بعد فوز الائتلاف في انتخابات نيو ساوث ويلز واقترابهم من تحقيق العدد المطلوب من مقاعد البرلمان لتشكيل حكومة أغلبية، وجب النظر في نتائج الحزبين الرئيسيين في كل مقعد حتى إن تمكنوا من ضمها إلى رصيدهم فسلوك الناخبين تغير وأصبح بالإمكان أن ينافس مرشح مستقل أو من حزب صغير نظراءه من مرشحي الأحزاب الكبرى في بعض المقاعد المفصلية والتي صبغت تاريخياً ببصمة الأحرار أو العمال.
رئيس تحرير صحيفة التلغراف في أستراليا أنطوان القزي عزا تراجع شعبية حزب الوطنيين في المناطق الريفية التي لطالما شكلت المعقل الأساسي له إلى ما ألمّ بالمنطقة من كوارث بيئية مثالها نفوق ملايين الأسماك في حوض نهر موراي دارلينغ والجفاف الذي ضرب البلاد مما عمق الشعور لدى الناخبين هناك بأن الوطنيين لم يقوموا بما يكفي لدعم مطالبهم وبالتالي توجهوا نحو الإدلاء بأصواتهم إما إلى مستقلين أو مرشحي حزب الرماة والصيادين والمزارعين الذي اعتبره محللون الرابح الأكبر في انتخابات الولاية لهذا العام.
التراجع في نسبة رضا الناخبين انسحب إلى المقاعد العمالية حيث عبر الناخبون الصينيون في كوغرا عن سخطهم من التعليقات المسربة من العام الماضي لزعيم المعارضة العمالية مايكل دايلي والتي اعتبر فيها أن الآسيويين من حملة الشهادات العليا استحوذوا على الوظائف على حساب الأستراليين.
التمثيل العربي في برلمان نيو ساوث ويلز سيقتصر للأعوام الأربعة القادمة على جهاد ديب الذي تمكن من الاحتفاظ بمقعد لاكمبا لفترة ثانية وشكر في حديث لراديو SBS Arabic24 الناخبين في منطقته واعتبر فوزه فوزاً للجالية العربية ككل.
وعلى المستوى الفدرالية وبما أن البلاد مقبلة على انتخابات في أيار مايو المقبل، اعتبر محللون أن فوز الائتلاف في انتخابات نيو ساوث ويلز أعطى دفعة معنوية لرئيس الوزراء سكوت موريسون والذي بدا الارتياح واضحاً على وجهه أثناء خطاب غلاديس برجكليان التي تمكنت من انتزاع الفوز على الرغم مما ألم بالأحرار من أزمات خلال الفترة الماضية وعلى رأسها تحدي الزعامة ومسلسل استقالات النواب وخصوصاً النساء.
استمعوا للمقابلة مع الأستاذ أنطوان القزي في التسجيل الصوتي أعلاه.