذه الدراسات تساعدنا على تحديد المدة الزمنية الأمثل بين جرعتي اللقاح وحول فعالية تلقي جرعة تنشيطية ثالثة بعد 6-9 أشهر من الجرعة الثانية
ووجّه نصيحة للمستمعين بتلقي اللقاح وتعزيز جهاز المناعة قائلًا:
"أترجى الجميع أخذ اللقاح. نحن كلبنانيين نحب أن نجتمع سويًا ولن نتمكن من ذلك الا بواسطة اللقاح".
وختم معربًا عن فخره بالأبحاث الطبية قائلًا:
على الناس الافتخار بما حققه العلماء والطاقم الطبي الذين أوصلونا إلى لقاح فعال في غضون سنة!